محادثات بين الحكومة الأفغانية وطالبان لتوفير مكان آمن للمفاوضات

البروفسور رباني: المناقشات لا تزال في مراحلها الأولى

TT

بحسب ما ذكره رئيس مجلس السلام الجديد في أفغانستان، فقد ركزت لقاءات أخيرة بين ممثلي حركة طالبان والحكومة الأفغانية، على إيجاد مكان لعقد المزيد من المفاوضات الرسمية، بشأن الحرب وكذلك ضمان لممر آمن للأطراف المشاركة.

وصرح الرئيس الأفغاني الأسبق، الذي اختير رئيسا للجنة، بهدف تعزيز محادثات السلام برهان الدين رباني، خلال مقابلة مساء أول من أمس الجمعة بأن مسؤولا حكوميا أخبره أن ممثلي حركة طالبان عرضوا توفير الأمن إذا عقدت المحادثات في منطقة نفوذهم - أي باكستان - وطالبوا بتوفير جو آمن لهم إذا عقدت المحادثات في كابل أو في دولة أخرى. وأضاف رباني قائلا: «أعتقد أن هذه من أفضل الفرص التي واتتنا لعقد المحادثات».

وعلى الرغم من وجود بعض الاتصالات بين مسؤولين أفغان وحركة طالبان خلال السنوات الأخيرة، فقد ترد تقارير بصورة مستمرة عن بعض اللقاءات الأخيرة غير المعلنة، ويشير ذلك إلى زيادة احتمالات التوجه نحو مفاوضات أكثر جدية.

وعلى الرغم من أن تفاصيل اتصالات الحكومة الأفغانية بحركة طالبان لا تزال سرا بدرجة كبيرة، فقد صرحت قيادات بارزة في حلف الناتو بأن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ساعد قادة حركة طالبان على الذهاب إلى كابل للاجتماع مع الحكومة الأفغانية. وقد أكد الجنرال ديفيد بترايوس، قائد قوات الناتو في أفغانستان، أول من أمس الجمعة، هذا النوع من المساعدة، بحسب ما جاء في تقارير إخبارية. وأضاف في تصريح له بلندن قائلا: «نحن نقوم ببعض التسهيلات في هذا الأمر في حالات خاصة، فدخول أفغانستان والوصول إلى كابل دون علم ورغبة التحالف لن يكون بالأمر اليسير على قائد بارز في حركة طالبان إذا لم يكن (التحالف) مستعدا أو مطلعا على ذلك، مما يعني السماح لذلك بأن يقع».

وبحسب رباني، الذي لم يكشف عن هوية المتمردين الذي سيشاركون في الاجتماعات، لا تزال المناقشات في مراحلها الأولى، وهذا ما صرح به مسؤولون أميركيون وأفغان. لكنه أوضح أن بعض المتمردين عازمون على محاولة الوصول إلى تسوية سياسية للحرب، وقد سرع الدعم الدولي الكبير للمفاوضات من وتيرة هذه العملية.

وصرح رباني قائلا: «يبدو المجتمع الدولي الآن أكثر عزما وإرادة وأكثر اهتماما، كما أن دول المنطقة أكثر اهتماما، مما يساعد على سير العملية. وأرى أن أهم شيء هو بناء الثقة بين الأطراف».

وقال رباني، الذي أطيح به من منصب الرئيس بعد سيطرة حركة طالبان عام 1996، إن الرئيس الحالي حميد كرزاي أخبره بالتزامه بدفع محادثات السلام، قائلا له: «إنني مستعد للمفاوضات ولإيجاد حل سياسي وليس عسكريا للمشكلة». يشار إلى أنه في السابق: «لم يكن المسؤولون الأفغان مهتمين بالحل السياسي».

ويتكون مجلس السلام من 70 شخصية أفغانية بارزة، وقد تشكل هذا الشهر لوضع سياسة لكيفية الاستمرار في المفاوضات، وقد اجتمع أعضاء هذا المجلس مرات قليلة، ولا يزال المجلس يبحث أمر هيكله الإداري. وقال رباني إنه إذا أظهر قادة حركة طالبان جديتهم بشأن التفاوض، فسيتم تفويض مجموعة من مجلس السلام للاجتماع معهم. وأوضح أنه ينبغي توفير الحماية لممثلي الحركة المشاركين في الاجتماع. وقال: «ينبغي أن يشعروا بأن مشاركتهم في المفاوضات لا تعني هلاكهم وينبغي أيضا على الحكومة أن لا تفترض أن المفاوضات لن تسفر عن نتائج».

وأوضح رباني أن حكومة كرزاي اجتمعت بالفعل مع أعضاء شبكة «حقاني» التي تتخذ من باكستان مقرا لها، ويعتقد المسؤولون الأفغان أنها على علاقة وطيدة بالمخابرات الباكستانية، وآخر من يحتمل أن يتصالح مع الحكومة الأفغانية. وقد رفضت حركة طالبان علنا احتمال عقد مفاوضات، ووصفت التقارير التي تتحدث عن عقد اجتماعات سرية بأنها دعاية إعلامية حيث إن شرطها الأساسي لعقد محادثات السلام هو جلاء جميع القوات الأجنبية عن أفغانستان.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»ش