كاميرون: عاملة الإغاثة البريطانية ربما قتلت بنيران أميركية عن طريق الخطأ

تحقيق بريطاني ـ أميركي لكشف ملابسات حادث مقتل نورغروف

كاميرون يستمع الى اسئلة من الصحافيين في المؤتمر الصحافي الذي عقده بلندن امس وكشف فيه ان عاملة الإغاثة البريطانية المختطفة التي لقيت حتفها قد تكون قتلت بقنبلة يدوية ألقتها القوات الأميركية (رويترز) )
TT

قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن عاملة الإغاثة البريطانية ليندا نورغروف ربما قتلت بنيران أميركية عن طريق الخطأ خلال محاولة إنقاذها. وأوضح كاميرون أن تحقيقا أميركيا - بريطانيا كاملا سيجرى بشأن الظروف المحيطة بمقتل نورغروف. كان مسؤولون من حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد قالوا أول من أمس إن نورغروف التي اختطفت قبل أسبوعين قتلت بحزام ناسف على أيدي مختطفيها قبل تدخل قوات أميركية خاصة لتحريرها شرقي أفغانستان. لكن كاميرون قال إن تفاصيل جديدة كشف عنها تشير إلى أن نورغروف قتلت بقنبلة يدوية أميركية. وقال كاميرون في مؤتمر صحافي في لندن أمس إنه تم بدء تحقيق مشترك بين أميركا وبريطانيا للتعرف على ملابسات مقتل ليندا نورغروف (36 عاما). من ناحية أخرى، أكد كاميرون أنه لم يتم التأكد بعد من أن وفاة نورغروف كانت على أيدي قوات التحالف أم لا. وتردد في السابق أن نورغروف لقيت حتفها عندما فجر خاطفوها صدرية مفخخة أثناء محاولة القوات الأميركية إنقاذها. وقال كاميرون إن قائد الجيش الأميركي في أفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس أبلغ الحكومة البريطانية أمس بأن التحقيق في عملية الإنقاذ كشف عن معلومات جديدة تشير إلى أن قنبلة يدوية فجرها أحد أفراد القوات الأميركية الخاصة قد تكون السبب في وفاة نورغروف. وأضاف أن وزير الخارجية وليام هيج هو الذي اتخذ قرار القيام بعملية الإنقاذ بعد «دراسة دقيقة» وبعد موافقته. وقال: «إنني كنت على ثقة من أن أفضل فرصة لإنقاذ حياة ليندا هي المضي قدما مدركا أن أية عملية محفوفة بالمخاطر لجميع المشاركين فيها، كما أن نجاحها لا يمكن ضمانه». وكانت نورغروف، العاملة بوكالة مساعدات أميركية، قد اختطفت مع 3 أفغان في إقليم كونار شمال شرقي أفغانستان في 26 سبتمبر (أيلول) الماضي. وقد لقيت حتفها خلال عملية إنقاذها الجمعة الماضي وجرى إطلاق سراح الـ3 أفغان في وقت لاحق. وأكد كاميرون أنه تباحث «في وقت مبكر من هذا الصباح» مع قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس الذي كشف له، حسب عناصر التحقيق الأولي، أن «ليندا قد لا تكون قتلت بأيدي خاطفيها كما كان يعتقد مبدئيا». وقد أمر بترايوس أمس بإجراء تحقيق حول مقتل الرهينة البريطانية، مؤكدا أنه لم يتسن الكشف عمن قتلها خلال عملية قامت بها قوات أميركية لإنقاذها. وأضاف كاميرون: «من الواضح أنه يشعر بأسف عميق لما جرى». وتابع أن «ليندا كانت محتجزة في إحدى المناطق الأفغانية الخاضعة للقيادة الأميركية؛ لذلك تمت العملية بقيادة القوات الأميركية». وقال أيضا: «علينا أن نتذكر أن ليندا كانت محتجزة في منطقة جبلية نائية وأن العملية كانت صعبة جدا» وأن قرار شن عملية الإنقاذ اتخذ «بدعمي الكامل». وأضاف كاميرون أن «عائلة ليندا تم إبلاغها بهذا العنصر الجديد هذا الصباح واطلع والد ليندا على ذلك». ووعد رئيس الوزراء بتوضيح ظروف مقتل ليندا نورغروف. وتنشر بريطانيا حاليا 9500 جندي في أفغانستان معظمهم في جنوب البلاد.

