رئيس الوزراء العراقي يشكر الأسد على «مواقف» سورية تجاه بلاده.. ويدعو لإقامة «أمتن» العلاقات

زيارته إلى دمشق استغرقت ساعات.. واقتصرت لقاءاته على الرئيس والعطري

الرئيس السوري بشار الأسد مستقبلا رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي أمس (أ.ب)
TT

بعد قطيعة استمرت لأكثر من عام قدم رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي الشكر للرئيس السوري بشار الأسد على مواقف بلاده تجاه العراق، معبرا عن حرص القيادة العراقية على إقامة أفضل وأمتن العلاقات مع سورية وعلى جميع الأصعدة. وفي زيارة إلى دمشق، أمس، استمرت عدة ساعات بحث المالكي مع الرئيس الأسد الجهود المبذولة لحل أزمة تشكيل الحكومة العراقية، حيث جدد الرئيس السوري موقف بلاده الداعي إلى ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تمثل جميع أطياف الشعب العراقي والتأكيد على وقوف سورية على مسافة واحدة من جميع العراقيين ودعمها لكل ما يتفق عليه أبناء العراق الشقيق.

وجاء في بيان رسمي أن المالكي شكر الرئيس الأسد على مواقف سورية تجاه العراق وحرصها على مساعدة العراقيين في تحقيق الأمن والاستقرار فيه والحفاظ على وحدته أرضا وشعبا، ناقلا عن المالكي تأكيده على حرص القيادة العراقية على إقامة أفضل وأمتن العلاقات مع سورية وعلى جميع الأصعدة بما يتناسب مع حجم العلاقات الشعبية والأخوية التي تربط أبناء سورية والعراق وذلك في جلسة مباحثات حضرها من الجانب السوري رئيس مجلس الوزراء محمد ناجي العطري ومعاون نائب رئيس الجمهورية محمد ناصيف ووزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ووزير النفط سفيان علاو ومدير إدارة العالم العربي في وزارة الخارجية وسفير سورية في العراق نواف الفارس ومن الجانب العراقي وزير النفط حسين الشهرستاني والوفد المرافق للمالكي وسفير العراق في سورية حسين جوادي.

وبحسب مصادر عراقية، فإن الوفد المرافق ضم بالإضافة إلى الشهرستاني مستشار المالكي عبد الحليم الزهيري والناطق باسم ائتلاف دولة القانون حاجم الحسني والناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ.

وقال البيان الرسمي السوري إن الرئيس الأسد استعرض مع المالكي علاقات التعاون بين البلدين وآفاق تطويرها في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية وضرورة العمل على إزالة جميع العقبات التي تعترض التعاون الثنائي وأهمية البحث عن آفاق تعاون جديدة تعزز العلاقات الأخوية بين الشعبين وتخدم مصالحهما المشتركة وأنه جرى التأكيد خلال المباحثات على أهمية البعد الاستراتيجي في العلاقات الثنائية بين دول المنطقة وضرورة تطوير التعاون الاقتصادي بين هذه الدول وصولا إلى تكتل اقتصادي إقليمي يلبي تطلعات شعوب المنطقة ويخدم أمنها واستقرارها. واقتصر برنامج زيارة المالكي إلى دمشق على لقائه الرئيس الأسد ورئيس وزرائه محمد ناجي العطري ثم مأدبة غداء غادر بعدها فورا إلى العراق. ونفت مصادر بعثية عراقية في دمشق ما تناقلته وسائل الإعلام عن احتمال لقاء المالكي مع بعثيين، وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الأنباء محض كلام إعلامي لا أساس له على أرض الواقع، فليس هناك اتصالات بين البعثيين في دمشق والمالكي.

وتأتي زيارة المالكي إلى دمشق بعد قطيعة استمرت لأكثر من عام على خلفية توجيه حكومة المالكي اتهامات لسورية بإيواء عراقيين ضالعين في تفجيرات وقعت في بغداد في أغسطس (آب) 2009 أسفرت عن سقوط أكثر من 100 قتيل، الأمر الذي رفضته سورية، معربة عن أسفها أن تصبح العلاقات مع العراق رهنا لخلافات داخلية وأجندات خارجية. وكان الرئيس الأسد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أعربا يوم الاثنين الماضي عن القلق حيال تأخر تشكيل الحكومة في العراق، وقال الأسد إن «الأولوية في هذه الأيام للموضوع العراقي.. ومن الطبيعي أن يكون لدى الدول المجاورة للعراق قلق وأمل في الوقت نفسه من أي تغيير يحصل في العراق لأنه يؤثر فينا سلبا أو إيجابا بحسب الوضع في العراق سياسيا أو أمنيا».