إسرائيل توجه رسالة طمأنة عبر فرنسا إلى لبنان بعدم المس بنجاد

يهود متزمتون في القدس يناصرون الرئيس الإيراني ضد الحكومة الإسرائيلية

TT

أصدرت حركة «ناطوري كارتا» الإسرائيلية الأرثوذكسية بيانا رفضت فيه رد الفعل الإسرائيلي على زيارة الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، إلى لبنان واعتبرت الزيارة «مظاهرة ضرورية لإفهام الحكومة الصهيونية الإسرائيلية بأن هناك من يقلم أظافرها في هذا الكون».

ومع أن هذه الحركة تعتبر هامشية في المجتمع الإسرائيلي، حيث إنها تضم فقط بضعة آلاف من اليهود المتدينين المتزمتين دينيا والمعادين للحركة والآيديولوجية الصهيونية سياسيا، إلا أن بيانها أزعج الكثيرين من الإسرائيليين. وقالت الحركة في بيانها، إنها تتمنى أن يلقي أحمدي نجاد الحجارة على إسرائيل، ولكنه «وإن لم يفعل، فإننا نحن في القدس سنلقي الحجارة على الصهاينة ودولتهم السارقة والقاتلة. ففي القدس أيضا، هنالك اليهود مؤمنون وأمناء لهذه المدينة، سوف يلقون الحجارة على المكاتب الحكومية الصهيونية، ونعلن باسم الشعب اليهودي بأسره، معارضتنا لوجود سلطة متمردة وكافرة كدولة إسرائيل، التي نتمنى ونرغب وندعو الله أن نراها مدمرة نهائيا وقريبا».

وكان عدد من نشطاء جماعة «ناطوري كارتا» قد تظاهروا، أول من أمس، في القدس ردا على المظاهرة التي أقامها مئات الإسرائيليين على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية قرابة الشريط الحدودي، بتنظيم من نائب وزير التطوير الإقليمي وعضو الكنيست من حزب الليكود يوب قرا، احتجاجا على زيارة الرئيس الإيراني إلى لبنان.

من جهة ثانية، تواصلت ردود الفعل الإسرائيلية على زيارة نجاد، أمس، فكشف النقاب عن أن الحكومة الإسرائيلية، وبعد تردد وتلبك كبيرين، توصلت إلى قناعة بأن أي تصرف منها ضد الزيارة سيفيد فقط الرئيس الإيراني وحلفاءه في لبنان والعالم. ولذلك، قررت في آخر لحظة أن تواجه هذه الزيارة بالصمت، بدعوى أن ما سيقوله نجاد سيدينه أمام العالم ويفيد إسرائيل من دون أن تبذل أي جهد. وكشفت مصادر إسرائيلية عليمة، أمس، لإذاعة الجيش الإسرائيلي أن الحكومة الإسرائيلية وجهت رسالة طمأنة إلى الرئيس اللبناني عبر فرنسا والولايات المتحدة والأمم المتحدة تقول فيها إنها لن تقدم على أي نشاط ضد زيارة أحمدي نجاد، مع أنها لا تحب هذه الزيارة وتعتبرها استفزازية.

وقالت مصادر إسرائيلية رفيعة للمراسلين السياسيين في الصحف الإسرائيلية، أمس، إن هذه الزيارة ستتحول إلى بوميرانج، أي سترتد إلى نحر صاحبها (الرئيس الإيراني وحزب الله اللبناني)، لأن تصريحاته التي حسب أنها ستقوي حزب الله، عادت عليه بالسوء. وكتب محررا الشؤون العربية في صحيفة «هآرتس»، في سخاروف وعاموس هرئيل، أمس، أن حزب الله الذي كان يطمح إلى أن يجند إلى جانبه قوى سياسية لبنانية أخرى، يبدو كمن يخسر هذه القوى اليوم لأن مظاهرة القوة التي نفذها أحمدي نجاد أفزعت كثيرين من اللبنانيين وأدت إلى انفضاض الكثيرين منهم عنه.