في مؤتمر ثقافة الأطفال ببغداد.. عراقيون يركزون على النظري وغربيون على العملي

خبراء سويديون ينظمون ورشة عمل لتلاميذ مدارس في متنزه الزوراء

TT

بينما اقتصرت مشاركة العراق في المؤتمر الدولي الأول لثقافة الأطفال الذي افتتح في بغداد أول من أمس، على تقديم بحوث نظرية فقط، أصر خبراء أوروبيون على الجانب العملي، مؤكدين أنهم جاءوا لأجل تقديم شيء للطفل العراقي، مما أجبر القائمين على هذا المؤتمر على استضافة أطفال من بعض مدارس بغداد وإشراكهم في ورش عمل ميدانية قادها الخبراء الأجانب بشكل شخصي أمس.

الباحث العراقي علي الفواز الذي أدار جلسات البحوث، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الخبراء الغربيين ركزوا على موضوع تطبيق النظريات وعدم الاكتفاء بإلقائها، حيث قدمت الباحثة السويدية هلينا روم دراسة بعنوان الإحساس بالسعادة عن برنامج تعليمي للأطفال الذين عانوا الحروب. أما ليزا رانسترونغ، فقدمت بحثا حول الزراعة مع الأطفال وقامت بعقد ورشة مع الأطفال وتطبيق نظريتها عمليا، كما عقدت ورشة عمل بين الفنان جعفر طاعون والكاتب السويدي هانز بيونكلي. أشرف الوفد السويدي على تنظيم ورشة عمل مع الأطفال العراقيين في متنزه الزوراء.

وكان حفل افتتاح المؤتمر بمقر دائرة ثقافة الأطفال في بغداد قد شهد عروضا فنية لأطفال من مختلف الأعمار ومسرحيات، وأكد مدير إعلام وزارة الثقافة العراقية وائل الغريري، أن العروض تنوعت ما بين فعاليات لمدرسة الموسيقى والباليه، وأيضا عزف منفرد لموسيقيين عراقيين، وكذلك عرض موسيقي للفرقة السيمفونية العراقية بقيادة قائد الأوركسترا العراقي كريم وصفي، ومعارض لرسوم الأطفال، ومسرحيات، ومعارض للكتب خاصة بقصص الأطفال وثقافتهم.

وحول سبب قلة عدد الدول المشاركة في هذا المؤتمر الدولي، خاصة أن وزارة الثقافة وجهت دعوات لعشرات الدول العربية والأجنبية لم يحضر منها سوى ثمان، قال وكيل وزارة الثقافة العراقية الأقدم جابر الجابري إن «السبب الرئيسي هو ضعف التنظيم، وخاصة أنه المؤتمر الأول الذي ينظمه العراق في هذا المجال، لم تسبقه عملية إعداد مناسبة، وهنا لا يمكننا العتب على الدول التي وُجِّهت لها دعوات ولم تلب لأن الخلل من جانبنا». وحذر الجابري من مغبة استمرار فقدان الطفولة في العراق «بسبب استمرار سياسات التهميش وعدم الاهتمام بقلة التخصيصات وانعدام استراتيجيات معنية بتنمية الطفل ثقافيا، وخطط لتوجيه قدراته في اتجاه الأمور الإيجابية لتكون بديلا عن ظاهرة العنف التي نحن سببها أصلا كآباء وكمجتمع وجهات معنية».