حزب الله يعتبر زيارة الرئيس الإيراني عامل وحدة.. وفريق «14 آذار» يعرب عن قلقه من خطاباته المتناقضة

نجاد يشكر الرؤساء اللبنانيين ونصر الله على حفاوتهم

TT

بقيت زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى لبنان موضع أخذ ورد وتفسيرات متباينة لفريقي «8» و«14» آذار، ففي حين وصف حزب الله وحلفاؤه الزيارة بـ«التاريخية والناجحة بكل المقاييس، وتشكل عامل وحدة بين اللبنانيين»، بدت مواقف فريق «14 آذار» على حذرها، مركزة على «التبدل بين كلمة نجاد التي ألقاها في القصر الجمهوري، وبين الخطابين اللذين ألقاهما في ملعب الراية في الضاحية الجنوبية وبنت جبيل الجنوبية وتنافيهما مع التزامات لبنان الدولية».

وأصدرت أمس السفارة الإيرانية لدى لبنان بيانا نقلت فيه «شكر رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمود أحمدي نجاد لرئيس الجمهورية ميشال سليمان، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، والأمين العالم لحزب الله حسن نصر الله، والشعب اللبناني، على الحفاوة البالغة التي أحيط بها في خلال زيارته التاريخية للبنان». أما على صعيد المواقف من الزيارة، فرأى رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك أن «عملية التشويه والتشويش على الرئيس محمود أحمدي نجاد التي قامت بها بعض الوسائل الإعلامية المحلية والخارجية ارتدت على أصحابها، وتغيرت الصورة التي حاولت تلك الوسائل ومن ورائها أجهزة أن تطبعها في أذهانهم عندما شاهدت الرئيس أحمدي نجاد وما يحمله من تواضع وصدق وألفة»، داعيا اللبنانيين إلى «الوحدة والتعاون والتفاهم». ورحب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، بـ«كل الوافدين إلى لبنان من محبين لشعبه عاملين لنشر الخير والمحبة والوئام بين مكوناته»، داعيا إلى «التعاون والتجاوب مع كل مسعى عربي وإسلامي يوفر الأمن والاستقرار والعدالة للبنان ويقوي منعة الوطن فيدعمون الدول الصديقة والشقيقة التي تعمل لتقريب وجهات النظر بين اللبنانيين وتسعى لحل الإشكالات بالحوار فتسهم في ترسيخ التوافق بين مكونات الشعب اللبناني». وقال: «لا يسعنا إلا توجيه الشكر إلى سورية وإيران والسعودية وتركيا على كل عمل مبارك ومسعى خير لتحصين الوحدة بين اللبنانيين ولم الشمل ورأب الصدع».

واعتبر أمين سر تكتل «التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان أن زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد نجحت بكل المعايير، وهي لم تتجاوز الحفاظ على الخصوصيات الداخلية ولم تدخل في تناقضاتها، مشيرا إلى أن «نجاد عبر عن مواقف إيران الثابتة إقليميا مع احترام الخصوصيات الداخلية». وأكد أن «أهم ما حمله نجاد هو التمسك بالدولة ولم يكن هناك أي موقف على حساب الدولة اللبنانية، من التوقيع على كل الاتفاقيات وصولا إلى دعم الدولة في لبنان»، ورأى أن «الصورة المشوهة التي كانت موجودة قبل زيارة نجاد إلى لبنان عن أن علاقته بحزب الله فقط، تحولت إلى خطاب حكيم ومدوزن يأخذ في الاعتبار كل التوازنات الموجودة». وقال: «علينا كلبنانيين أن نحدد مواقفنا بشكل يراعي مصلحة لبنان ووضعه وموقعه وكل الأمور التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار، والتيار (الوطني الحر) لا يرى لبنان منفصلا عن معاناة المنطقة». بدوره، علق عضو تكتل «لبنان أولا» النائب تمام سلام على الزيارة، فقال: «لإيران علاقة مميزة بفريق من اللبنانيين، ولكن لاحظنا في مواقف أحمدي نجاد، حرصه على الوحدة الداخلية اللبنانية، فإذا قال كلاما خص فيه جهة معينة من اللبنانيين، إلا أنه لم يستهدف فئة أخرى بشكل لا سمح الله مؤذ»، ورأى أن «كلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله عن أن إيران ليس لديها مشروع آخر غير مشروع اللبنانيين أنفسهم جيد جدا»، مطالبا حزب الله أن «يطبق ذلك، خاصة في ظل ما يسمع من إطلاق مواقف بين حين وآخر من تهويل وتهديد يغلق الأبواب». ورأى عضو كتلة «المستقبل» النائب نضال طعمة، أن «زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى لبنان أمدت دور الدولة وحضورها»، لافتا إلى أن «نجاد أطلق كلمات تتناقض مع التزامات لبنان الدولية ومع لبننة المقاومة»؛ ولفت إلى أنه «كان هناك اعتراف (من نجاد) بالمراجع الرسمية اللبنانية وتقدير لها ولدورها»، وأكد أنه «يمكن التوقف بكثير من الإيجابية عند الكلام الذي قاله نجاد عن حرص إيران على السلم الأهلي في لبنان، مخاطبا رئيس الحكومة سعد الحريري بما يشكل شبه ضمانة بوأد الفتنة، إذا صحت بعض التقارير التي تحدثت عن هذا الموضوع».