الرئيس الأفغاني يؤكد وجود اتصالات «غير رسمية» مع طالبان

قال إنها اتصالات فردية غير منتظمة من «مواطن لمواطن»

TT

أكد الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أن حكومة بلاده تجري محادثات «غير رسمية» مع طالبان، تهدف إلى إنهاء حرب مستمرة منذ تسعة أعوام، وذلك من خلال تحقيق السلام مع المسلحين. وقال كرزاي في مقابلة مع برنامج «لاري كينغ لايف» الذي يبث على شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية، أذيعت الليلة الماضية: «نتحدث مع طالبان حديث مواطن لمواطن». وأكد في الوقت نفسه أنه «لا يوجد اتصال رسمي منتظم مع طالبان في مكان معين، وإنما اتصالات فردية غير رسمية تجري منذ فترة».

وشدد الرئيس على أن حكومته مستعدة للتصالح مع أفغان طالبان الذين انقادوا إلى العنف بتأثير من عوامل لا دخل لهم فيها، وقال: «إنهم مثل الأطفال الذين يفرون من أسرهم. وعلى الأسرة أن تعمل جاهدة لإعادتهم وتلقينهم القواعد الصحيحة ودمجهم في الأسرة والمجتمع».

إلا أنه أكد في الوقت نفسه استحالة أن تشمل عملية السلام عناصر «القاعدة» أو أي شبكات إرهابية تكون لديها أفكار آيديولوجية مناهضة للحكومة والولايات المتحدة. ويأتي هذا التأكيد وسط تقارير متزايدة تفيد بأن هناك محادثات سرية بين قادة طالبان والجماعات المتمردة، حيث ذكرت وسائل إعلام أميركية، الأسبوع الماضي، أن طالبان وجماعات متمردة أخرى تخوض محادثات سرية مع الحكومة الأفغانية، بدعم من الولايات المتحدة. وتابع بحسب مقاطع من المقابلة تم بثها، أن هذه المحادثات «ليست اتصالا رسميا بشكل منتظم مع طالبان في مكان محدد, بل بالأحرى اتصالات شخصية غير رسمية تجري منذ بعض الوقت».

وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأربعاء أن متمردي طالبان بدأوا محادثات سرية على مستوى رفيع مع الحكومة الأفغانية لبحث سبل إنهاء الحرب من خلال مفاوضات. وقال كرزاي في المقابلة: «الآن وقد تشكل مجلس السلام, فإن هذه المحادثات ستتواصل، وآمل أن تجري بشكل رسمي وأكثر انتظاما». وافتتح كرزاي الخميس مجلس السلام الذي شكل للتوصل إلى اتفاق سلام مع حركة طالبان ومجموعات متمردة أخرى تحارب إدارته منذ تسع سنوات, وانتخب الرئيس الأفغاني السابق، البروفسور برهان الدين رباني، الأحد، على رأسه. وكان «جريغا سلام» عقد في يونيو (حزيران) في كابل صادق على إنشاء هذا المجلس المؤلف من 68 عضوا يختارهم كرزاي.

وأشار كرزاي في المقابلة إلى أنه لم يجر «أي اتصال رسمي مع هيئة معروفة ترفع تقاريرها إلى فصيل من طالبان، ثم تعود وتطالعنا بانتظام». وتابع: «هذا لم يحصل حتى الآن، ونأمل أن نتمكن من إطلاق هذه العملية في أسرع وقت ممكن»، لكنه أكد أن «اتصالات جرت بالطبع مع عدد من مكونات الحكومة الأفغانية, على مستوى المجموعة، وكذلك على المستوى السياسي». ومن بين المواضيع التي طرحت خلال المحادثات منح قادة من طالبان مناصب في الحكومة، وانسحاب القوات التابعة للولايات المتحدة ودول أخرى في الحلف الأطلسي, بحسب الصحيفة.

ولم يشارك في المحادثات أي ممثلين عن شبكة حقاني، التي استهدفتها مؤخرا غارات جوية شنتها طائرات أميركية من دون طيار, بحسب الصحيفة. وردا على هذه المعلومات, رفض المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، الإدلاء بأي تصريح مباشر, لكنه قال إن الولايات المتحدة تدعم إمكانية إقامة حوار بين طالبان وحكومة كرزاي.

وعلى صعيد آخر, نفى كرزاي أنه يعاني من أي هوس اكتئابي مثلما أورد الصحافي الأميركي، بوب وودوارد، في كتابه الأخير بعنوان «حروب أوباما»، نقلا عن مصادر في أجهزة الاستخبارات الأميركية تشتبه بإصابته بمثل هذه الأعراض. وقال كرزاي ردا على سؤال بهذا الشأن: «لا, قطعا لا» واصفا هذه المعلومات بأنها «طريفة»، وأوضح أنه يتناول فقط الفيتامينات وبعض الأدوية الشائعة ضد آلام الرأس.