مصدر إيراني: التواصل السعودي ـ الإيراني يخدم لبنان مستشار الرئيس التركي: لا قمة تركية ـ إيرانية ـ لبنانية

نجاد زار نصب الشهداء ولم يمر إلى ضريح الحريري المجاور له

TT

بدأ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس زيارة رسمية للبنان تستمر يومين، وتحمل في طياتها الكثير من «التحديات» الأمنية والسياسية التي سيتوجها اليوم بزيارة إلى جنوب لبنان حاملا معه شهادة «دكتوراه» فخرية من الجامعة اللبنانية التي ستمنحه إياها في أعقاب محاضرة سيلقيها في قاعة المؤتمرات القريبة من ضاحية بيروت الجنوبية، مما سيعطيه دافعا إضافيا لزيارة هذه المنطقة المؤيدة سياسيا بقوة لطهران.

أما التداعيات الإقليمية فقد كانت بارزة مع الحذر الإسرائيلي الشديد إزاء الزيارة، فيما كانت مصادر تركية تؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنه لا قمة تركية - إيرانية - لبنانية في بيروت يوم الجمعة كما تردد في بيروت أمس. وقالت المصادر إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لن يشارك في لقاء مماثل، فيما قال كبير مستشاري الرئيس التركي أرشاد هورموزلو إنه «لا مخططات للرئيس عبد الله غل لزيارة لبنان قريبا».

وكان أمس يوم نجاد بكل ما للكلمة من معنى في لبنان، إذ تمحور كل شيء هناك تقريبا حول هذه الزيارة التي خطفت الأضواء، وحملت الكثير من الدلالات في أكثر من مناسبة. فقد بدأ نجاد يومه باكرا جدا مع وصوله إلى بيروت مع ساعات الصباح الأولى وانتقاله مباشرة إلى قصر بعبدا، ثم إلى وسط بيروت بعد انتهاء المحادثات الرسمية، حيث وضع إكليلا من الزهور على نصب الشهداء الذي يبعد أمتارا قليلة عن ضريح الرئيس الأسبق للحكومة رفيق الحريري ورفاقه، من دون أن يعرج عليه. بعد ذلك توجه الرئيس الإيراني إلى مكان إقامته، حيث عقد لقاء مع التجار والاقتصاديين في مقر إقامته، قبل أن يتوجه إلى الضاحية الجنوبية حيث أقيم له احتفال شعبي في ملعب الراية، بتنظيم من حزب الله وحركة أمل، لينهي يومه بزيارة لرئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة الذي أقام على شرفه عشاء رسميا، علما بأن بري كان الوحيد الذي استقبله على أرض المطار بعد أن اختار الرئيس ميشال سليمان «المعاملة بالمثل» وفقا للبروتوكول الإيراني الذي لا يلحظ استقبال الرؤساء على أرض المطار كما هو حال البروتوكول اللبناني.

وكشفت مصادر قصر بعبدا، لـ«الشرق الأوسط»، أن الرئيس الإيراني أطلع رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان على فحوى اتصاله ليل أول من أمس بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وشدد على أن «التواصل السعودي - الإيراني يخدم مصلحة واستقرار لبنان». ولفتت المصادر إلى أنه «على الرغم من أن الشق الاقتصادي كان الطاغي على المحادثات اللبنانية - الإيرانية فإنه كان هناك تطابق في وجهات النظر في كل الملفات السياسية التي طُرحت». وأضافت «أجواء اللقاءات اتسمت بالكثير من الإيجابية، ويمكن وصفها بالجيدة جدا. وقد شدد الرئيس الإيراني على ضرورة رص الصفوف، وعلى الوحدة الوطنية والعيش المشترك وأهمية تدارك الفتنة».

من جهتها، أوضحت مصادر الوفد الإيراني لـ«الشرق الأوسط» أنه «لم يجر توقيع اتفاقات بالمجال العسكري، لأن الفريق اللبناني لم يبادر لطرح ملف المساعدات»، مشددة على أن «هناك مجالات عدة سيجري التواصل اللبناني - الإيراني بخصوصها في المستقبل، ومنها المجال العسكري والأمني». ولفتت المصادر الإيرانية إلى أن «الرئيس نجاد أعلن أمام القادة اللبنانيين جهوزية إيران لتقديم الدعم المطلق للبنان بالسراء والضراء خاصة لمواجهة كل التحديات التي تواجهه عسكريا».

ويتضمن برنامج الرئيس الإيراني لليوم، إفطار عمل يقيمه نجاد عند الساعة السابعة والنصف صباحا، في مقر إقامته، ويضم نحو 25 شخصا. وعند التاسعة، يعقد لقاء مع فاعليات ومرجعيات دينية في مقر الإقامة. ويلقي الرئيس نجاد محاضرة عند العاشرة والنصف من قبل الظهر، في مدينة رفيق الحريري الجامعية في الحدث، ويمنح شهادة دكتوراه فخرية في العلوم السياسية.

وعند الواحدة والنصف، يقيم رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مأدبة غداء رسمية على شرف الرئيس الإيراني في السراي الكبير. وعند الثالثة إلا الربع يتوجه الرئيس نجاد إلى الجنوب، على أن يعود إلى القصر الجمهوري عند الثامنة والنصف لوداع الرئيس ميشال سليمان.

وعند التاسعة إلا الربع مساء، يغادر الرئيس الإيراني القصر الجمهوري إلى مقر الإقامة، لينهي زيارته إلى لبنان.