صنعاء: سفير واشنطن يعترف «ضمنيا» بتنفيذ غارات جوية أميركية في اليمن

تنظيم القاعدة في اليمن يعلن عن تأسيس «جيش»

TT

جددت الولايات المتحدة الأميركية دعمها لليمن في حربه ضد الإرهاب، أمنيا وسياسيا واقتصاديا، وقال السفير الأميركي الجديد لدى اليمن، جيرالد فايرستاين، أمس، إن بلاده قلقة من نشاط تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في اليمن. وأشار إلى وجود فوارق بينة بين «القاعدة» والجماعات الأخرى التي تنشط في جنوب اليمن، في إشارة إلى الحراك الجنوبي. وقال إن تلك الجماعات لديها مطالب سياسية وإن بلاده تسعى إلى المساهمة في إيجاد حوار وطني شامل في اليمن لتجاوز مشكلاته.

واستبعد سفير واشنطن، في أول مؤتمر صحافي له منذ توليه مهامه وعقده في مقر نقابة الصحافيين اليمنيين، قيام أو إجراء أي حوار مع تنظيم القاعدة، وبالأخص القادة الكبار، لكنه، في الوقت ذاته، أوحى بإمكانية إجراء هذا الحوار مع بعض عناصر التنظيم الذين ما زالت هناك إمكانية لأن يغيروا مواقفهم وآراءهم المتطرفة. وأشار إلى أن بلاده ليست مع تأجيل الانتخابات النيابية المقررة في أبريل (نيسان) المقبل، ومع إجرائها ومحاربة الفساد في اليمن.

واعترف الدبلوماسي الأميركي بصورة غير مباشرة وضمنية بقيام الطيران الأميركي من دون طيار بتنفيذ غارات على بعض المواقع في اليمن، والتي يعتقد أن تنظيم القاعدة يتخذها مخابئ؛ حيث لم ينف ذلك في رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، وقال: «سنعمل ما سنحتاج لعمله، وذلك لدعم الحكومة اليمنية للتعامل مع هذا التهديد». وردا على سؤال آخر يتعلق بمدى تقييم الولايات المتحدة لخطر تنظيم القاعدة في اليمن، قال فايرستاين: «ما يتعلق برؤيتنا للوضع هنا، أعتقد أن لدينا قلقا عميقا حول إمكانية عمل (القاعدة) بحرية في اليمن، وطبعا نعمل جنبا إلى جنب مع الحكومة اليمنية والأجهزة الأمنية المختلفة، وذلك للتعامل مع هذا التهديد. وأعتقد أن الإيجابي جدا أن السلطة والشعب اليمنيين أصبحا مدركين لهذا التهديد مبكرا».

وأضاف: «لذلك، لدينا فرصة مواتية للتعامل مع هذا التهديد قبل أن تتمكن (القاعدة) من بناء قاعدة قوية هنا، وكما ذكرت آنفا فجهودنا مركزة على مساعدة الأجهزة الأمنية لبناء قدراتها من أجل التعامل مع هذا التهديد، ولكننا نفهم أيضا في الوقت ذاته أن حل هذه الإشكالية فقط من الناحية الأمنية ولكن عن طريق التعاون والتنمية والإصلاحات الاقتصادية، سواء أكان ثنائيا بين دولتينا أم بطريقة غير مباشرة عبر منظومات مثل مجموعة أصدقاء اليمن».

على صعيد آخر، بدأت محكمة أمن الدولة والإرهاب الجزائية المتخصصة في محافظة حضرموت، أمس، محاكمة 12 شخصا بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة والاشتراك في عصابة مسلحة والقيام بأعمال «إجرامية وإحداث تفجيرات في المنشآت العامة والخاصة في اليمن». ونص قرار الاتهام الموجه من قبل نيابة أمن الدولة، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، على أن «المتهمين اشتركوا خلال الفترة من 2006 إلى 2008 في عصابة مسلحة ومنظمة للقيام بأعمال إجرامية تنفيذا لمخطط إجرامي جماعي يستهدف إحداث التفجيرات في المنشآت العامة والخاصة في عدة مناطق يمنية، وكذا إقلاق الأمن والسكينة العامة وتعريض أمن المجتمع وسلامته للخطر».