إلى ذلك، أمر قائد القوات الدولية في أفغانستان، الجنرال ديفيد بترايوس، أمس بتحقيق حول مقتل الرهينة البريطانية، مؤكدا أنه لم يتسن حتى الآن الكشف عمن قتلها خلال عملية قامت بها قوات أميركية لإنقاذها. وقالت قيادة القوات الأميركية في أفغانستان في بيان: «إن الجنرال بترايوس أمر بفتح تحقيق حول الظروف التي أدت إلى مقتل العاملة الإنسانية البريطانية ليندا نورغروف». ويقود بترايوس القوات الأميركية والقوة الدولية التابعة للحلف الأطلسي في أفغانستان. وأضاف البيان أن «معلومات أولية أفادت بأن الانفجار (الذي أدى إلى مقتل الرهينة) أحدثه خاطفو رهائن كانوا قرب ليندا نورغروف». وتابعت القيادة الأميركية أن «تحليلا لاحقا لأشرطة فيديو المراقبة ومشاورات أجريت مع أفراد فريق الإنقاذ لم تسمح بتحديد سبب وفاة (الرهينة) في شكل قاطع». وأوضح اللفتنانت كولونيل جون دوريان، المتحدث باسم القوات الأميركية، لوكالة الصحافة الفرنسية أن التحقيق أجرته القوات الأميركية و«تمت دعوة» عسكريين بريطانيين إلى المشاركة فيه.

وأضاف: «هذا الدليل والمقابلات اللاحقة مع الأفراد المعنيين تشير إلى أن ليندا يمكن أن تكون ماتت نتيجة قنبلة يدوية فجرتها القوة المكلفة المهمة خلال الهجوم.. ولكن هذا ليس مؤكدا وسيجري الآن تحقيق أميركي - بريطاني كامل». وقال إنه يتحمّل المسؤولية الكاملة عن موافقته على عملية إنقاذ نورجروف. وأضاف أن معلومات المخابرات أفادت بأنه يجري في ذلك الوقت نقل نورجروف إلى مستوى أعلى في القيادات الإرهابية، مما يضعها في موقف أكثر خطرا وبالتالي صار التحرك العاجل ضروريا. وأكد كاميرون أن قوات أميركية حاولت إنقاذ نورجروف لأنها كانت محتجزة في منطقة تدور بها عمليات عسكرية تخضع لسلطة الولايات المتحدة. وتابع: «بدا واضحا بالنسبة لنا أن حياة ليندا يتهددها خطر داهم، ووفرت العملية أفضل فرصة لإنقاذ حياتها». ويشير خطفها إلى المخاطر التي تتهدد موظفي الإغاثة في أفغانستان التي يسيطر فيها المسلحون المتمردون على مساحات كبيرة في البلاد. ولم تكن هذه هي المحاولة الأولى لإنقاذ رهائن. فقد أثار هجوم لتحرير ستيفن فاريل (الصحافي البريطاني بصحيفة «نيويورك تايمز») من خاطفيه الأفغان العام الماضي غضبا بعد مقتل زملائه الأفغان وجندي بريطاني. وأشار كاميرون إلى أنه جرى إخطار عائلة نورجروف وأنه تحدث شخصيا مع والدها. وقال: «أريد أن أؤكد للسيد والسيدة نورجروف أنني سأبذل قصارى جهدي من أجل الوصول إلى الحقيقة التامة، وأن أقدم لهم الحقائق المؤكدة بشأن كيفية وفاة ابنتهم». وأشاد كاميرون بجهود القوات التي شاركت في مهمة الإنقاذ، فقال: «الجنرال بترايوس، والقوات الأميركية بذلت قصارى جهدها من أجل إعادة ليندا إلى منزلها سالمة. علينا أن نتذكر أن ليندا كانت محتجزة في موقع ناءٍ في مكان مرتفع في الجبال. لذا، كانت هذه عملية صعبة للغاية. وفي النهاية فإن المسؤولية عن وفاة ليندا تقع على من خطفوها».