زيارة أحمدي نجاد إلى لبنان لم تقابل بترحيب في واشنطن وتل أبيب

كلينتون: التوازن داخل لبنان يجب أن يبقى * مسؤول إسرائيلي: جاء كقائد عسكري لتفقد جنوده

TT

أثارت زيارة الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، إلى لبنان أمس رد فعل سلبيا في كل من واشنطن وتل أبيب.

في واشنطن اعتبر البيت الأبيض أن الزيارة تبين أن الرئيس الإيراني يواصل استخدام «أساليبه الاستفزازية». أما وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، فقد أكدت من بريشتينا (كوسوفو)، تعليقا على زيارة نجاد إلى لبنان، أن الولايات المتحدة ترفض أي محاولات لـ«زعزعة استقرار» لبنان.

وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك عقدته مع رئيس الوزراء الكوسوفي، هاشم تاجي، بمناسبة زيارتها لبلده: «نرفض أي محاولات ترمي إلى زعزعة الاستقرار أو تأجيج التوترات في لبنان». وأضافت، بدون أن تذكر اسم محمود أحمدي نجاد، «نأمل ألا يقوم أي زائر بأي عمل أو يقول أي شيء من شأنه أن يزيد التوتر أو عدم الاستقرار في هذا البلد».

وكررت الوزيرة الأميركية دعم الولايات المتحدة «لسلامة وسيادة لبنان»، قائلة: «نحن مصممون على دعم الحكومة اللبنانية التي تواجه تحديات عدة». وشددت على أن «التوازن داخل لبنان يجب أن يبقى».

وفي تل أبيب قالت الحكومة الإسرائيلية، بلسان مسؤول سياسي رفض الإفصاح عن هويته، في حديث للإذاعة الرسمية أمس، إن نجاد حضر إلى لبنان، كما لو أنه قائد عسكري يتفقد جنوده في الجبهة.

وقال هذا المسؤول إن زيارة نجاد تعتبر استفزازية لإسرائيل وتهديدا مباشرا لها، ولكنها تشكل تهديدا أيضا للبنانيين، فباستثناء حزب الله، لا يوجد لبناني سعيد بهذه الزيارة». وفي هذا السياق ذكر رون بن يشاي، المعلق العسكري في الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» - المعروف بعلاقاته الواسعة مع الجيش الإسرائيلي: إن إيران دفعت مبلغ 5 مليارات دولار لحزب الله خلال الفترة منذ حرب لبنان الثانية، وقال إن قسما منها ذهب لإعادة بناء أو ترميم البيوت التي تضررت أو ادعى أصحابها بأنها تضررت من الحرب، والقسم الآخر صرف على الأسلحة الحديثة التي تسلمها حزب الله من إيران» وجعلته أقوى تنظيم عسكري بين التنظيمات غير التابعة لدول في العالم». وزعم أن شعب لبنان يدفع ثمن هذه المساعدة مرتين، فالبيوت التي يعاد ترميمها في الجنوب تحوي مخازن أسلحة «إذ يخبئ حزب الله أسلحته في الطابق الأرضي من كل عمارة بناها. وحزب الله بهذه الأسلحة يضع نفسه بأيدي إيران في أي صدام بينها (أي إيران) وبين إسرائيل». وقال يشاي إنه في الحالتين، سيدفع اللبنانيون ثمن هذا الدعم الإيراني، لأن إيران تحول هذا البلد إلى جبهة متقدمة ضد إسرائيل وإسرائيل سترد عليها بالمثل.

من جهة ثانية، خرج عضو الكنيست من حزب المعارضة اليمينية «الاتحاد القومي»، أريه الداد بدعوة صريحة لاغتيال الرئيس الإيراني، وقال للموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» «في حال وجد أحمدي نجاد ولو للحظة واحدة في منظار (بندقية) جندي في الجيش الإسرائيلي فينبغي قطعا منعه من العودة إلى دياره حيا». أما تسيبي ليفني زعيمة حزب كديما فقالت «إن حزب الله وإيران ينتميان إلى نفس الجماعة المتطرفة التي تستغل النزاع في الشرق الأوسط سياسيا» بحسب ما نقلت الإذاعة الإسرائيلية الناطقة بالعربية عنها. ورأت ليفني أن «حفاوة استقبال أحمدي نجاد في لبنان يجب أن تثير القلق وهي دليل على العلاقة الإشكالية القائمة بين إيران وحزب الله وهو شريك في الحكومة اللبنانية».