اليمن: مواجهات وتفجيرات وقصف بالطيران لمشتبهي «القاعدة» في الجنوب

اعتقال متهم بتمويل «القاعدة» في مطار صنعاء

أحد عناصر قوات الأمن اليمنية يقف أمام محكمة صنعاء حيث يمثل أمامها صالح الحبيب صالح الشاويش عضو «القاعدة» (أ. ف. ب)
TT

تواصلت، أمس، في اليمن أعمال العنف والمواجهات في جنوب البلاد، فقد قتل 4 جنود في كمين نصبه مسلحون لقائد اللواء العسكري (111) قرب مديرية مودية، وأصيب مدير جهاز الأمن السياسي (المخابرات) في مديرية أحور بمحافظة أبين في حادث تفجير سيارته بمدينة زنجبار، في الوقت الذي شن الطيران اليمني غارتين جويتين على مناطق في أبين، وتبادل مسلحون إطلاق النار مع قوات عسكرية وأمنية في المحافظة ذاتها.

وقالت مصادر محلية في أبين لـ«الشرق الأوسط» إن 3 مسلحين مجهولين قتلوا وجرح 4 من رفاقهم في انفجار عبوة ناسفة كانوا ينقلونها داخل سيارتهم في محافظة أبين التي شهدت، أمس، فصلا جديدا من التطورات الأمنية المتلاحقة، فقد قتل 4 جنود في هجوم نفذه مسلحون إثر نصبهم كمينا لقائد اللواء العسكري (111) قرب مديرية مودية وأصيب عدد آخر من زملائهم. وقالت المصادر إن اشتباكات عنيفة دارت، عقب الكمين، أسفرت عن مقتل وجرح عدد من الجنود والمسلحين الذين يعتقد انتمائهم إلى تنظيم القاعدة، إضافة إلى إعطاب دبابتين وإحراق 3 طواقم عسكرية.

وفي مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة، أصيب العقيد عبيد علي مبارك، مدير فرع جهاز الأمن السياسي (المخابرات) بمديرية أحور، بجراح بالغة إثر تفجير مجهولين لسيارته التي كانت متوقفة أمام مبنى الفرع الرئيسي لجهاز المخابرات بالمدينة، كما أصيب في الانفجار عدد من منتسبي الجهاز، ورجحت المصادر قيام مجهولين بزرع عبوة ناسفة في السيارة أثناء غياب صاحبها، في وقت بات مسؤولو وضباط المخابرات اليمنية في بعض المحافظات اليمنية الجنوبية، وبالذات أبين، عرضة لسلسلة عمليات اغتيالات تستهدفهم، حيث قتل وجرح العشرات منهم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.

ونفذ الطيران اليمني، أمس، سلسلة من الغارات الجوية على مناطق جبلية في مديرتي لودر ومودية، يعتقد أن عناصر متهمة بالانتماء إلى «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» وبالتورط في العمليات الأخيرة التي تشهدها تلك المناطق، توجد فيها. وقال شهود عيان إن الغارات الجوية نفذت على مناطق في غرب لودر وأن سكان القرى المجاورة للمناطق المستهدفة، نزحوا عنها خشية التعرض لـ«قصف عشوائي». وتحدثت مصادر في شبوة وأبين عن تحليق متواصل، منذ أيام، على مناطق جبلية تربط بين المحافظتين.

