كلينتون تبدأ جولة في البلقان وتشدد على «وحدة البوسنة»

التقت في سراييفو المنتخبين الجدد.. وأكدت الإسراع في الاندماج الأوروبي ـ الأطلسي

TT

دعت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، عقب وصولها مساء أمس إلى سراييفو، في إطار جولة تشمل أيضا بلغراد وبريشتينا، إلى وقف النبرة الطائفية في البوسنة. وقالت كلينتون عقب لقائها عددا من المسؤولين البوسنيين، وبينهم أعضاء مجلس الرئاسة المنتخبون، باكر علي عزت بيغوفيتش، ونيبوشا رادمانوفيتش، وجيلكو كومشيتش، فضلا عن المبعوث الدولي فلانتينو انزكو: «مستقبل البوسنة يكمن في دولة موحدة، تتمتع بكامل العضوية في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي». وتابعت: «لا بد من تنفيذ الإصلاحات الدستورية التي من شأنها أن تسرع في مسار البوسنة نحو الشراكة الأورو - أطلسية». وكان ممثلون عن الصرب والكروات في البوسنة قد دعوا إلى إقامة كيانين خاصين بهما.

وطالبت كلينتون المسؤولين البوسنيين، بوضع استراتيجية للتقدم نحو الاندماج الأوروبي - الأطلسي. وأشارت كلينتون إلى لقائها رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، كاثرين أشتون، وعزمهما على تشجيع السياسيين في البوسنة بعد الانتخابات الأخيرة، على المضي قدما في الإصلاحات.

لكن بعض المراقبين، وبينهم أستاذ العلوم السياسية في البوسنة إسماعيل حيداروفيتش، أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لن يفرضا حلا، لأن ذلك يجب أن يكون نابعا من قناعات الأطراف المعنية داخل البوسنة، وهم البوشناق، والصرب، والكروات، ما يعني بقاء الأوضاع على حالها، بل سيزيدها هذا الموقف في حال استمراره سوءا.

وقالت مصادر دبلوماسية رفيعة لـ«الشرق الأوسط» إن الولايات المتحدة يهمها أمران، الأول استقرار البلقان كمنطقة نزاعات وحروب محتملة، وذلك بعد التهدئة التي شهدتها منطقة الجوار الروسي، وثانيا انضمام هذه الدول إلى الشراكة الأورو - أطلسية. وتابعت المصادر: «سيكون الدور الأميركي في المستقبل، هو تذليل الصعوبات بين مختلف الأطراف، لا سيما أن هناك أوراق ضغط كثيرة على صربيا، المتهمة بالتدخل في الشؤون البوسنية خلافا لكرواتيا التي نأت بنفسها عن لعب دور سلبي في البوسنة». وأشارت المصادر إلى أن «زيارة كلينتون، تحمل مشروعا للتقدم الفعلي، وليس مجرد تشجيع الأطراف، وحثها على نبذ التطرف القومي، أو مجرد افتتاح سفارة الولايات المتحدة في سراييفو، ومن ذلك تدريبات مشتركة للقوات العسكرية البوسنية في الولايات المتحدة».

وحول الزيارة المرتقبة لكلينتون إلى بريشتينا، أفادت تلك المصادر بأن «واشنطن تدعم المفاوضات المباشرة بين بلغراد وبريشتينا، مع ضمانات معينة لصرب الدولة الجديدة». وأكدت أن كلينتون، وجهت «رسالة تحذير للقوى الانفصالية في البوسنة، وأبلغتهم أنه يجب الذهاب إلى أبعد من دايتون ومن ذلك إنهاء مشكلات الفيدرالية، ودعوات الكروات لقيام كيان ثالث، ووقف المطالبة بإنهاء دور القضاة والمدعين العامين الدوليين، والمطالبة بتقسيم ممتلكات الدولة التي يجب أن تبقى في الإطار المركزي، وتحديد اختصاصات المحكمة العليا».

بدوره، قال الدبلوماسي والمحلل السياسي البوسني، أدهم باشيتش «آمالنا معلقة على الدور الأميركي والدعم القوي من خلال هذه الزيارة». وتابع «الجميع يعلم أنه لولا تدخل الإدارة الأميركية في 1995 لكان مصير البوسنة مختلفا، وهذه رسالة للزعماء الطائفيين في البوسنة». وتوقع حصول ضغوط على الصرب «لتعزيز أركان الدولة البوسنية». وأشار إلى أن «السفارة الأميركية التي تفتتحها كلينتون في سراييفو هي رابع أكبر سفارة لها في العالم، وهي تحمل في حد ذاتها رسالة خاصة».

ومن المقرر أن تصل كلينتون اليوم (الثلاثاء) إلى بلغراد، قبل أن تختم زيارتها غدا (الأربعاء) إلى المنطقة بلقاء المسؤولين الكوسوفيين في بريشتينا، وهو ما يعني دفعا جديدا للمباحثات المباشرة بين الصرب والألبان.