كوندوليزا رايس تعترف بأخطاء إدارة بوش.. ولكن ليس في مذكراتها

كتابها يتناول صراع الأميركيين من أصول أفريقية ضد العنصرية

TT

على الرغم من أن الكثيرين يتوقعون أن تكون مذكرات وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس مرتكزة على دورها المحوري في إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، فإن رايس اختارت أن تركز في مذكراتها التي صدرت هذا الأسبوع على العنصرية التي واجهت الأميركيين من أصول أفريقية خلال طفولتها وشبابها، وطريق صعودها إلى قمة صنع القرار في الولايات المتحدة.

إلا أن رايس لا تنفي ارتكاب إدارة بوش أخطاء، حتى وإن لم يكن ذلك في مذكراتها، إذ اعترفت في مقابلة مع وكالة «رويترز» بتلك الأخطاء. وقالت رايس في مقابلة للترويج للجزء الأول من مذكراتها: «وقعنا في أخطاء بلا شك»، إلا أنها ما زالت فخورة بما تعتبرها إنجازات إدارة بوش. وقالت إن بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، كان كل يوم بالنسبة لإدارة بوش «11 سبتمبر»، أي بقيت شدة الصدمة والشعور بضرورة مواجهة الإرهاب تراود الإدارة الأميركية حينها. وقالت: «في كل يوم يظن المرء أن (الهجمات) ستحدث مجددا، فإنني ممتنة جدا لأننا تمكنا من عمل ما كان بمقدورنا عمله».

ويتناول الجزء الأول من المذكرات حياة رايس منذ أن كانت طفلة حتى تعيينها مستشارة للأمن القومي قبل نحو ثمانية أشهر من الهجمات التي شُنت على أهداف في نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر 2001. وبذلك، استطاعت رايس أن تركز على حياتها الشخصية وعلاقتها مع والديها وفترة مواجهة العنصرية في الولايات المتحدة والدفاع عن الحقوق المدنية. ومن المتوقع أن يحمل الجزء الثاني من مذكرات رايس، المتوقع إصداره العام المقبل، تفاصيل حول دورها كمستشارة للأمن القومي وبعدها وزيرة للخارجية وبذلك تناول حربي العراق وأفغانستان.

وعلى عكس رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الذي احتلت مذكراته التي صدرت مؤخرا عناوين الأخبار لتأكيده أنه غير نادم على الانضمام إلى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003، فإن رايس لم تتناول في مذكراتها دورها في المساعدة في دفع واشنطن إلى الحربين اللتين سيطرتا على ولايتي بوش.

وفي حين أن الحرب في أفغانستان والعراق استمرت لفترة أطول مما كان الكثيرون يأملون، فإن رايس قالت إنها «لم تفاجأ بأن الحرب طالت بهذا الشكل». وأضافت: «أفغانستان كانت دوما صعبة.. أعرف أننا نجد مصاعب في أفغانستان، لكن النساء لا يتعرضن للإعدام في ملاعب كرة القدم اليوم... والفتيات يذهبن إلى المدارس في أفغانستان و(تنظيم) القاعدة ليس له معقل» هناك. ويبدو أن رايس ما زالت متمسكة برأيها حول كيفية التعامل مع الملف الأفغاني، فحثت على الحذر من أي مفاوضات سلام مقترحة بين الرئيس الأفغاني حميد كرزاي وطالبان، على الرغم من أنها قالت إنها ليست «قريبة بشكل كاف» لتعرف جميع التفاصيل حول هذه القضية.

وبغض النظر عن آرائها السياسية الخارجية، تعطي رايس صورة واضحة في مذكراتها عن آرائها السياسية، وخاصة تلك حول المعركة التي خاضها الأميركيون من أصول أفريقية لضمان حقوقهم. وكانت هذه فقرة مهمة في تفكير رايس خلال عملها في إدارة بوش، إذ تفيد مصادر لـ«الشرق الأوسط» بأنها عادة ما كانت تشير إلى صراع الأميركيين من أفريقيا في أحاديثها الخاصة. وتسرد رايس في مذكراتها دور التعليم في تأمين مستقبلها وجهود والديها أنجلينا وجون رايس في تأمين أفضل التعليم لها، بما في ذلك إدخالها الصف الأول الابتدائي وعمرها 3 سنوات فقط. ويحمل كتاب مذكراتها عنوان «أناس عاديون مميزون»، في إشارة إلى براعة أناس عاديين استطاعوا من خلال تميزهم أن يغيروا مسار تاريخ الولايات المتحدة.