المغرب يفكك شبكة دولية للاتجار بالمخدرات ويلقي القبض على 34 عنصرا بينهم أجانب

وزير الداخلية المغربي: «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» تقدم الدعم لنقل المخدرات بمنطقة الساحل

TT

أعلن الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية المغربي، أنه تم إلقاء القبض على 34 عنصرا من عناصر شبكة دولية للاتجار في المخدرات، يعد أحدهم العقل المدبر للشبكة داخل المغرب، والذي كان يعمل بالتنسيق مع المسؤول عن نفس الشبكة بمالي المعتقل حاليا بباماكو، وكلاهما من جنسية إسبانية.

وكانت مصالح الأمن المغربية أعلنت الأسبوع الماضي أنها تمكنت من تفكيك شبكة خطيرة لترويج المخدرات القوية مثل الكوكايين، ومخدر «الشيرا»، وتصديرها إلى أوروبا بواسطة وسائل النقل البرية والبحرية والجوية، وأن الشبكة لها امتدادات بأميركا اللاتينية وأوروبا وأفريقيا، و تعمل بتواطؤ مع عناصر «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي».

وأشار الشرقاوي خلال لقاء صحافي عقد أمس بالرباط، إلى أن التحريات أظهرت أنه خلال الفترة الممتدة بين شهري مارس(آذار) وأغسطس (آب)، الماضيين، تمكنت هذه الشبكة من إنجاز ثماني عمليات تهريب لكمية إجمالية تفوق 600 كيلوغرام من الكوكايين إلى المغرب، عبر الحدود الجزائرية والموريتانية. مشيرا إلى أنه تم حجز كميات من الكوكايين ومخدر «الشيرا» ومجموعة من السيارات وقنابل مسيلة للدموع، فضلا عن مبالغ مالية مهمة من العملة الأجنبية وبالدرهم، كما أن هذه الشبكة عملت على إحداث شركات وهمية بعدد من الدول بهدف تبييض الأموال وتهريبها.

وأوضح الشرقاوي أن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تقدم الدعم اللوجيستيكي للشبكة، وتؤمن نقل المخدرات بمنطقة الساحل، حيث يتم جلب المخدرات من طرف مهربين من أميركا اللاتينية وتحديدا من كولومبيا وفنزويلا إلى شمال مالي، حيث يتم تخزينها، ومن ثم تقوم عناصر «القاعدة» بتأمين نقل هذه المخدرات في رحلتها عبر صحراء مالي وموريتانيا والجزائر نحو الحدود مع المغرب، قصد ترويج كميات منها بالداخل وتصدير الباقي إلى أوروبا.

وقال الشرقاوي إلى إن عناصر «القاعدة» قاموا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بنقل شاحنة محملة بالوقود إلى مكان رسو طائرة من نوع «بوينغ» كانت قد استعملت في جلب العديد من الأطنان من الكوكايين من فنزويلا إلى شمال مالي، حيث تفرض «القاعدة» سيطرتها، وبعدما فشلت الطائرة في الإقلاع بسبب نوعية الوقود الرديء، قامت الجماعات الإرهابية بحرقها. وأضاف أن «العناصر الإرهابية وبحثا منها على تحصيل الأموال الضرورية لتمويل أنشطتها الإرهابية، تستبيح كل الوسائل المتاحة، وتستثمر درايتها بالمسالك الصحراوية الوعرة، وتوفرها على الأسلحة، ووسائل النقل المناسبة، بهدف توفير الحماية اللازمة لأباطرة المخدرات في تنقلاتهم في منطقة الساحل بالصحراء».

وأوضح وزير الداخلية المغربي أنه في «إطار سعيها إلى إيجاد طريق آمن لتهريب الكوكايين اتجاه الجزر الأيبيرية وأوروبا، نسجت هذه الشبكة علاقات وطيدة مع مهربي مخدرات مغاربة من أجل تصدير الكوكايين ومخدر الشيرا عبر البحر، أو باستعمال طائرات صغيرة كانت تخرق المجال الجوي المغربي مرات عدة، وصلت إلى 20 مرة خلال العام الحالي، خاصة في المناطق الشمالية انطلاقا من إسبانيا والبرتغال».

ودعا الشرقاوي الدول المعنية إلى «فتح جسور التعاون وتقويتها في المجال الأمني وبلورة استراتيجيات موحدة واستباقية ووقائية درءا للمخاطر التي تحدق بها». مستدلا بالخطر الذي أصبح يتهدد أمن وسلامة المواطنين الأجانب الموجودين بالمنطقة، حيث يصبحون عرضة للأسر كرهائن يقتلون أو يستعملون كوسيلة ضغط للحصول على أموال فدية تستغل في شراء الأسلحة وتمويل الجماعات الإرهابية.

وأشار الشرقاوي إلى أن مافيا المخدرات لا تترد في تصفية الحسابات مع بعض عناصرها عن طريق الاختطاف والاحتجاز أو القتل في بعض الأحيان بطريقة وحشية، كما حدث لمواطن من جنسية كولومبية «تم اغتياله وتقطيع جثته بمدينة باماكو من طرف أعضاء الشبكة». على حد قوله.