أوجلان يمهل تركيا حتى نهاية أكتوبر لتحديد موقفها من السلام.. أو سيتخلى عن دوره

قيادي في القوات الشعبية لـ«الشرق الأوسط»: لم يعد هناك مبرر لوقف القتال مع أنقرة

TT

أكد زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل حاليا في سجن إيمرالي بتركيا أنه «إذا لم توضح الحكومة التركية موقفها الرسمي من مبادرات السلام التي أطلقها حزبه قبل نهاية الشهر الحالي، فإنه سيتخلى عن دوره في الإسهام بحل القضية الكردية في تركيا، وسيترك الأمر لقيادة القوات الشعبية (الجناح العسكري) للحزب لتقرر كيفية التعامل بهذا المجال».

جاء ذلك في تصريحات نقلتها وكالة «فرات» الكردية المقربة من الحزب الكردستاني عن محامي الزعيم الكردي، عبد الله أوجلان، أثناء زيارتهم له في سجن إيمرالي. وأشار أوجلان إلى أنه «في عام 2006 تلقى دعوات من أطراف عدة لإقناع قيادة القوات الشعبية بوقف القتال وإعلان الهدنة مع تركيا بغية إتاحة الفرصة لتحقيق السلام وإنهاء النزاع المسلح، ولكن ظهر أن تلك الدعوات كانت مجرد (مؤامرة)، حيث واصل الجيش التركي عملياته العسكرية التي قتل خلالها الكثير من أعضاء الحزب، ولذلك فسوف لن أشترك في هذه اللعبة بعد الآن»، مضيفا: «سبق وأن أعلنت أن حل القضية الكردية يكمن في اتفاقين، أمني وديمقراطي، ولذلك بعثت برسالتين إلى الحكومة التركية وقيادة القوات الشعبية، ولكني لم أتسلم أي رد منهما، ولذلك فإنني سأنتظر إلى نهاية الشهر الحالي، وإلا فسأترك الأمر لقيادة القوات الشعبية لتقرر ما تراه مناسبا للتعامل مع القضية الكردية».

ووجه أوجلان انتقادات عنيفة إلى المجتمع الدولي لعدم الاكتراث بالقضية الكردية وحل الصراع الدائر في تركيا.

وفي اتصال لـ«الشرق الأوسط» مع مسؤول المكتب الإعلامي لقيادة القوات الشعبية، فرحان عمر، أكد أن «القيادة العسكرية للحزب أصيبت، بدورها، بالإحباط جراء الموقف التركي المتعنت من مبادرات السلام، فحتى الآن ورغم جميع مبادراتنا السلمية لم نتلق أي استجابة من الحكومة التركية بشأن دعوات السلام، بل إن الحكومة التركية تستغل مبادراتنا لحشد المزيد من القوات على الحدود وشن المزيد من الهجمات العسكرية على مواقعنا ومقاتلينا، وفي ظل هذه السياسة المتعنتة لن يكون هناك أي مبرر لوقف القتال معها».

وأشار القيادي الكردستاني إلى أنه «في الوقت الذي أبدى فيه حزبنا استعداده الكامل لإنهاء الصراع المسلح في تركيا، واصلت الحكومة التركية ملاحقتها الشباب الكردي وأودعت الآلاف منهم إلى السجون، فمن بين 170 ألف سجين في تركيا هناك 88 ألفا من المواطنين الكرد، ويفترض أن يتساءل المرء عن سبب وجود هذا العدد الكبير من الشعب الكردي في السجن، هؤلاء السجناء لا ذنب لهم سوى أنهم يريدون تحقيق حقوقهم القومية المشروعة بالتحدث بلغتهم ورعاية ثقافتهم القومية المميزة عن الأتراك الذين يدعون أنهم إخوة للكرد في تركيا».

وحول ما إذا كان تفويض زعيم الحزب لقيادة القوات الشعبية سيؤدي إلى استئناف القتال وإنهاء الهدنة، قال عمر: «لقد أكدنا رغبتنا في تحويل الهدنة المؤقتة الحالية إلى هدنة دائمة في حال تلقينا استجابة من الحكومة التركية، خصوصا وقف عملياتها العسكرية ضدنا وإطلاق سراح السجناء السياسيين، وهذان المطلبان هما الأساسيان لنا، ولكن كما رأينا فإن الحكومة التركية سعت لدى البرلمان إلى تمديد التفويض الخاص بشن عمليات عسكرية خارج الحدود التركية أي اختراق مجدد لأراضي إقليم كردستان العراق، هذه السياسة لا تخدم جهود السلام في البلاد، لذلك سوف لن يبقى أي مبرر لتمديد الهدنة مرة أخرى، ومع ذلك فنحن في انتظار نهاية الشهر لنعرف الخطوات الجديدة للحكومة التركية، عندها سنبحث في جميع الخيارات المتاحة أمامنا».