وقالت أجهزة أمن أبين إنها ضبطت بحوزة هاني علي محمد الثريا الذي تصفه بـ«الإرهابي» وبأنه أحد عناصر تنظيم القاعدة، «وثائق ومعلومات مهمة تتعلق بخطط إرهابية سينفذها التنظيم بمحافظة أبين ومعلومات عن جرائم استهداف قيادات أمنية بالمحافظة»، بالإضافة إلى «وثائق أخرى ستشكل عونا للأجهزة الأمنية في ضبط عدد من عناصر تنظيم القاعدة»، حسب سلطات الأمن. واعتقل الثريا، أول من أمس، في مودية ويخضع حاليا للتحقيقات. ولقي 3 مسلحين مصرعهم وأصيب 4 آخرون في انفجار بداخل سيارتهم في محافظة أبين، وقالت مصادر محلية إن الانفجار، ربما، نتج عن عبوة ناسفة، أو أكثر، كانت بحوزتهم ومعدة لتنفيذ عمليات تفجير في المحافظة الأكثر اضطرابا في اليمن. وفي منطقة «أمعين» بمديرية أحور، في أبين، أحبطت السلطات الأمنية محاولة تفجير لمركز شرطة المنطقة، وقال مركز الإعلام الأمني، التابع لوزارة الداخلية، إن خبراء المتفجرات أبطلوا مفعول عبوة ناسفة وضعتها «عناصر تخريبية وإجرامية بجوار مركز شرطة أمعين بمديرية أحور محافظة أبين. وأضافت المصادر الأمنية أن «العبوة الناسفة التي تم العثور عليها بجانب مركز الشرطة هي عبارة عن أسطوانات غاز معبأة من الداخل بمادة البارود، بالإضافة إلى أسلاك تليفون بطول 500 متر وكذا بطاريات مصباح يدوي»، وأشارت إلى أن العبوة كانت معدة للتفجير عن بعد وكان الهدف منها «نسف مبنى مركز الشرطة، إلا أن رجال الشرطة في أمعين تمكنوا من العثور على العبوة الناسفة في الوقت المناسب، وأحبطوا الجريمة التخريبية التي خططت لها عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة، كانت قد هددت في وقت سابق باستهداف مركز شرطة أمعين بمديرية أحور».

على صعيد آخر، اعتقلت أجهزة الأمن اليمنية في مطار صنعاء الدولي، شخصا قالت إنه متهم بتمويل تنظيم القاعدة في اليمن، وأشارت إلى أنه يدعى صالح الريمي ويبلغ من العمر 33 عاما، وإلى أنه مغترب ويقيم «بصورة دائمة»، في المملكة العربية السعودية التي كان مقبلا منها، وحسب الداخلية اليمنية فإن اسم المتهم «كان مدرجا في القائمة السوداء باعتباره مطلوبا أمنيا بتهمة تمويل تنظيم القاعدة في اليمن». وكانت السلطات اليمنية اعتقلت، قبل عدة سنوات، أبو حمدي الأهدل، الذي كان يوصف بأنه المسؤول المالي لتنظيم القاعدة في اليمن.

وتسود محافظة أبين موجة عنف منذ 3 أيام، تمثلت في اغتيال مسلحين من تنظيم القاعدة، حسب السلطات، الخميس الماضي، للعقيد عبد الله البهام، مدير أمن مديرية مودية، ثم محاولة اغتيال محافظ المحافظة، أحمد الميسري، التي قتل فيها اثنان من مرافقيه، أحدهما شقيقه، وأول من أمس قتل وجرح عدد من الجنود أثناء استهداف قافلة عسكرية تقلهم في المديرية ذاتها. وتقول السلطات اليمنية إن تنظيم القاعدة في أبين ينفذ جميع هذه العمليات.

وكانت وزارة الداخلية اليمنية قد أعلنت قائمة بأسماء ثمانية مطلوبين، أكدت أنهم ينتمون إلى «القاعدة»، ووصفتهم بأنهم «عناصر إرهابية متطرفة!»، ووعدت بمكافأة مالية لكل من يقدم معلومات تؤدي إلى توقيفهم.

ففي بيان نشرته وكالة «سبأ» الرسمية اشتمل على صور للمطلوبين الثمانية وعدت الوزارة بتقديم «مكافأة مالية مجزية قدرها 20 مليون ريال (100 ألف دولار) لمن يدلي بأي معلومات عن أي شخص من هذه العناصر الإرهابية المتطرفة».