كابل: قتلى في انفجار مروحية للناتو.. وإيطاليا تبدأ سحب قواتها الصيف المقبل

الصليب الأحمر: تزايد أعداد ضحايا القتال في أفغانستان «بنسب قياسية»

جنود أفغان في دورية حراسة بولاية هلمند تتعقب عناصر طالبان أمس (إ.ب.أ)
TT

أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بيان له مقتل شخص وجرح ثمانية في انفجار وقع على متن مروحية عسكرية تابعة للحلف شرق أفغانستان. وكان الحلف قد أعلن مقتل شخص وجرح 10 جراء الانفجار. وذكرت قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) أن «المروحية كانت جاثمة على الأرض عندما وقع الانفجار الذي لم يعرف سببه بعد». وأضافت أن «التقارير الأولية تشير إلى أن 26 شخصا كانوا على متن المروحية»، مشيرة إلى أنه جرى تمشيط الموقع وفتح تحقيق لمعرفة أسباب الانفجار. إلى ذلك، صرح وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، أمس، بأن إيطاليا سوف تسحب «تدريجيا» قواتها من أفغانستان ابتداء من منتصف عام 2011، وذلك في الوقت الذي أجريت فيه مراسم جنازة 4 جنود إيطاليين قتلوا في هجوم لتنظيم طالبان. وقال فراتينى لصحيفة «لا ريببليكا» إنه من المقرر أن يناقش زعماء الناتو خلال اجتماع سيعقد في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «الأولوية للأقاليم التي ستعود للسيطرة (الأفغانية)». وأضاف: «إن إيطاليا تفكر أيضا في سحب جنودها، ولكن هذا يجب أن يحدث في الوقت المناسب مع التنسيق الكامل مع الحلفاء». وقال: «لقد تم تحديد الموعد: ففي صيف 2011، سيبدأ الانسحاب التدريجي الذي سيكتمل عام 2014». وكان 4 إيطاليين قد لقوا حتفهم وأصيب آخر بإصابات خطيرة عندما فجرت قنبلة سيارتهم المدرعة بالقرب من فرح في غرب أفغانستان السبت الماضي. وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن الهجوم. وشارك مئات الأشخاص ومن بينهم الرئيس الإيطالي جيورجيو نابوليتانو أمس في مراسم جنازة الجنود الأربعة التي أقيمت بكنيسة سانتا ماريا ديجلي نجيلي. وبذلك، يبلغ عدد الجنود الإيطاليين الذين لقوا حتفهم في أفغانستان 34 جنديا منذ أن بدأت إيطاليا إرسال جنود عام 2004 في إطار المهمة العسكرية الدولية. ولإيطاليا نحو 3150 جنديا حاليا في أفغانستان. وفي جنيف، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس إن حالة الأمن تتدهور في أفغانستان مما يؤدي إلى سقوط عدد أكبر من الضحايا ويزيد صعوبة وصول وكالات الإغاثة لمن يحتاجون الطعام والماء والرعاية الصحية. وذكرت اللجنة في بيان أن مستشفى مير واعظ الإقليمية في مدينة قندهار الجنوبية سجلت نحو ألف حالة إصابة في القتال في شهري أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول)، وهو رقم قياسى وضعفا الرقم المسجل في الفترة نفسها قبل عام. وقال ريتو ستوكر (رئيس بعثة اللجنة في كابل) إنها قمة جبل الجليد فحسب.. عدد من يعانون إصابات أخرى أو تنتقل إليهم أمراض كنتيجة غير مباشرة للصراع أكبر كثيرا من المرضى المصابين بالأسلحة. وغالبا ما تأتي أمهات بأطفال مصابين بأمراض قابلة للعلاج مثل الكزاز أو السل للمستشفى بعد فوات الأوان، لخوفهن من السفر أو الوقوف على حواجز على الطرق. وتموت النساء وحيدات أثناء الوضع ويتوفى رجال أصحاء نتيجة لإصابتهم بعدوى بسيطة.

وافتتحت اللجنة مركزا جديدا للأطراف الصناعية في إقليم هلمند وهو السابع في البلاد ويمكنه علاج 1500 من ضحايا الألغام وغيرهم من المرضى سنويا. وقالت اللجنة وهي منظمة إنسانية محايدة إن الجماعات المعارضة المسلحة في أفغانستان تعاني حالات انقسام وانفصال متزايدة أيضا. وتضيف اللجنة أنها تجري حوارا مع جميع أطراف النزاع بما في ذلك القوات الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي. وقال ستوكر: «أكبر تحدٍّ بالنسبة لنا الوصول للمناطق الأكثر تضررا من القتال، ولكن زيادة عدد الجماعات المسلحة يزيد من صعوبة الأمر بالنسبة لنا». وأحجم المتحدث باسم اللجنة في حديثه للصحافيين في جنيف عن ذكر تفاصيل، ولكنه ذكر ثمة عناصر أجنبية ومواطنين أفغانا أيضا. وقال إن من المهم الحفاظ على خطوط الاتصال بتلك الجماعات الفرعية، وبعضها ذات طبيعية إجرامية لأن الولايات المتحدة وغيرها من القوات الأجنبية ستغادر البلاد في نهاية المطاف. واكتسبت طالبان قوة في الأعوام الأخيرة وامتد نشاطها للشمال الذي كان ينعم بالسلام من قبل، على الرغم من وجود 150 ألف جندي أجنبي في أفغانستان. ويزور الصليب الأحمر بانتظام مقار الاحتجاز التابعة للسلطات الأفغانية والقوات الدولية والقوات الأميركية. ومنذ العام الماضين يزور أشخاصا تحتجزهم المقاومة المسلحة.