الصومال: القوات الحكومية تستعيد بلدة مهمة في جنوب البلاد

مكافآت مالية حكومية لمن يدلي بمعلومات عن قادة «الشباب»

TT

استعادت قوات الحكومة الصومالية مدينة «بلد حواء» بجنوب البلاد، الواقعة على الشريط الحدودي بين الصومال وكينيا. وقد دخل مئات من عناصر القوات الحكومية ومقاتلي جماعات الطرق الصوفية المعروفة محليا باسم «أهل السنة والجماعة» المدينة بعد معركة دامت عدة ساعات على أطرافها، انسحب خلالها مقاتلو حركة الشباب من المدينة. وقال محمد عبد كليل، محافظ إقليم جيدو بجنوب الصومال: إن القوات الحكومية أجرت استعدادا لهذه المعركة منذ عدة أشهر وإنها ستواصل زحفها لاستعادة السيطرة علي الإقليم كله من سيطرة حركة الشباب المعارضة.

وأضاف كليل: إن أكثر من 30 مقاتلا من حركة الشباب قتلوا في المعركة، إلا أنه لم يصدر تعليق من حركة الشباب على هذه التطورات. ويقود القوات الحكومية في الإقليم العقيد بري هيرالي، وزير الدفاع الصومالي الأسبق، الذي ينتمي إلى قبيلة «المريحان» التي ينتمي إليها أيضا رئيس الوزراء الصومالي الجديد محمد عبد الله فرماجو. ويرى مراقبون أن معركة «بلد حواء» تم تعجيلها لإظهار الدعم لرئيس الوزراء الجديد الذي تخضع مناطق عشيرته لحكم حركة الشباب. وتأتي معركة «بلد حواء» في الوقت الذي يجري الحديث فيه عن خطة حكومية لاستعادة الأقاليم الحدودية مع كل من كينيا وإثيوبيا من سيطرة حركة الشباب، وكانت هناك معارك مماثلة في وسط الصومال خلال اليومين الماضيين بين قوات الحكومة ومقاتلي حركة الشباب حول مدينة بلدوين (350 كم شمال مقديشو) عاصمة إقليم هيران بوسط الصومال، لكن القوات الحكومية فشلت في استعادتها.

وقد توغلت وحدات من القوات الإثيوبية في إقليم هيران، بعد أن عبرت الحدود إلى داخل الإقليم لنحو 20 كيلومترا ووصلت إلى منطقة «كلابير» القريبة من مدينة بلدوين. وتشهد المدينة حاليا توترا كبير، وهناك مخاوف متزايدة من اندلاع معارك بين هذه القوات ومقاتلي حركة الشباب الذين يسيطرون علي مدينة بلدوين. وقد تكررت التوغلات العسكرية الإثيوبية في هذه المنطقة خلال الأسابيع الماضية، لكن القوات الإثيوبية كانت ترجع إلى الجانب الإثيوبي من الحدود بعد فترة قصيرة. ومنذ وقت طويل يتحدث قادة القوات الحكومية في المنطقة عن قرب هجوم عسكري كاسح لإخراج مقاتلي حركة الشباب من المنطقة لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.

في هذه الأثناء، وقعت اشتباكات عنيفة صباح أمس بين مقاتلين من حركة الشباب وقوات تابعة للحزب الإسلامي، ووقعت الاشتباكات في سوق البكارو بوسط العاصمة إثر نزاع على نقطة لتحصيل الضرائب من الحافلات العمومية والشاحنات داخل السوق وقتل 5 أشخاص على الأقل في تبادل لإطلاق النار بين الطرفين، ما أدى إلى شل الحركة في السوق. وتدخل قيادات من الجانبين لفض الاشتباك. وتعتبر سوق البكارو بوسط مقديشو العصب المالي للعاصمة وتحتوي على أكثر من 30 ألف محل للبضائع المختلفة، وتمثل الضرائب التي يتم تحصيلها من السوق مصدرا ماليا مهما لمن يسيطر عليها، ويتنافس كل من حركة الشباب والحزب الإسلامي على السيطرة على هذه السوق بينما تسعى القوات الحكومية إلى استعادة السيطرة عليها وتقول الحكومة الصومالية إن مقاتلي الجماعتين يستخدمون السوق المزدحمة لإطلاق الصواريخ تجاه المواقع الحكومية ومقرات قوات الاتحاد الأفريقي المنتشرة في العاصمة.

وقد أدت الخلافات بين حركة الشباب والحزب الإسلامي إلى نشوب مواجهات بينهما في مناطق مختلفة من جنوب الصومال ووسطه، أدت إلى إخراج مقاتلي الحزب الإسلامي من كثير من مناطق الجنوب، كما انشق قادة ميدانيون عن الحزب وانضموا إلى حركة الشباب، كما كانت هناك حوادث اغتيالات غامضة طالت قيادات ميدانية من الطرفين. وفشلت محاولات لتوحيد الجماعتين، بينما نفى الشيخ حسن طاهر أويس، زعيم الحزب الإسلامي، فشل مفاوضات التوحيد، لكنه أكد توقفها في الفترة الأخيرة. على صعيد آخر، أعلنت الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة الصومالية (الشرطة والمخابرات) عن دفع مكافآت مالية مجزية (لم تكشف عن قدرها) لمن يدلي لها بأية معلومات حول أماكن تواجد قادة حركة الشباب، الصوماليين والأجانب منهم، أو معسكرات التدريب للحركة، أو يزودها بمعلومات عن أماكن تحضير وإعداد المواد المتفجرة، مثل السيارات المفخخة.