أحمدي نجاد: لا خيار أمام القوى الكبرى سوى التفاوض مع إيران

إطلاق سراح رجل أعمال أميركي.. والقضاء يحكم بقطع يد شاب سرق شوكولاته

رجل الأعمال الإيراني الأميركي رضا تقوي وحرمه يتحدثان لوكالة «أسوشييتد برس» أمس (أ.ب)
TT

قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس إنه ليس أمام القوى الكبرى «أي خيار آخر» غير التفاوض مع إيران حول الملف النووي، يأتي ذلك مع أنباء عن استئناف الاتصالات في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بعد سنة من الجمود. لكن الرئيس الإيراني أكد مجددا أيضا في خطاب ألقاه في اردبيل (شمال غرب) أن أي محادثات لا تكون مستندة إلى «العدالة والاحترام المتبادل» مصيرها الفشل، وأضاف: «لقد قلنا منذ البداية إن أفضل وسيلة (لتسوية الملف النووي الإيراني) هي التحادث مع إيران. ليس أمامكم أي خيار آخر، فكل السبل الأخرى مسدودة». وهو أول تعليق علني للرئيس الإيراني بعد الإعلان عن احتمال استئناف المفاوضات في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) بين طهران ومجموعة «5+1»، أي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا» إضافة إلى ألمانيا المكلفة التحادث مع إيران حول ملفها النووي.

وجدد أحمدي نجاد التأكيد على أن إيران «لن تتراجع قيد أنملة عن حقوقها الدولية».

وتتخوف الدول الكبرى منذ سنوات من برنامج إيران النووي، خاصة تخصيب اليورانيوم وتشتبه في أن طهران تخفي مآرب عسكرية من وراء برنامجها. إلا أن إيران نفت على الدوم سعيها لاقتناء السلاح الذري مؤكدة أن من حقها القيام بكل أنشطة برنامجها الذي وضع تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما قال إن إسرائيل «سوف تذهب في القريب العاجل إلى الجحيم» ودعا الغرب إلى عدم تأييد الدولة اليهودية.

وقال أحمدي نجاد في خطاب في أردبيل بشمال غربي إيران نقلته شبكة «خبر» الإخبارية، إن «الأرض ممهدة بالنسبة للنظام الصهيوني (إسرائيل) للذهاب إلى الجحيم في القريب العاجل، وأي دولة تساعد هذا النظام سوف تلحق به في رحلته إلى الجحيم أيضا».

تأتي التصريحات في إطار سلسلة التصريحات الاستفزازية للزعيم الإيراني عن إسرائيل عدة مرات في السنوات الأخيرة مما أثار غضبا دوليا.

وأعرب نجاد عن تأييده ضمن أشياء أخرى لإعادة توطين إسرائيل في أوروبا أو أميركا الشمالية، وشكك في أبعاد الهولوكوست (الإبادة الجماعية لليهود) خلال الحرب العالمية الثانية.

من جهة أخرى، نقلت وكالات أنباء عن مسؤول بقطاع الغاز الطبيعي الإيراني قوله إن إيران علقت مؤقتا تصدير الغاز الطبيعي إلى تركيا لأسباب فنية. وقال منتظر تربيتي، المسؤول بشركة الغاز الوطنية الإيرانية: «توقفت إيران عن تصدير الغاز إلى تركيا هذا الصباح لإجراء بعض الإصلاحات»، مضيفا أنه سيتم استئناف ضخ الغاز قريبا، لكنه لم يحدد إطارا زمنيا. وتابع تربيتي، قائلا إن الإصلاحات تتم في إحدى المحطات قرب الحدود مع تركيا. وكانت إيران علقت ضخ الغاز منذ شهرين نتيجة انفجار في 24 أغسطس (آب) وجرى استئنافه مجددا في 25 سبتمبر (أيلول). ووقع انفجار مشابه يوم 21 يوليو (تموز) وأدى لتعليق صادرات الغاز لعشرة أيام. ولم يتم توضيح سبب أي من الانفجارين. وزعم مقاتلون من حزب العمال الكردستاني المحظور في السابق مسؤوليتهم عن هجمات على خطوط أنابيب نفطية من العراق وأذربيجان. وإيران هي ثاني أكبر مزود للغاز الطبيعي إلى تركيا بعد روسيا، بصادرات تبلغ عشرة مليارات متر مكعب من الغاز سنويا. وتستخدم تركيا الغاز الطبيعي لتشغيل نصف محطات الكهرباء بالبلاد.

إلى ذلك، أعلنت محطتا التلفزيون الأميركيتان «سي إن إن» و«إيه بي سي» أن السلطات الإيرانية أطلقت السبت سراح رجل الأعمال الإيراني الأميركي رضا تقوي بعد توقيفه أكثر من سنتين. وقالت «إيه بي سي» في بيان إنها صورت الرجل السبعيني وهو يغادر السجن لكن اللقطات لم تعرض على موقع الشبكة على الإنترنت. وأوضحت أن الرجل قال عند مغادرته سجن ايوين في طهران: «في بعض اللحظات أشعر بالارتياح وفي لحظات أخرى أشعر بالغضب. ماذا جرى ولماذا أمضيت سنتين ونصف» في السجن. وتابع الرجل حسب الشبكة نفسها: «أبلغ من العمر 71 عاما ولا وقت لي. سنتان ونصف السنة فترة طويلة في السجن لرجل مسن». وأوضحت «إيه بي سي» أن زوجته كانت في انتظاره في شقتهما في شمال طهران، مشيرة إلى أنه ينوي العودة إلى الولايات المتحدة خلال الأسبوع.

من جهتها، نقلت شبكة «سي إن إن» عن محامي تقوي أن «رجل الأعمال المتقاعد المنحدر من منطقة أورانج في كاليفورنيا أفرج عنه السبت بعد اعتقاله في سجن ايوين الشهير في إيران منذ توقيفه في مايو (أيار) 2008». وتقوي كان متهما بأنه سلم مجموعة «توندار» التي تعتبرها السلطات الإيرانية إرهابية مائتي دولار.

كما أفادت وكالة «فارس» للأنباء أنه حكم على شاب إيراني ببتر اليد بعد إدانته بسرقة شوكولاته وكاكاو من متجر للحلويات في طهران. ونقلت الوكالة أن القاضي محمد رضا جيوكي حكم أيضا على هذا الشاب، 21 عاما، الذي لم تكشف هويته، بالسجن ستة أشهر لإلحاقه أضرارا بمتجر الحلويات وبالسجن ستة أشهر إضافية لـ«عدم امتثاله لأوامر الشرطة».

وأضافت أن الشاب أوقف في 29 مايو (أيار) وفي حوزته 900 دولار وثلاثة قفازات وكمية من الشوكولاته والكاكاو. وتنص الشريعة الإسلامية على بتر يد السارق. وفي الأعوام الأخيرة! تضاعفت أحكام البتر في إيران بسبب ازدياد السرقات الناتجة عن انتشار الفقر. والأسبوع الماضي، بترت يد رجل في مدينة مشهد المقدسة (شمال شرق) لمشاركته في عمليتي سرقة.