ملصق كرتوني أميركي يصور أوباما انتحاريا إسلاميا ورجل عصابة

عشية وصول زوجة الرئيس إلى الولاية نشر إعلان يحمل صورا عنصرية له

TT

عشية وصول السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما إلى ولاية كولورادو، ظهر ملصق إعلاني كارتوني ضخم يصور زوجها الرئيس الأميركي باراك أوباما بصورة عنصرية أثارت ضجة في الولايات المتحدة.

ويجسد الملصق الرئيس أوباما في 4 شخصيات هي: انتحاري إسلامي على رأسه عمامة، ورجل عصابات أشبه بزعماء المافيا، ومكسيكي، وشاذ جنسيا. ويحمل هذا الملصق الصفات الأربع التي يتم اتهام أوباما بها، إذ أن اليمينيين في البلاد يتهمون أوباما بأنه يدعم المتطرفين الإسلاميين أو على الأقل لا يواجههم بالشدة المطلوبة، كما أن هناك أصواتا مثل المذيع الأميركي اليميني راش ليبمو يروجون بأن أوباما قد يكون مسلما، الأمر الذي يثير مخاوف العنصريين في البلاد. كما أن الإشارة إلى أوباما بأنه رجل عصابة تشير إلى اتهامات له بأنه غير شديد على الجريمة في البلاد. أما الإشارة إلى المكسيكيين فهي مرتبطة بجهود أوباما في إصلاح قوانين الهجرة في البلاد. ويتهم اليمينيون أوباما بأنه يساير الشواذ بسبب جهوده بجعل الشواذ قادرين على الخدمة علنا في الجيش الأميركية.

ويأتي الملصق في وقت تثار فيه مشاعر العداء والتخويف من أجل التأثير على الناخبين الأميركيين قبل انتخابات الكونغرس في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وكتبت في أعلى هذا الملصق الكاريكاتوري الملون عبارة «صوتوا للديمقراطيين»، ولكن تم التلاعب بأحرفها بحيث يصبح معناها بالإنجليزية «صوتوا للجرذ». وعلق الملصق الضخم عند تقاطع طرق في بلدة غراند جانكشن في ولاية كولورادو غرب الولايات المتحدة وجذب أنظار وسائل إعلام من العالم أجمع. واعتبرت مارتيل دانييلز المسؤولة المحلية في الحزب الديمقراطي أن هذا الملصق «أقل ما يقال عنه أنه مقيت، وهو ينم عن عدم احترام». وشددت المسؤولة المحلية على طابعه «العنصري والمعادي للمثليين جنسيا».

وتحت الرسوم الكاريكاتورية الأربعة للرئيس ظهرت في الملصق جرذان يحمل أحدها اسم إدارة الضرائب (آي آر إس) وآخر اسم وكالة حماية البيئة (أي بي إيه) وثالث اسم الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي). وسارع الحزب الجمهوري للابتعاد عن هذا الملصق، خشية من رد فعل الناخبين لإثارة العنصرية في البلاد. وأكد تشاك بابست المسؤول الجمهوري في المدينة في تصريح لصحيفة محلية أن الملصق عمل سيئ. وقال «إنه مستهجن وينم عن عدم احترام»، مشددا على أن «الاستهزاء بشخص ما بهذه الطريقة هو عمل صبياني». ويهيمن على مقاطعة ميسا حيث تقع مدينة غراند جانكشن الجمهوريون ولا سيما المحافظون الذين لا تنفك أعدادهم تتزايد، كما تضم المقاطعة عددا كبيرا من منظمات المحافظين المتشددين المنضوين في إطار ما يعرف بحركة «حفلة الشاي»، التي تعتبر المرشحة السابقة للحزب الجمهوري سارة بالين من أبرز القياديين فيها.

وهذا الملصق رسمه الفنان بول سنوفر الناشط في الكثير من المواقع الإلكترونية التابعة لحركة «حفلة الشاي». وقال الرسام لصحيفة محلية إنه لا يحق له الإفصاح عمن دفع له المال لقاء إنجاز هذا الملصق، لكنه قال إنه رسمه للتعبير عن رفضه لسياسات أوباما والمطالبة بعدم تدخل الحكومة في شؤون الناخبين. بدوره قال رجل الأعمال دنيس لوكاس مالك المكان الذي علق فيه الملصق إنه لا يمكنه الكشف عمن استأجر منه المكان لتعليق الملصق.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض أوباما فيها لتصوير عنصري أو اتهامات له بالتقرب من الإسلاميين، ولكنها المرة الأولى التي يتم فيها وضع إعلان مدفوع الثمن مثل هذا. ويذكر أن قانونا أميركيا يسمح للمتبرعين أن يخفوا هويتهم في دفع تكلفة إعلانات انتخابية، مما زاد من طبيعة الإعلانات المسيئة في الآونة الأخيرة وقبل الانتخابات.

ولم يتضح أمس إذا كان الملصق سيزال قبل توجه ميشيل أوباما إلى الولاية من أجل دعوة الناخبين للتصويت لصالح الديمقراطيين الذين يبذلون جهودا كبيرة لحماية أغلبيتهم في مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين.