السعودية: إطلاق سراح الدفعة الـ16 من المستفيدين من برنامج «المناصحة»

عدد المفرج عنهم يرتفع إلى 349 شخصا

TT

أعلنت السعودية أمس، أنها أطلقت سراح المجموعة السادسة عشرة من المستفيدين من برنامج «مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية»، وعددهم 11 شخصا، وذلك بعد استكمالهم برامج المركز وظهور مؤشرات استفادتهم من الدورات العلمية والتدريبية المتنوعة.

وأكد الناطق الإعلامي باسم «البرنامج» أنهم سيخضعون لبرنامج الرعاية اللاحقة الذي يهدف إلى تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي لهم.

وأوضح أن عددا من المستفيدين الذين تم إطلاق سراحهم أدوا فريضة الحج لسنة 1430هـ ضمن الحملة السنوية التي ينظمها المركز للمستفيدين وذويهم، كما تم إلحاق اثنين من المستفيدين بجامعة الإمام محمد بن سعود وترتيب التحاق ثلاثة مستفيدين بدورة متقدمة في الحاسب الآلي بمركز خدمة المجتمع بجامعة الملك سعود.

وكانت «الشرق الأوسط» قد أشارت في 18 يوليو (تموز) الماضي، إلى أن وزارة الداخلية السعودية أفرجت عن 12 شخصا بعد استفادتهم من برنامج الرعاية بالمركز الذي يحمل اسم «الأمير محمد بن نايف»، مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، وهم ممن سبق لهم التأثر بفكر تنظيم القاعدة.

وأكد اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية، في تصريحات للصحيفة في وقت سابق، أن ذلك «تم بعد استفادتهم من المناهج والنشاطات الشرعية والثقافية والاجتماعية والرياضية التي يوفرها المركز، وتحقيقهم المستويات المحددة في معايير التقييم المعتمدة بالمركز».

وتخضع السلطات الأمنية السعودية الموقوفين لديها، في قضايا ذات علاقة بفكر «القاعدة»، لبرنامج الرعاية الذي أصبح يمثل خطوة أساسية، قبل الإفراج عنهم بشكل نهائي، بعد انتهاء فترة محكوميتهم التي يقررها عليهم القضاء الشرعي خلال عرضهم عليه.

وبالإعلان الأخير، يرتفع عدد الأشخاص الذين أعادت السعودية تصحيح مفاهيمهم، سواء من المتأثرين بفكر تنظيم القاعدة، أو العائدين من معتقل غوانتانامو الأميركي، إلى 349 شخصا، منهم 109 أشخاص ممن تمت استعادتهم من غوانتانامو.

وكانت الحكومة السعودية قد استعادت في أوقات سابقة من نظيرتها الأميركية، 120 من مواطنيها المعتقلين في غوانتانامو، بالإضافة إلى 3 آخرين قضوا هناك. وتمت استعادة 11 من المعتقلين في غوانتانامو قبل إنشاء «مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية»، وهؤلاء تم إلحاقهم ببعض البرامج التي يقدمها المركز الذي تم إنشاؤه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2006.

وساهم «مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية» في مساعدة الملتحقين به على تصحيح مفاهيمهم الشرعية عن الجهاد وأحكامه وضوابطه، ومساندتهم في العودة للحياة العامة وتهيئة الظروف المناسبة لاستقرارهم اجتماعيا.

وأكد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية، أن «مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية»، الذي يحقق نتائج وصفها بـ«الإيجابية» في تحقيق أهدافه «يمر حاليا بمرحلة تطوير شاملة في المناهج والمرافق، وذلك قبل أن ينتقل إلى الموقع الدائم الذي يتم العمل حاليا على الإعداد لإنشائه ضمن خطة تهدف إلى رفع الطاقة الاستيعابية للمركز، وذلك بإنشاء فروع له في مناطق أخرى من المملكة، وبما ينسجم واستراتيجية المركز التي تشمل تفعيل دور المجتمع ضمن العناصر الأساسية لتحقيق أهدافه».

يشار إلى أن 11 عائدا من غوانتانامو، ممن تم إخضاعهم لبرامج إعادة تأهيل، التحقوا بصفوف تنظيم القاعدة في اليمن، وأدرجتهم السلطات السعودية في قائمة تضم 85 مطلوبا، في حين لم تتجاوز نسبة الذين عادوا إلى التطرف والنشاطات غير المشروعة 10 في المائة فقط من إجمالي الـ322 شخصا الذين خضعوا للبرنامج.

يذكر أن برنامج الرعاية يحتوي على 10 برامج متفرعة منه، وموزعة على الجوانب «الشرعية، والاجتماعية، والثقافية، والنفسية، والرياضية، والطبية، والأمنية، والإبداعية، والتدريبية، والإنسانية».

ويفتح القائمون على البرنامج الشرعي باب الحوار مع كل الملتحقين بـ«مركز محمد بن نايف للرعاية»، حيث يحاولون عبر تلك الحوارات معالجة الفكر المنحرف عبر سرد تاريخه وجذوره، وإيضاح أسبابه ومفاسده، كما يستحوذ موضوع التكفير والجهاد وضوابطهما على نصيب كبير من الحوارات التي يفتحها المختصون مع الموقوفين قبل الإفراج عنهم.