تأكد هوية صحافيين معتقلين في إيران أنهما ألمانيان.. وطهران: لهما صلات بالمعارضة

متحدث إيراني يدعو أشتون إلى أن تكون «أنشط».. ويحذر مصر من «تأثير» الغرب عليها

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست خلال مؤتمر صحافي في طهران أمس (إ.ب.أ)
TT

تأكدت أمس جنسية الصحافيين الأجنبيين اللذين اعتقلتهما طهران بعد إجرائهما مقابلة مع ابن إيرانية حكم عليها بالإعدام رجما أنهما ألمانيان. وفيما دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى إطلاق سراحهما، قال متحدث إيراني إن لدى المذكورين صلات بشبكات «مناهضة للثورة». وفي الوقت الذي يعتقد فيه أن الحادث قد يفاقم من التوترات القائمة بين الجمهورية الإسلامية والغرب بسبب البرنامج النووي الإيراني، طالبت إيران وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بدور «أنشط» لاستئناف المفاوضات النووية.

وأكدت المستشارة الألمانية أن المراسلين الأجنبيين اللذين اعتقلا في إيران أنهما ألمانيان، وقالت إنها تسعى للإفراج عنهما. وأضافت خلال زيارة لبوخارست أن حكومتها تتابع الموقف عن كثب، وأن «وزارة الخارجية تبذل كل ما في وسعها» للإفراج عن الرجلين.

وذكرت الحكومة الإيرانية أن الرجلين اللذين امتنعت عن تحديد جنسيتهما اعتقلا لأن لهما صلات بشبكات «مناهضة للثورة» في الخارج.

وقالت الهيئة القضائية الإيرانية أول من أمس إن الرجلين اعتقلا بعد اجتماعهما مع نجل سكينة محمدي أشتياني التي علق تنفيذ الحكم الصادر ضدها بالرجم حتى الموت الشهر الماضي بعد غضب دولي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمان باراست، في مؤتمر صحافي أسبوعي أمس إن «الاثنين لهما صلات بشبكات مناهضة للثورة في الخارج.. جماعة مناهضة للثورة متمركزة في ألمانيا أعدت التحضيرات لهذين الشخصين للرجوع إلى ابن السيدة محمدي»، وقال «بعض المصادر قالت إنهما ألمانيان». ولدى الكثير من جماعات المعارضة الإيرانية مكاتب في ألمانيا.

وكانت نقابة الصحافيين الألمانيين قد قالت في وقت سابق إنهما اعتقلا الأحد أثناء إجراء مقابلة مع سجاد قادر زاده، نجل سكينة أشتياني.

ويتوجب على مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية الحصول على إذن رسمي للسفر خارج طهران أو لتغطية المظاهرات والأحداث السياسية غير الرسمية الأخرى. وقال «لسنا متأكدين مما إذا كانا مراسلين، لأنك لو كنت مراسلا فلا بد أن يكون معك تأشيرتك الصحافية لدى دخولك البلاد، الاثنان دخلا إيران بتأشيرتين سياحيتين».

وتضيف عملية الاعتقال المزيد من التوتر على علاقة الغرب بإيران التي لا تزال تحتجز أميركيين كانا قد اجتازا الحدود الإيرانية قادمين من إقليم كردستان العراق برفقة مواطنة أميركية أخرى، أطلقت طهران سراحها مؤخرا.

وفي حادث آخر سلط الضوء على حساسية إيران تجاه التغطية الإخبارية لوسائل الإعلام الأجنبية أمهلت صحافية معتمدة تعمل لحساب صحيفة «الباييس» الإسبانية أسبوعين لمغادرة إيران.

وقالت الصحيفة إن هذا القرار له صلة على ما يبدو بمقابلة أجرتها أنجليس إسبينوزا مع نجل المعارض الراحل آية الله العظمى حسيني علي منتظري في يوليو (تموز).

وقامت «الباييس» أيضا بحملة للإفراج عن أشتياني التي سبب الحكم الصادر برجمها لإدانتها بالزنا غضبا عالميا. وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن هذه القضية أثارتها وسائل الإعلام الأجنبية المعادية، ورفض الإفراج عنها.

وكثيرا ما تتهم إيران القوى الأجنبية بمساعدة الحركات المناهضة للحكومة لإسقاط المؤسسة الدينية. وتقول شخصيات قضائية إنه ما زال من الممكن أن تواجه أشتياني الإعدام بتهمة القتل. وتقول منظمة العفو الدولية إن لديها علما بأن 10 أشخاص على الأقل من بينهم 7 نساء صدرت ضدهم أحكام بالرجم في إيران.

وفي غضون ذلك، طالبت إيران وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بدور «أنشط» للسماح باستئناف المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى في الملف النووي.

وقال مهمان باراست في مؤتمره الصحافي أمس «إذا كان الطرف الآخر يريد هذه المفاوضات حقا! عليه أن يكون أنشط»، وأضاف: «يبدو أن السيدة أشتون أقل نشاطا من سلفها (خافيير) سولانا». وتابع المتحدث أن «وزير الخارجية (الإيراني) أعلن عن موعد المفاوضات».

وكان وزير الخارجية الإيراني أعلن السبت أن المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1 يمكن أن تستأنف «أواخر أكتوبر (تشرين الأول) أو بداية نوفمبر (تشرين الثاني)» وهناك «اتصالات حاليا» تجرى بين الجانبين بهذا الخصوص.

في المقابل، أكد متحدث باسم أشتون أنه لم يتم تحديد أي موعد لاستئناف المفاوضات.

وتعود المحادثات الأخيرة بين إيران ودول مجموعة 5+1 إلى الأول من أكتوبر 2009 في جنيف.

وتضم هذه المجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) إضافة إلى ألمانيا. ومن يمثلها في المباحثات حول الملف النووي الإيراني هي وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون.

وبعدما تبنى مجلس الأمن الدولي في التاسع من يونيو (حزيران) قرارا جديدا شدد بموجبه العقوبات الاقتصادية الدولية على إيران، طلبت مجموعة 5+1 من طهران استئناف المفاوضات.

وتتهم الدول الغربية إيران بالسعي إلى صنع السلاح النووي، وخصوصا عبر تخصيب اليورانيوم تحت ستار برنامجها النووي المدني إلا أن طهران تنفي دائما هذه الاتهامات.

إلى ذلك، حذر المتحدث الإيراني الحكومة المصرية من محاولات دول الغرب وإسرائيل التأثير على سياستها الخارجية. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «فارس»، شبه الرسمية، عن مهمان باراست أن تلك الدول تحاول الإيقاع بين مصر وإيران، وأن «الغربيين والصهاينة يريدون استغلال الأوضاع في مصر من أجل الإيقاع بينها وبين الدول الإسلامية».