قوى «14 آذار» تطالب نجاد بإقناع حزب الله بالدخول في كنف الدولة وعدم الاستقواء به

أعربت عن خشيتها من نشوء «مسألة شيعية» على غرار «المسألة الشرقية»

TT

وجّهت قوى «14 آذار» رسالة مفتوحة إلى الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، أملت فيها أن تكون زيارته «لدعم الدولة اللبنانية السيّدة المستقلة ولصيغة العيش المشترك فيها، مثلما كانت زيارة الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، التي تركت أطيب الأثر في نفوس جميع اللبنانيين دون استثناء».

وخاطبت قوى «14 آذار» نجاد قائلة: «إن فريقا من اللبنانيين يستقوي بكم منذ مدة طويلة على الفريق الآخر وعلى الدولة، باستعادة رتيبة ومؤسفة لمغامرات عبثية أقدم عليها غير فريق لبناني، بالتزامن أو على التوالي، في مدى عقود. وهذا نصف الحقيقة المرّة. أما نصفها الآخر فهو أنكم تنسجون أيضا على منوال من سبقكم إلى التدخل في شؤوننا، حيث لم يكن التدخل الخارجي سوى استخدام للداخل اللبناني، وهو استخدام لم تنجح الشعارات الكبرى ولا حتى النيّات الحسنة في تزيينه أو حجب حقيقته الفعلية».

وطالبت الرئيس الإيراني «بفعل قربه من المقاومة، بمحاولة إقناع هذه المقاومة بالدخول في كنف الدولة»، وقالت: «إننا نتمسك بشعار (لبنان أولا)، ليس في وجه أحد وإنما ردا على كل حماقاتنا السابقة بتقديم أي شيء في هذا العالم على مصلحة وطننا لبنان، ونتمسك بشعار (الدولة أولا) باعتبارها سبيلنا الوحيد إلى مستقبل آمن لجميعنا. ونتمسك أخيرا بكل التزاماتنا العربية والدولية، لا سيما مبادرة السلام العربية والقرار 1701، باعتبارها حجر الزاوية في حماية لبنان». وأعربت قوى «14 آذار» عن «خشيتها فعلا من نشوء (مسألة شيعية) في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، على غرار (المسألة الشرقية) أوائل القرن الماضي، جراء نزوعكم إلى وضع اليد على المكوّن الشيعي في بعض البلدان العربية، ومن بينها لبنان. والصراحة في هذا الصدد خير ألف مرة من السكوت عن أمر بات يستشعره كل إنسان في منطقتنا»، داعية نجاد إلى «الكلمة السواء التي نستطيع أن نرسي عليها أفضل العلاقات بين بلدينا، من دولة لدولة».

أما في المواقف المؤيدة فقد رحب وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي بزيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والوفد المرافق إلى لبنان، وتمنى أن تساهم في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ لبنان «في تعزيز مناخ التفاهم والوحدة بين اللبنانيين».

كما رحب النائب الكتائبي إيلي ماروني بالزيارة «إذا كانت منسقة مع رئيس الجمهورية، وحسب الأصول المتعلقة بالعلاقات بين دولتين، ومن هنا نقول أهلا وسهلا بالرئيس الإيراني»، متمنيا «أن تكون فاتحة خير لتذليل عقبات تقف أمام الحل اللبناني والسلم الأهلي، وبالتالي بيد الرئيس اللبناني حلها لأن العقبات تنطلق من حلفاء إيران». واستغرب «وجود الحرس الثوري الإيراني على الأرض، الذي كنا حذرنا منه»، متسائلا: «أين الدولة اللبنانية والجيش اللبناني الذي يجب أن يتسلم وحده زمام الأمور في البلد؟».

وعبّر عضو كتلة المستقبل، النائب محمد الحجار، عن ترحيبه بزيارة نجاد للبنان، آملا منه ومن إيران أن «تكون علاقتها مع الدولة اللبنانية مباشرة وليست مع فريق معين».