سعود الفيصل: زيارة نجاد للبنان حظيت بزخم.. نأمل أن يحظى به السلم

القاهرة: كنا جزءا من اللجنة الخماسية وما حدث في سرت كان أمرا مختلفا

الرئيس مبارك خلال استقباله الأمير سعود الفيصل بحضور أحمد أبو الغيط (أ.ف.ب)
TT

استقبل الرئيس المصري حسني مبارك وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة، أمس، سلمه خلالها الفيصل رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تتعلق بالوضع العربي الراهن. فيما أكد الفيصل أنه سينقل لخادم الحرمين الشريفين آراء ومقترحات الرئيس حسني مبارك.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي نقل رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى الرئيس المصري محمد حسني مبارك، تتعلق بالوضع العربي العام، خاصة في أعقاب القمة العربية الاستثنائية بمدينة سرت الليبية.

واستغرق لقاء مبارك والفيصل أكثر من ساعة، وحضره كل من وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط وسفير خادم الحرمين الشريفين في مصر السفير هشام الناظر ومندوب المملكة العربية السعودية لدى الجامعة العربية السفير أحمد القطان.

وأوضح الأمير سعود الفيصل، في تصريحات للصحافيين عقب اللقاء، أن مصر والسعودية تتحركان معا للبحث والمناقشة والتنسيق فيما يتعلق بالمشكلات المطروحة على الساحة العربية، وخاصة فلسطين والعراق ولبنان والسودان التي حظيت بقدر كبير من الاهتمام.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى لبنان، قال الفيصل: «الزيارة أحدثت زخما كبيرا في لبنان.. لكن المهم هو النتيجة.. وإن شاء الله تكون نتائج الزيارة بنفس هذا الزخم فيما يتعلق بالسلم اللبناني».

وعما يمكن أن تقوم به كل من مصر والسعودية حيال خطورة الوضع في السودان قبل الاستفتاء، أوضح الفيصل أن «هذا الأمر يدرس بين الحكومتين ومع حكومات عربية أخرى ومع الإخوة في السودان».

أما عن نتائج التقارب السعودي - السوري وما له من أثر إيجابي متوقع في الملفات اللبنانية والعراقية، فقد علق الفيصل قائلا: «هذا ما نأمله بطبيعة الحال».

وردا على سؤال حول استقبال الرياض والقاهرة لقيادات عراقية، وما يمكن تقديمه للعراق، قال الفيصل: «ما نستطيع تقديمه هو النصح والمشورة، ولكن يظل القرار عراقيا، ولا يستطيع أحد أن يحل مشكلات العراق إلا العراقيون»، أضاف أن «السعودية ومصر تقفان على المسافة نفسها مع كل العراقيين، وتتمنيان وتطمحان إلى أن تكون هناك حكومة تمثل كل العراقيين، يتساوى فيها كل الطوائف في الحقوق والواجبات».

وحول أهمية الزيارات المتبادلة بين مصر والسعودية في هذه الفترة وعما إذا كان هناك خطط لتحرك مشترك، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط: «سوف يستمر التشاور والتنسيق المصري - السعودي من الآن وحتى موسم الحج المقبل، لتنسيق المواقف والعمل معا حول مجمل القضايا العربية». ولفت إلى أن الأمير سعود الفيصل حمل رسالة من خادم الحرمين الشريفين للرئيس مبارك تتعلق بالوضع العربي العام، وخاصة في أعقاب القمة العربية الاستثنائية التي انعقدت في سرت.

وأشار أبو الغيط إلى أنه «كان هناك التقاء كبير في وجهات النظر فيما يتعلق بالوضع العربي العام وتقييمه، وكذلك تطوير منظومة العمل العربي المشترك». وأضاف أن الرئيس مبارك أطلع الأمير سعود الفيصل على وجهة نظره، وأن هناك نية لاستمرار اللقاءات والمشاورات.

من جهته أكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية السفير حسام زكي أن مصر والسعودية تربطهما علاقة خاصة، ولديهما تنسيق مستمر ورؤى متشابهة إلى حد كبير في تقييم الأوضاع في المنطقة، ولذلك من الطبيعي أن تكون هناك اتصالات وزيارات متبادلة على مختلف المستويات أخذا في الاعتبار أن كلا من الدولتين تريدان مصلحة المنطقة وتعملان على دعم الاستقرار والأمن فيها.

وردا على سؤال حول اعتراضات بعض الدول العربية على قرارات قمة سرت العربية الاستثنائية لتطوير العمل العربي المشترك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: «إن مصر لديها خط واضح لأنها كانت جزءا من اللجنة الخماسية التي وضعت التوصيات أمام القمة العربية الاستثنائية الأخيرة، والرئيس مبارك شارك في القمة الخماسية التي اعتمدت هذه التوصيات وبالتالي فمصر تؤيد هذه التوصيات وساهمت في عرضها على القمة». وأضاف: «ما حدث كان أمرا مختلفا؛ حيث حدث نوع من الرغبة في طرح أمور إضافية عن هذه التوصيات والنقاش أفضى إلى أن الدول التي لم تكن ترغب في تغيير الوضع الحالي وجدت نفسها تتحفظ على ما تم الاتفاق عليه، والمسألة سوف تحتاج إلى عمل إضافي»، معربا عن اعتقاده بأن «الحكمة تتطلب منا أن نمنح أنفسنا وقتا نعمل خلاله من أجل تقريب وجهات النظر حتى يمكن للجامعة العربية أن تسير دائما بسرعة واحدة وليس بأكثر من سرعة».