أعلنت زوجة المعارض الصيني ليو تشياوبو الذي فاز بجائزة نوبل للسلام لعام 2010 أن السلطات الصينية وضعتها قيد الإقامة الجبرية من دون أن يكون من الممكن الاتصال بها هاتفيا، وذلك في رسالة قصيرة نشرتها على موقع «تويتر».
وقالت ليو تشيا في الرسالة القصيرة التي نشرتها الليلة قبل الماضية على موقع «تويتر» للمدونات القصيرة: «عدت إلى المنزل. في الثامن (من الشهر الحالي) وضعت قيد الإقامة الجبرية. لا أدري متى سيكون بوسعي مقابلة أي كان». وكانت منظمة «الحرية الآن» (فريدوم ناو) الحقوقية الأميركية أعلنت أول من أمس الأحد توقيف ليو تشيا ووضعها في الإقامة الجبرية في بكين.
وجاء في رسالة ليو التي كانت تخضع خلال الأسابيع الماضية لمراقبة مشددة من الشرطة أن «هاتفي الجوال خارج الخدمة ولا يمكنني تلقي أو إجراء اتصالات». وأوضحت أنها زارت زوجها المسجون في شمال شرقي الصين السبت الماضي لتبلغه بمنحه جائزة نوبل للسلام الجمعة. وقالت: «قابلت تشياوبو وقلت له في سجنه إنه فاز بالجائزة. سوف أروي لكم المزيد لاحقا. أرجوكم جميعا، ساعدوني في التواصل عبر تويتر، وشكرا».
ومنعت الشرطة أمس الصحافيين من الاقتراب من منزل ليو تشيا في بكين، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وأمام المبنى حيث تقطن زوجة المنشق الصيني انتشر العديد من عناصر الشرطة والحرس بلباس عسكري ومدني على حد سواء، وعمد هؤلاء إلى التدقيق في هويات الداخلين إلى المبنى وتحديد من يحق له منهم الدخول ومن يمنع عليه ذلك.
ويقضي ليو تشياوبو، 54 عاما، منذ 2009 عقوبة بالسجن 11 عاما لمشاركته في وضع «الميثاق 08» الذي طالب بإحلال الديمقراطية في الصين. وقد أهدى جائزته إلى الضحايا الذين سقطوا لدى قمع حركة المطالبة بالديمقراطية في ساحة تيانانمين عام 1989، بحسب منظمة حقوق الإنسان غير الحكومية في الصين.
وفي سياق متصل، أفادت الحكومة النرويجية أمس أن بكين ألغت اجتماعا وزاريا كان مقررا يوم غد الأربعاء بين مسؤولين صينيين ونرويجيين في قطاع الصيد وذلك في رد فعل على منح منشق صيني جائزة نوبل للسلام. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن راغيلد ايمرسلوند المتحدثة باسم الخارجية النرويجية قولها: «نعم»، ألغت السلطات الصينية لقاء كان مقررا بين وزيرة الصيد النرويجية ليزبيث بيرغ - هانسن ونائب وزير الصيد الصيني الأربعاء في بكين. وأكدت المتحدثة بذلك دون المزيد من التفاصيل ما أوردته في وقت سابق اليوم قناة التلفزيون النرويجية العامة «إن أر كي». وبحسب التلفزيون فإن الأمر يتعلق «بأول إجراء ورد فعل رسمي ضد النرويج بعد منح جائزة نوبل للسلام للمنشق الصيني ليو تشاوباو». وبعيد منح الجائزة الجمعة، استدعت السلطات الصينية السفير النرويجي في بكين.
وكانت الصين قالت قبل منح الجائزة إنها لن تكون راضية عن منح الجائزة إلى المنشق الصيني، غير أن ذلك لم يمنع لجنة نوبل المستقلة عن الحكومة النرويجية، من منحها له.