الصومال: اختطاف عامل إغاثة بريطاني على يد مسلحين مجهولين

ميليشيات «أهل السنة» تسيطر على بلدة عدادو بوسط البلاد

TT

اختطف مسلحون مجهولون، أمس، اثنين من عمال الإغاثة، أحدهما أجنبي يحمل الجنسية البريطانية، في أحدث هجوم على عمال الإغاثة في البلاد. ووقعت عملية الاختطاف في مدينة «عدادو» بوسط الصومال. وأفادت الأنباء بأن المخطوفين هما موظف إغاثة زيمبابوي يحمل الجنسية البريطانية، وموظف صومالي، كانا يعملان لصالح منظمة «سيف ذا تشيلدرن» الخيرية البريطانية. وقال شهود عيان في مدينة «عدادو» إن نحو 10 رجال مسلحين اقتحموا مكان إقامة الرجلين، واقتادوهما إلى جهة مجهولة. وأكدت منظمة «سيف ذا تشيلدرن» خطف اثنين من موظفيها بوسط الصومال، وقالت المنظمة في بيان «يمكننا تأكيد خطف مسلحين صوماليين اثنين من أفراد طاقمنا في بلدة صومالية بالقرب من الحدود مع إثيوبيا». وأضاف البيان «حتى الآن ليست لدينا أي معلومات أخرى عن مكان وجودهما أو حالتهما الصحية».

وقد جاء على لسان مصادر إنسانية أن رجالا مدججين بالأسلحة كانوا يستقلون ثلاث سيارات على الأقل اقتحموا نحو الساعة 23.00 بالتوقيت المحلي مكاتب الفرع البريطاني لمنظمة «سيف ذا تشيلدرن» غير الحكومية في عدادو (وسط الصومال). واقتاد الخاطفون المستشار الأمني الذي يعمل للمنظمة ومرافقه الصومالي باتجاه هوبيو، أحد معاقل القراصنة الصوماليين على ساحل المحيط الهندي. ولم يبد رجال الأمن أي مقاومة، ولم يحصل تبادل لإطلاق النار. وحاولت قوات شرطة عدادو مطاردة الخاطفين عبثا على طول 35 كلم باتجاه الساحل. وأكدت الناطقة باسم «سيف ذا تشيلدرن» آنا فورد الحادث، وقالت إن المنظمة «تؤكد خطف مسلحين اثنين من طاقمها الليلة الماضية». وأضافت «ليس لدينا مزيد من المعلومات». وأكدت مصادر إنسانية عدة في نيروبي أن المستشار المخطوف يحمل الجنسية البريطانية والزيمبابوية. واكتفى مصدر دبلوماسي بريطاني بالقول «تبلغنا تلك المعلومات، ونحقق في القضية». وأعربت المنظمة عن قلقها الشديد إزاء خطف موظفيها في الصومال، وطالبت بالإفراج الفوري عن المختطفين، واحترام العمل المحايد وغير المنحاز للعاملين الإنسانيين، وتمكينهم من القيام بعملهم الإنساني». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاختطاف حتى الآن، كما أن الخاطفين لم يعلنوا بعد عن مطالبهم، لكن شهود عيان أكدوا أن المسلحين نقلوا الرهينتين إلى منطقة تسيطر عليها حركة الشباب المعارضة. وغالبا ما تقوم الميليشيات القبلية والمسلحون بخطف الأجانب العاملين في مجال الإغاثة بهدف الحصول على الأموال مقابل إطلاق سراحهم. وقد تزايدت حالات اختطاف العمال الأجانب لوكالات الغوث والصحافيين الأجانب، وموظفي المنظمات الإنسانية في الصومال، خلال السنوات الأخيرة، خاصة المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد، ولا يزال عدد من عمال الإغاثة الأجانب محتجزين من قبل ميليشيات صومالية مسلحة، وبسبب تزايد الهجمات وعمليات الاغتيال والاختطاف تم نقل الكثير من موظفي الإغاثة الأجانب من مناطق بوسط وجنوب البلاد.

على صعيد آخر، استولت ميليشيات تابعة لجماعات الطرق الصوفية المعروفة باسم «أهل السنة والجماعة» الموالية للحكومة الانتقالية على مدينة «عدادو» نفسها، وهي المدينة التي وقع فيها حادث اختطاف عمال الإغاثة. وقد دخلت الميليشيات الصوفية، التي يقودها زعيم الحرب السابق عبدي شكري، المدينة بعد قتال مع ميلشيات قبلية في المنطقة، أسفر عن مصرع 8 أشخاص وإصابة عشرات آخرين. وقال متحدث باسم منظمة أهل السنة والجماعة إن الهجوم كان يستهدف القضاء على وجود مسلحي حركة الشباب في المنطقة. وكانت مناطق وسط الصومال ساحة معارك بين جماعة أهل السنة الموالية للحكومة الصومالية، وحركة الشباب المجاهدين التي تتهم أهل السنة بأنها مدعومة من قبل إثيوبيا ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه). وفي المدينة ذاتها يحتجز زوجان بريطانيان منذ نحو سنة هما المتقاعدان بول وراشيل شاندلر (60 و56 سنة) بعدما خطفا من على متن يختهما في 23 أكتوبر (تشرين الأول) في المحيط الهندي قرب سواحل سيشل. والزوجان شاندلر محتجزان في ظروف صعبة، وقد وجها نداءات لمساعدتهما.

على صعيد آخر.. قتل 5 أشخاص وأصيب 9 آخرون في مدينة حراطيري (450 كم شرق مقديشو) بنيران مقاتلي جماعة الحزب الإسلامي التي تسيطر على المدينة. ووقع الحادث عندما دعا مقاتلو الحزب السكان لمشاهدة تنفيذ حكم بالجلد تعزيرا على شاب قالت إنه أدين بتحميل أفلام خليعة على هاتفة النقال، وهو أمر منعته سلطات الحزب الإسلامي. وبدأ بعض السكان الغاضبين من حكم الجلد في رمي المقاتلين بالحجارة لمنع تنفيذ الحكم، لكن تحول الأمر إلى مأساة عندما فتح مقاتلو الحزب النار على المحتجين، مما أدى إلى مصرع 5 أشخاص من بينهم امرأة حامل، وإصابة 9 آخرين بعضهم أطفال، كما أصيب آخرون بجروح مختلفة بسبب التدافع الذي وقع بعد إطلاق النيران. وهز الحادث المدينة، وفرضت سلطات الحزب حظر التجوال على السكان، ولا يزال التوتر يخيم على المدينة حتى الآن. ويعد هذا الحادث هو الأول من نوعه الذي يقوم فيه السكان المحليون بالاحتجاج ضد أحكام أصدرها المسلحون الإسلاميون. في هذه الأثناء، لا يزال التوتر يخيم على مدينة بلدوين عاصمة إقليم هيران بوسط الصومال، بعد توغل قوات إثيوبية إلى بلدات حدودية في الإقليم، وتدعم القوات الإثيوبية مئات من قوات الحكومة الصومالية التي تسعى إلى استعادة مدينة بلدوين من قبضة مقاتلي حركة الشباب المجاهدين. وأفاد شهود عيان بأن القوات الصومالية والإثيوبية المشتركة والمزودة بالدبابات والمدرعات دخلت بلدتي «كلابير» و«بور قولا» القريبتين من بلدوين. وتنتاب المخاوف سكان مدينة بلدوين من اندلاع قتال بين الطرفين.