وأحيل 10 متهمين آخرين بالانتماء لتنظيم القاعدة من قبل نيابة أمن الدولة إلى القضاء، وبين المحالين السعودي الفار عبد الله الجوير، المطلوب للسلطات اليمنية والسعودية، وشخص فار آخر هو صالح بن علي جابر، والشخصان سيحاكمان كفارين من وجه العدالة، وفي صنعاء حددت المحكمة ذاتها يوم 25 من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، موعدا للنطق بالحكم في قضية المتهم صالح الشاوش، المكنى بـ«سالم الحضرمي» والذي تصفه السلطات اليمنية بأنه من «أخطر عناصر تنظيم القاعدة في اليمن»، وذلك بعد نحو شهر على بدء محاكمته.

وأضاف موقع وزارة الدفاع اليمنية على شبكة الإنترنت «سبتمبر. نت» أن الشاوش وجهت إليه المزيد من التهم، منها قيامه في 27/3/2008 بتفجير أنبوب النفط الرئيسي التابع لشركة «توتال» باستعمال مواد متفجرة من مادة «تي إن تي» مخلوطة بمادة «الأنفو»، وألحق أضرارا مادية جسيمة بالأنبوب، ما أدى إلى تسرب كميات كبيرة من النفط. وهاجم في 4/4/2008 نقطتين للنجدة في منطقتي المشهد والباطنة بمحافظة حضرموت؛ حيث قام بإطلاق النار على النقطة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقذائف «آر بي جي» والقنابل، نتج عنها استشهاد الجندي حسن العماد وإصابة عدد من الجنود وإلحاق أضرار مادية جسيمة بالممتلكات، إضافة إلى قيامه في 25/7/2009 بتفجير سيارة «دينا» مفخخة في معسكر قيادة أمن الوادي والصحراء للأمن المركزي بمحافظة حضرموت نتج عنها استشهاد الجندي المناوب في حراسة بوابة المعسكر وإصابة الكثير من الجنود والمدنيين وإلحاق أضرار مادية جسيمة بالمعسكر، وتنفيذه عمليات إرهابية في مصافي عدن لتكرير النفط، وغيرها من التهم التي أقر المتهم بها أمام هيئة المحكمة.

وأعلن المسؤول العسكري لفرع تنظيم القاعدة في اليمن، قاسم الريمي، إنشاء جيش أطلق عليه اسم «جيش عدن - أبين»، بهدف تحرير اليمن، وذلك في تسجيل صوتي نشر على الإنترنت.

وقال المسؤول العسكري في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب: «نبشر أمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها... أننا قاربنا من وضع اللبنات الأولى لجيش عدن - أبين، وهو خط الدفاع عن الأمة ودينها وتحرير مقدساتها وتطهير أراضيها».

ونشرت رسالته الصوتية على موقع إسلامي مرتبط بالتنظيم، وتعذر التأكد من صحتها على الفور.

وأضاف الريمي أن مجموعته اتخذت في الأشهر الأخيرة أهدافا لها، هي قوات الأمن وأجهزة الشرطة في جنوب وشرق اليمن، مستخدمة بشكل خاص «عمليات القنص والعبوات». وقال «وقد فعل المجاهدون في الفترة الماضية سلاح القنص والعبوات الناسفة، كتجربة لاعتمادها في الفترة الآتية بإذن الله، مع أننا نحتفظ بأهم أوراق الجماعة حتى الآن، وقد نضطر لها، حسب متابعتنا للأحداث الأخيرة...».

إلى ذلك، لقي شخصان، على الأقل، مصرعيهما، وجرح ما بين 8 إلى 11 شخصا، في انفجارين متتاليين وقعا في ملعب نادي الوحدة الرياضي بمدينة عدن، حاضرة جنوب اليمن، مساء أمس، بعد نحو 24 ساعة على هجوم مسلح بقذيفة على دورية أمنية في أطراف المدينة.

وقال شهود عيان ومصادر محلية في عدن لـ«الشرق الأوسط»: إن المعلب قرب مقر النادي، بالضبط، ويقع في حي الشيخ عثمان، وهو أحد الملاعب التي من المقرر أن تقوم منتخبات الدول الخليجية والعراق، إلى جانب المنتخب اليمني، بالتدريب على أرضيتها، أثناء البطولة المقررة الشهر المقبل.