«تعلم رواية الآخر» يثير جدلا

إسرائيل والسلطة ترفضان تدريس كتاب تاريخي مشترك يسرد الروايتين الفلسطينية والإسرائيلية

TT

رفضت وزارتا التربية والتعليم في السلطة الفلسطينية وإسرائيل تدريس كتاب فلسطيني - إسرائيلي مشترك يسرد الراوية التاريخية للأحداث من عام 1900 ولغاية 2000 من كلتا وجهتي النظر، وهو كتاب دعمته عدد من المؤسسات الأوروبية والأميركية.

ويضع الكتاب بين يدي القارئ الروايتين الفلسطينية والإسرائيلية، وبعدما منع من الاستخدام من قبل وزارة التعليم الإسرائيلية، لاقى نفس المصير في الوزارة الفلسطينية. وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية قالت أمس، إن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أقرت تدريسه وستبدأ بذلك في مدرستين ثانويتين قرب أريحا، في وقت رفضت ذلك وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، بل واستدعت رئيس منطقة سديروت في المدرسة الثانوية للتوضيح بعد أن كان قد سمح باستخدام الكتب المدرسية من قبل الطلاب في دورة خاصة.

وأدانت حماس فورا عبر بيان لنوابها في الضفة الغربية قرار تدريس الكتاب في المدارس الفلسطينية. وقال نواب الحركة، «إن مرحلة المدرسة هي الأخطر، ففيها تثبيت الأسس والمفاهيم والقيم، وهي مرحلة يتم فيها نحت المعلومات في عقول الجيل الذي من المفترض أنه جيل التحرير والنصر فأي أجيال سينتجها هذا المنهج؟».

وأكد النواب على أن تدريس هذا المنهاج «يعني أننا سنقنع أو نشكك طلبتنا والجيل القادم في حقنا المسلوب من خلال الرواية الصهيونية للأحداث والتي تشوه تاريخ نضالنا الفلسطيني عبر عشرات السنين». واعتبرت حماس الموافقة على هذا المنهج مساهمة من السلطة «في تمرير مخطط الاحتلال في تجهيل شعبنا عبر السيطرة على تاريخه ومحو ثقافته وفق قاعدتهم المعلومة للجميع: (الكبار يموتون والصغار ينسون)».

ودعت حماس «الأهالي وأولياء الأمور للاحتجاج على هذا النوع من المناهج ومقاومتها ومنع إدخالها إلى المدارس خاصة أنها تهدف إلى العبث بعقول ومعتقدات أبنائهم التي ربوهم عليها وهي خطة صهيونية ستؤثر على مسار قضيتنا على المدى البعيد عبر إنتاج جيل ضعيف الانتماء ولا يحمل المبدأ وغير مستعد للدفاع عنه يقبل الحلول الذليلة ويرضخ للأمر الواقع».

لكن الوزارة الفلسطينية نفت بشدة الأمر، قائلة على لسان الوكيل المساعد لشؤون التخطيط والتطوير في وزارة التربية والتعليم بصري صالح خلال حديثه لشبكة «معا» المحلية الإذاعية: «لا يوجد للوزارة أي نشاطات متعلقة بهذا الموضوع، وما قالته هآرتس يأتي في سياق الحملة المغرضة لتشويه النظام التعليمي الفلسطيني ومحاولة لوضع الأمور في مربعات غير واضحة والنيل من الثقافة والهوية الفلسطينية».

والكتاب بعنوان «تعلم الرواية التاريخية للآخر» وهو مشروع بدأه الأستاذ دان بار اون من جامعة بن غوريون ود. سامي عدوان من جامعة بيت لحم. وأظهر الكتاب الذي ترجم إلى اللغات العربية والإنجليزية والعبرية حالة خلاف وتناقض شبه كاملة في الروايتين. والطبعة الأخيرة من الكتاب نشرت العام الماضي، ويغطي الكتاب المراحل المبكرة من الحركة الصهيونية على طول الطريق حتى العقد الماضي. وقد نشر باللغات الإنجليزية والعربية والعبرية.

وبحسب «هآرتس» فإنه في أغسطس (آب) الماضي، زار وفد من رؤساء البلديات السويدية إسرائيل وفلسطين. وخلال الزيارة، وقع الوفد اتفاقا للتعاون مع مجلس النقب، ووزارة التربية الفلسطينية، وكجزء من المشروع، فإن المعلمين سوف يتبادلون المعلومات وأساليب التدريس. وفي وقت لاحق من هذا الشهر، من المقرر أن يشارك وفد من المعلمين الإسرائيليين والفلسطينيين في ورشة عمل في السويد، كجزء من المرحلة الأولى من المشروع المشترك. وفي المرحلة الثانية، سوف يلتقي طلاب من الصف 11 والتوجيهي من إسرائيل والسلطة الفلسطينية، والسويد في جلسات مشتركة لمناقشة هذا الكتاب.