قذاف الدم لـ«الشرق الأوسط» معلقا على قمة سرت: ما حدث سوء فهم وليس سوء تفاهم

قال إن طرابلس ترغب في التوافق والإجماع ولم تفرض التغيير

TT

في تعليق على الجدل الذي ثار بشأن القمة الاستثنائية العربية الأخيرة في سرت والاعتراضات على مشروع إصلاح النظام العربي، قال أحمد قذاف الدم المبعوث الخاص للرئيس الليبي معمر القذافي: «ليبيا لم تفرض التغيير والتطوير على أحد، وإنما ترغب في التوافق والإجماع لوضع آلية لتنفيذ القرارات»، وأضاف قذاف الدم في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «يجب أن لا يكون هناك خلاف على التطوير، لأننا متفقون على أن لا نراوح مواقعنا، خاصة أن هناك مراوحة وواقعا جامدا منذ سنوات، والجميع يؤكد ذلك ويؤمن بضرورة التغيير. ولذا، كانت القمة العربية الثانية في سرت، وإلا لماذا التقينا». وكانت مصادر عربية واسعة الاطلاع أبلغت «الشرق الأوسط» (عدد الثلاثاء) أن دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء قطر، بالإضافة إلى المغرب والأردن رفضت مشروع إصلاح النظام العربي، غير أن المشروع أقر من قبل رئاسة القمة والأمانة العامة للجامعة من دون أن تتم مناقشته والموافقة عليه من جميع الأعضاء.

كما كانت المندوبية الدائمة للسعودية لدى جامعة الدول العربية، قد طالبت الأمانة العامة للجامعة بالعمل على تحقيق الإجماع لصيغة القرار الصادر عن قمة سرت الاستثنائية بشأن تطوير منظومة العمل العربي المشترك، بدلا من الانقسام حوله، وقالت إن حكومة السعودية سبق أن أبلغت الأمانة العامة للجامعة بعدم موافقتها على هذا القرار، وأنها لا تلتزم به أو بأي نتائج تترتب عليه، وأشارت إلى أن دولا عربية كثيرة أبلغت الأمانة العامة بهذا المضمون نفسه، متسائلة: «على أي أساس ترغب الأمانة العامة في الاستمرار في تنفيذ هذا القرار». وقال قذاف الدم إن «هناك سوء فهم وليس سوء تفاهم حول الموقف العربي من التطوير، والجميع يدرك أن هناك قرارات كثيرة ومهمة في الأدراج، ولم تر النور منذ سنوات، وهو الأمر الذي دعا الجميع للبحث عن آلية التنفيذ. وبالفعل، ما طرحناه هو آلية لتنفيذ القرارات وإطار نعمل من خلاله وبوتيرة تتواكب مع المتغيرات السياسية المتسارعة من حولنا، وإذا لم تنفق على وسائل التنفيذ، كيف إذن سنتحرك للأمام؟»، وأضاف المبعوث الليبي: «الجمود في عالم يتغير سيؤدي إلى كارثة أو إلى الانتحار، ولهذا حاولنا التجاوب مع متطلبات العصر، والشعوب العربية، وفى الوقت نفسه، حاولنا أن لا نعود للوراء. وبالتالي، ليس من مصلحة العرب جميعا العيش في حالة الانقسام، لأننا نعانى من مخاطر هذا الوضع. ومن مصلحة الأمة العربية أن تكون موحدة، وأن تلتقي في تحركها عبر توافق يحقق مصالح الجميع». وقال أحمد قذاف الدم: «نحن على ثقة بأن الأخ عمرو موسى قادر على إحداث حالة التوافق الذي نسعى إليه جميعا». كما أكد قائلا: «في النهاية نحن لا نفرض شيئا على أحد، ومن حق أي طرف عربي أن يطرح وجهة نظره وأن يدافع عنها».