مسؤول إماراتي: أجهضنا مساعي كندا للحصول على مقعد في مجلس الأمن

نزاع على تسيير رحلات الطيران يتحول إلى أزمة بين البلدين

TT

أكد مسؤول إماراتي أن بلاده أجهضت المساعي التي قامت بها كندا للحصول على أحد مقاعد مجلس الأمن غير الدائمة، في أحدث ضربة للعلاقات التي ساءت في أعقاب النزاعات على مسارات الخطوط الجوية وذلك وفقا لـ«أسوشييتد برس»، بينما قال بيتر فان لون، وزير التجارة الكندي، لـ«رويترز»: إن كندا لم تتخذ بعدُ قرارا نهائيا برفض طلب الإمارات العربية المتحدة زيادة حقوق الهبوط لشركتي الطيران.

تأتي المعارضة الإماراتية في أعقاب الشكاوى المريرة من الرفض الكندي للسماح بالمزيد من الرحلات لشركتي طيرانها: الإمارات والاتحاد. كما تجبر حكومة أبو ظبي كندا أيضا على إخلاء القاعدة الجوية التي تستخدمها في توصيل الإمدادات للقوات الكندية في أفغانستان. كانت كندا قد انسحبت من السباق على مقعد في مجلس الأمن بعد أن حلت تالية لمنافستيها خلال الجولات الأولى من التصويت. وينظر إلى الهزيمة على أنها انتكاسة لإحدى القوى الاقتصادية لمجموعة السبع. وكانت كندا قد انسحبت من السباق بعد أن حلت خلف منافستيها ألمانيا والبرتغال. ورفضت الدول الـ57، الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، والهند، التي كانت أوتاوا تعول عليها كثيرا، التصويت لمصلحة كندا. وهذه هي المرة الأولى منذ إنشاء الأمم المتحدة التي تتعرض فيها أوتاوا للإهانة من جراء الفشل في الترشح. وتعود أسباب عدم حصول كندا على أصوات الدول الإسلامية إلى أن كندا لم تخاطب منظمة المؤتمر الإسلامي بهذا الخصوص، حسب تصريحات سكرتير الدولة البرتغالية للشؤون الخارجية جواو غوميز غرافينو، الذي فازت بلاده في الترشح، والذي أكد أن بلاده خاطبت منظمة الدول الإسلامية، وأن «كندا لم تقم بالخطوة نفسها». يُذكر أن ألمانيا وجنوب أفريقيا والهند وكولومبيا والبرتغال قد ترشحت للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن في الوقت الذي لم تترشح كندا.

وأوضح المسؤول الإماراتي أن المعارضة جاءت نتيجة لسياسات كندا الحمائية والاعتقاد أن كندا لا تساند القضايا العربية في المنطقة كتخفيف الحصار الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة.

ولم يتضح بعدُ مقدار النفوذ الذي مارسته الإمارات ضد كندا في الأمم المتحدة، لكن الدولة الخليجية تتمتع بنفوذ كبير خارج حدودها الصغيرة نتيجة لروابطها التجارية الدولية الواسعة.

كانت الإمارات قد ضغطت بقوة من أجل توسيع الرحلات المباشرة إلى كندا، لخدمة الأسواق الباكستانية والهندية الرئيسية التي تتصل بروابط عائلية وتجارية بارزة مع أميركا الشمالية. وعلى الرغم من تسيير شركتي الإمارات والاتحاد، 3 رحلات أسبوعية إلى كندا، فإنهما تسعيان بقوة إلى توسيع رحلاتهما الطويلة.

لكن شركة الخطوط الجوية الكندية أوضحت أنه لا توجد حاجة لمزيد من الرحلات من الإمارات، وترى أنها قادرة على التعامل مع رحلات جنوب آسيا عبر تحالفاتها مع شركات الطيران الأوروبية.

كان من الواضح أن الفشل في التوصل، يوم الاثنين، إلى اتفاق بشأن شركات الطيران، قد أثر بشكل واضح على اتفاق عسكري مهم؛ حيث أعلنت الإمارات أنها لن تمدد الاتفاقية التي تسمح لكندا باستخدام قاعدة عسكرية كمحطة إمداد لوجيستي لقواتها في أفغانستان، التي يقودها حلف الناتو والبالغ قوامها 2900 جندي. المنشأة العسكرية التي تُعرف باسم «كامب ميراج»، يعتقد، على نطاق واسع، أنها تقع في قاعدة جوية خارج دبي، على الرغم من أن أيا من الدولتين لم تصرح بموقع أي موقع عسكري لمساعدة القوات في أفغانستان. وقال بيتر مكاي، وزير الدفاع الكندي إنه يدرس محاور أخرى في المنطقة لدعم القوات في أفغانستان. وقد أعلنت كندا عن انتهاء مهام قواتها في أفغانستان نهاية العام المقبل. ومن المعروف أن 10 من مقاعد مجلس الأمن الـ15 تشغلها مجموعات إقليمية لمدة عامين، أما المقاعد الخمسة الأخرى فتشغلها الدول دائمة العضوية - بريطانيا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة والصين - التي تملك حق الفيتو.

من جانبها، أوضحت كاثرين لوبير، المتحدثة باسم لورانس كانون، أن وزير الخارجية الكندي تحدث إلى نظيره الإماراتي هذا الأسبوع وأن الوزيرين اتفقا على ضرورة الحفاظ على متانة العلاقات الثنائية بين البلدين.

وقالت في بيان عبر البريد الإلكتروني: «هذه العلاقة التي تعود بالنفع على كلا البلدين تشمل تعاونا تجاريا وسياسيا واقتصاديا ودفاعيا وشؤون الأمن الإقليمي».

وأشارت لوبير إلى أن كندا أدارت حملة تقوم على مبادئ لنيل مقعد مجلس الأمن، وأنها تتخذ موقفا ينطوي على مبادئ في سياستها الخارجية، سواء لقيت استحسانا أم لا. وشددت على أن كندا تتخذ القرارات التي تراها موافقة لمصلحتها.

كانت دولة الإمارات، في إطار هذا الخلاف، قد منعت وزير الدفاع الكندي بيتر مكاي ومسؤولا عسكريا رفيعا من دخول مجالها الجوي أثناء رحلة من أفغانستان.

وكان النزاع بين كندا ودولة الإمارات قد تصاعد بعد أن تقدمت شركتا طيران إماراتيتان، هما: شركة طيران الإمارات بدبي، وشركة الاتحاد ومقرها أبو ظبي، بطلب زيادة عدد رحلاتهما إلى المدن الكندية ولا تزال كندا ترجئ قرارها. وقال مصدر إماراتي: إن كندا تقدم مبررات وتناور لكسب الوقت.