«فينيكس» منقذة عمال تشيلي تستعد لجولة عالمية

جامايكا تعرض عطلة مجانية على مجموعة الـ«33»

TT

إنها البطل الصامت لعملية الإنقاذ المعجزة لـ33 من عمال المناجم في تشيلي لكن «فينيكس»، كبسولة النجاة المعدنية التي رفعتهم من الأعماق، بصدد القيام بجولة عالمية بعد أن أصبحت نفسها معلما مشهورا. وشاهد مئات الملايين حول العالم الكبسولة وهي تصعد مثل الطائر الأسطوري «العنقاء» الذي يخرج من الرماد، حاملة أعضاء «مجموعة الـ33» إلى بر الأمان واحدا تلو الآخر بعد 69 يوما حوصروا فيها تحت الأرض. وقال وزير الداخلية رودريغو هينزبيتر: «لقد طلبوا أخذ الكبسولة في جولة عالمية ضمن معرض مع تسجيل مصور لعملية الإنقاذ». ولا يزيد عرض الكبسولة المطلية بألوان علم تشيلي الأحمر والأبيض والأزرق عن عرض كتفي الرجل، وتبدو مثل صاروخ فضائي صغير. وكانت وكالة «ناسا» الأميركية هي التي قدمت النصح بشأن طريقة تصميمها.

وفي عملية معقدة لكنها ناجحة تمت في صحراء أتاكاما في أقصى شمال تشيلي سحبت الكبسولة التي زودت بمعدات للاتصال وخزانات أكسجين عمال المنجم من عمق 625 مترا وسط الصخور. وعلى مدى عملية الإنقاذ التي استمرت لأقل من 24 ساعة لحقت أضرار بطلاء الكبسولة داخل مخرج النجاة بينما كانت تسحب عمال المنجم و6 من عمال الإنقاذ إلى السطح.

وبعد إنقاذهم جميعا نقلوا إلى مستشفى للخضوع إلى فحوص طبية، قبل أن يسمح لهم جميعا بالخروج عدا اثنين. وقالت الطبيبة باولا نيومان المسؤولة عن الصحة في منطقة أتاكاما «لقد حصلوا جميعا على إذن بالمغادرة، باستثناء اثنين تم نقلهما إلى مؤسسات استشفائية تابعة للجمعية التشيلية للأمن». ولم تكشف نيومان عن هوية العاملين إلا أنها أوضحت أن أحدهما تطلبت حالته متابعة بسبب مشكلة في الأسنان والآخر يتلقى العلاج نتيجة إصابته بعوارض الدوار والغثيان.

وبعد خروجهم من المستشفى، التزم عمال المنجم الصمت بشأن التفاصيل المروعة لمحنتهم. وقال ماريو غوميز، (63 عاما)، وهو أكبر العمال سنا الذين حوصروا تحت الأرض، عندما سئل بشأن تجربة الكوابيس: «لن نتحدث بشأن هذه التجربة». كما قال أريل تيكونا، (29 عاما)، وهو يغادر المستشفى: «نحتفظ بذلك في داخلنا». ويتوقع أن تبرم مع العمال صفقات كتب وأفلام يمكن أن تساعد في معرفة سبب إحجامهم عن كشف الكثير عن هذه التجربة. ودون فيكتور سيجوفيا، عامل المنجم الذي تم إنقاذه، مذكرات يمكن أن تصبح نص كتاب عن تجربتهم. وقال تيكونا: «سننشر كتابا. لدينا مخطط به 33 فصلا يستند إلى التفاصيل التي دوّنها فيكتور. سوف نبحث ذلك في وقت لاحق».

وفي مقابلة مع صحيفة «لا تيرسيرا» المحلية نشرت مع صورة لمفكرته الحمراء الممزقة، قال سيجوفيا: «تأليف كتاب كان الشيء الذي أنقذ حياتي في المنجم». ولضمان السرية في الوقت الراهن، تم إغلاق المذكرات بإحكام». وقال سيجوفيا إنه كان شديد التوتر وقت إنقاذه حتى إنه نسى المذكرات في المنجم وطلب من أحد زملائه أن يحضرها معه في وقت لاحق.

وفي شأن متصل، قالت حكومة جامايكا إنها عرضت على عمال المنجم الذين تم إنقاذهم عطلة مجانية في جاميكا. وذكر بيان أصدرته هيئة الاستعلامات في جاميكا الليلة قبل الماضية أن وزير السياحة أدموند بارتليت أعلن العرض في كينغستون مع رجل الأعمال المحلي البارز رئيس منتجعات ساندالز غوردون ستيوارت. ووصف بارتليت عملية إنقاذ العمال بالمعجزة، مضيفا أن العرض يشمل أيضا زوجات عمال المنجم ورجال الإنقاذ الذين أخرجوا العمال إلى السطح الأسبوع الماضي. وقال ستيوارت: «من اللائق أن نمد يدنا إلى إخواننا وأخواتنا في أميركا اللاتينية الذين تحملوا مثل هذه المحنة ونجوا منها على الرغم من كل الصعاب».