اعتقلت السلطات اليمنية في مدينة عدن بجنوب البلاد، أمس، قرابة 20 شخصا وذلك على خلفية التفجيرات التي شهدتها مدينة عدن، مساء أول من أمس، في أحد الأندية الرياضية وسقط فيها قتلى وجرحى. وذكر شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن أجهزة الأمن في عدن، شددت من إجراءاتها الأمنية حول الفنادق والمنشآت الرياضية التي من المقرر أن تستضيف بطولة «خليجي 20» الشهر المقبل، حيث شوهدت حراسات ودوريات أمنية تطوق تلك الأماكن، إضافة إلى نشر المزيد من الدوريات الأمنية في الشوارع والتقاطعات الرئيسية ومداخل المدينة.
وتتزامن هذه الإجراءات الأمنية المشددة، مع حملة اعتقالات في صفوف بعض من يشتبه في صلتهم بالتفجيرين اللذين وقعا في مبنى نادي الوحدة الرياضي، الذي يفترض أن تتدرب على ملعبه بعض المنتخبات المشاركة في البطولة. وقال مصدر محلي في عدن لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الأمن طوقت أحد المساكن الطلابية في حي الشيخ عثمان وأخرجت أكثر من 140 شخصا من ساكنيه الطلاب، بعد أن اعتقلت أحدهم على خلفية عملية الملاحقة للمشتبهين، وأشار المصدر إلى أن جميع الطلاب في السكن، قادمون للدراسة من محافظة الضالع الجنوبية التي تعد من أهم معاقل الحراك الجنوبي.
وارتفع عدد القتلى في التفجيرين إلى 3 أشخاص وقرابة 17 مصابا، 6 منهم في حال حرجة، هذا ولم تعلن أي جهة، حتى اللحظة، مسؤوليتها عن الهجوم الذي لا تستبعد بعض المصادر المحلية أن يكون تنظيم القاعدة متورطا فيه، خاصة أنه الحادث الثاني من نوعه في عدن، بعد الهجوم على دورية أمنية، الأحد الماضي، بواسطة قذيفة «آر بي جي»، أسفرت عن إصابة جنديين.
على صعيد آخر، نفت الحكومة اليمنية الأنباء الصحافية التي تحدثت عن حدوث ملاسنات أو مشادة كلامية بين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ونظيره المصري محمد حسني مبارك أثناء القمة العربية الاستثنائية التي انعقدت، قبل أيام، في مدينة سرت الليبية. وقال المصدر إن «النقاشات خلال أعمال القمة سادها الهدوء والشفافية وإن اليمن حريص على وحدة الصف العربي»، وأضاف أن «ما نشر من ترهات هي قصة مختلقة تندرج في إطار الدس الرخيص والوقيعة التي لا تخدم سوى أعداء الأمة».
وذكر المصدر الإعلامي اليمني بأن خطاب الرئيس صالح في القمة «كان واضحا ولم يدع للحرب وإنما طالب بتصعيد المقاومة ودعم الشعب الفلسطيني وسلطته الشرعية بما يعزز من مواقفها التفاوضية وبما يسهم في استرداد حقوق الشعب الفلسطيني»، وأشار إلى إن علاقات بلاده بمصر «تاريخية وأخوية وطيدة وإن هناك تطابقا كاملا بين قيادتي البلدين إزاء كافة القضايا التي تهم الأمة العربية».