مصادر الوفد الإيراني لـ«الشرق الأوسط»: نجاد تأثر كثيرا بالاستقبالات الشعبية في لبنان

مشاركة السياسيين المناهضين لإيران في الاستقبال فاجأ الإعلاميين

TT

بـ21 طلقة مدفعية استقبل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في القصر الجمهوري في بعبدا بعدما شق طريقه بين الجماهير المحتشدة على الطرق المؤدية للقصر متأخرا نحو ساعة عن الموعد المحدد في البرنامج الرسمي، مما أربك المستضيفين من وزراء ونواب ورؤساء أجهزة أمنية اصطفوا لمرتين على التوالي بانتظار وصول الضيف الإيراني.

وقد شكل حضور بعض الوجوه السياسية والأمنية المناهضة علنا للسياسة الإيرانية وللرئيس نجاد عنصر مفاجأة لدى الإعلاميين المحتشدين في بعبدا. فأثار وصول رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع بلبلة في أروقة القصر تماما كتصدر المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي والنائب أحمد فتفت للصفوف الأولى للمستقبلين.

وفيما تمت كل مراسم الاستقبال حسب البروتوكول الإيراني، عقد الرئيسان سليمان ونجاد لقاء ثنائيا انضم إليه فيما بعد الوفدان الرسميان اللبناني والإيراني وتم توقيع عدد كبير من الاتفاقيات لم تشمل المجال العسكري. وفي حديقة الرؤساء زرع الرئيس الضيف أرزة الصداقة اللبنانية - الإيرانية قبل أن يتوجه إلى المؤتمر الصحافي وبعدها لعقد خلوتين متتاليتين أولاهما مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري والثانية مع رئيس الحكومة سعد الحريري، لتختتم زيارة قصر بعبدا بغداء رسمي ضم أركان الدولة كافة.

وخرق المشهد الرسمي البروتوكولي المألوف، إشكالا أمنيا بين المصور الخاص للرئيس الإيراني ورجال الأمن في القصر الجمهوري، فبعد إصرار المصور على تقدم الرئيسين والوقوف في منتصف الباحة الرئيسية لالتقاط صورته، اضطر أحد الحراس لإبعاده عن الطريق لكنه لم يستجب للدعوات فتحول الأمر إلى مشادة ثم إلى مشاجرة حسمها رجال الأمن بحزم، وجرى كل ذلك خلال دخول الرئيسين من البوابة الرئيسية للقصر، مما استدعى تدخل قائد لواء الحرس الجمهوري العميد وديع الغفري وبعض الرسميين الإيرانيين لفض الإشكال.

وقد تهافت مئات الصحافيين لتغطية الحدث، وخاصة من الدول الأوروبية والأميركية، وكان لافتا حضور ممثلين عن وسائل إعلام صينية ويابانية. وكالعادة اختلفت الصورة الصحافية المقدمة للجمهور بين وسيلة إعلامية محلية وأخرى، ففيما نقلت وسائل الإعلام التابعة لقوى 8 آذار الحدث بأدق تفاصيله باحثة في تاريخ نجاد وحتى في أموره الشخصية، اكتفت وسائل الإعلام المحسوبة على 14 آذار بنقل الصورة العامة للحدث ومن منظارها الخاص.

هذا وشكل الجهاز الذي قدمه الرئيس نجاد للرئيس سليمان بعد انتهاء المؤتمر الصحافي محور اهتمام وتدقيق من قبل الحاضرين الذين تهافتوا لإلقاء نظرة عليه محاولين استيضاح فوائده. والجهاز المقدم والذي تصنعه فقط 6 دول في العالم هو «نانوسكوب» يستخدم في البرامج البحثية والعلمية خاصة في المجال الزراعي وفي مجال بناء الجسور. وقد قال الرئيس الإيراني في هذا الإطار: «هذا الجهاز قد تم صنعه بالكامل من قبل العلماء الإيرانيين، وأنا أقدم هذا الجهاز من صميم قلبي إلى أخي العزيز فخامة الرئيس وإلى الشعب اللبناني».