تشيلي: الاستعدادات لإخراج العالقين تدخل مرحلة حاسمة

ترتيب صعودهم من المنجم حدد وفق «الأكثر مهارة» و«الأضعف نفسيا»

صورة التقطت أمس للمخيم الذي يرابط فيه أهالي العالقين بانتظار إخراجهم من قاع المنجم في تشيلي (أ.ب)
TT

دخلت الاستعدادات الهادفة لإخراج العمال العالقين في قاع منجم في تشيلي منذ أكثر من شهرين مرحلة حاسمة أمس مع الانتهاء من تغليف بئر الإنقاذ وإجراء تجارب على كبسولة الإنقاذ التي تثير مخاوف بعض العالقين. ومن المقرر أن تبدأ عمليات إخراج العالقين الـ33 اليوم. وعند سطح المنجم تعد أسر العمال، الساعات في مخيم الأمل الذي أقيم قرب المنجم واجتاحه مئات من الصحافيين يتواصل تدفقهم يوميا من العالم بأسره. وقالت كلارينا سيغوفيا شقيقة فكتور سيغوفيا أحد العمال العالقين في قاع منجم سان خوسيه بصحراء اتاكاما (شمال) منذ انهيار حدث في الخامس من أغسطس (آب) الماضي: «لم نعد نقوى على الاحتمال. نريدهم بجانبنا قريبا»، حسبما نقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية.

وأكد وزير المناجم لورانس غولبورن أن عملية الإنقاذ ستمتد ليوم ونصف اليوم وبمعدل ساعة لإخراج كل عامل. وعبر عمال الإنقاذ عن أملهم في أن يجتازوا مرحلة جديدة مع نهاية تغليف الـ96 مترا الأولى من بئر الإنقاذ البالغ عمقها 622 مترا وذلك لتسهيل مرور كبسولة الإنقاذ التي سيخرج فيها العمال. ومع نهاية ذلك يبدأ خارج البئر نصب الرافعات والبكرات الضرورية لسحب كبسولة الإنقاذ.

كما سيتم في الوقت نفسه إجراء تجارب على الكبسولة التي يبلغ قطرها 53 سنتيمترا والتي صممتها خصيصا للمهمة ورش صناعة السفن التابعة للبحرية التشيلية.

وعبر بعض العمال لأسرهم عن القلق الذي ينتابهم لدى تفكيرهم في البقاء ساعة في هذه الكبسولة الضيقة. وقالت كلارينا إن شقيقها «سعيد جدا غير أنه خائف من الكبسولة. لقد أصبح متوترا جدا». وأضاف ألبيرتو سيغوفيا شقيق داريو سيغوفيا «إنه لا يريد أن يكون أول (الصاعدين) لأنه خائف. لا أحد يريد أن يكون الأول. تخيل أنك تصعد 700 متر». ويؤكد جان رومانيولي الطبيب الرياضي الذي يتابع وضعهم من السطح أن الخطر الوحيد يكمن في التقيؤ أو في مشكلات في الدورة الدموية.

ولتفادي الدوار بدأ العمال في اتباع حمية خاصة ويقومون بتمارين رياضية استعدادا لمواجهة القلق المصاحب لعملية الإنقاذ.

ويؤكد وزير الصحة خايمي ماناليش من جهته أن العمال التشيليين الـ32 والبوليفي العالقين في قاع المنجم، يكادون يتخاصمون على من يكون آخر الصاعدين. بيد أن طريقة تحديد ترتيب الصاعدين تم تحديدها حيث سيصعد الأكثر «مهارة» القادرون على مواجهة الطوارئ أولا ثم «الأضعف» ومن يعانون أمراضا مزمنة أو ضعفا نفسيا وأخيرا «مجموعة الأشداء» القادرين أكثر من البقية على تحمل الانتظار. بدوره، قال ألبرتو إيتورا كبير الأطباء النفسانيين في فريق الإنقاذ لوكالة الأنباء الألمانية «سيولدون من جديد في اليوم الذي يجري فيه إنقاذهم. وخلال عام واحد سوف يتمكنون من العيش حياة أكثر رضا عما قبل الحادث في 5 أغسطس». وستجرى للعمال بعد إخراجهم فحوصات طبية وسيسمح لهم بلقاء أسرهم مرة أولى قبل نقلهم إلى المستشفى في كوبيابو على بعد أقل من ربع ساعة بالمروحية حيث سيمضون يومين مبدئيا. كما يواصل العمال تدريبهم مع الصحافي اليخاندرو بينو الذي يطرح عليهم أسئلة «معقدة وفضولية» لإعدادهم لمواجهة أسئلة وسائل الإعلام عند مغادرتهم المنجم.