بكين وطوكيو تسعيان لترميم علاقتهما

أقرتا استحداث نظام ارتباط لتفادي تكرار حادثة السفينة

TT

التقى وزيرا الدفاع الصيني والياباني أمس في هانوي في محاولة للتوصل إلى وسائل للخروج من الأزمة الناجمة عن توقيف طوكيو سفينة صيد صينية في منطقة متنازع عليها، وما أعقبها من تجميد للاتصالات الرفيعة المستوى بين البلدين.

وأعلنت وزارة الدفاع اليابانية ووكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية أن وزير الدفاع الصيني ليانغ غوانغلي ونظيره الياباني توشيمي كيتازاوا «عقدا اجتماعا» أمس على هامش اجتماعات رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) التي تستضيفها العاصمة الفيتنامية هانوي، والمخصصة لبحث القضايا الأمنية.

من جهتها قالت وكالة أنباء «جيجي برس» اليابانية إن الوزيرين اتفقا خلال اجتماعهما على استحداث نظام ارتباط بين البلدين بغية تجنب نشوب أزمات دبلوماسية جديدة بينهما مماثلة لتلك التي نجمت عن توقيف طوكيو سفينة الصيد الصينية. وبحسب «جيجي برس» فإن الوزيرين اتفقا على أن يعمل بلداهما على تعزيز «شراكتهما الاستراتيجية»، غير أن الوزيرين حرصا على عدم التطرق إلى جوهر الخلاف، أي النزاع الحدودي بينهما. وقال الوزير الياباني إنه «من غير البنّاء» بحث هذا الموضوع في هانوي.

وتمر العلاقات الصينية - اليابانية منذ 7 سبتمبر (أيلول) الماضي بأزمة دبلوماسية هي الأسوأ منذ أربع سنوات، وقد اندلعت إثر احتجاز السلطات اليابانية سفينة صيد صينية قبالة جزر صغيرة في بحر الصين الشرقية يتنازع البلدان عليها. واحتجت بكين على اعتقال طوكيو قبطان سفينة الصيد وجمدت كل الاتصالات الرفيعة المستوى مع طوكيو، إلى أن أفرجت السلطات اليابانية عنه في 24 سبتمبر. ومنذ ذاك خفت حدة التوتر بين اليابان والصين، وتكرست عودة الحرارة إلى العلاقات بينهما بالاجتماع الذي عقده رئيسا وزراء البلدين في 4 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي في بروكسل. وخلال اجتماعهما اتفق رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو ونظيره الياباني ناوتو كان على تحسين العلاقات بين البلدين، غير أن كلا منهما جدد التأكيد على سيادة بلده على الجزر المتنازع عليها، والتي تقع في مياه تزخر بالأسماك ويعتقد أنها تحوي في أعماقها نفطا.

وبعدها عمدت الصين إلى سحب سفينتي دوريات من محيط الجزر المتنازع عليها والتي يطلق عليها اليابانيون اسم سيناكو والصينيون دياويو، وهي جزر تسيطر عليها طوكيو وتطالب بها الصين وأيضا تايوان. ونقلت «جيجي برس» عن ليانغ قوله لنظيره الياباني: «أنا ممتن لواقع أن إدارة النزاع جرت وفقا لمنظور الحفاظ على العلاقات بين بلدينا». ومن المقرر أن يلتقي ليانغ غوانغلي بعد الظهر نظيره الأميركي روبرت غيتس، على أمل إجراء حوار «أكثر مصداقية»، كما قال مسؤولون أميركيون.

وتابعت الولايات المتحدة الأزمة الصينية - اليابانية عن كثب، ورأت فيها مؤشرات على الطموحات الصينية المتعاظمة في المنطقة. وتعتزم واشنطن حض بكين على الالتزام بعلاقات مباشرة في مجال الدفاع. وقال جيف موريل المتحدث باسم البنتاغون: «نحن نعتبر هذا الأمر عملية طويلة الأمد»، مضيفا أن «الأمر يكمن في إقناع الصينيين بأن هذا مفيد لنا ولهم على حد سواء». ولتكتمل جوانب هذه اللعبة المعقدة الثلاثية الأطراف، أعلن وزير الدفاع الياباني الأسبوع الماضي أنه سيلتقي نظيره الأميركي في هانوي. وأكد الوزير الياباني يومها أن الأنشطة البحرية الصينية في المنطقة أدت إلى زيادة احتمال وقوع حوادث خطيرة، مشددا على «أهمية» أن تكون لدى طوكيو وواشنطن نظرة مشتركة «حول طريقة إدارة هذا النوع من الأحداث».