جد الجندي شاليط: نتنياهو مجرم يدير سياسة قد تؤدي إلى مقتل حفيدي الأسير

بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي عن استئناف الاتصالات مع حماس من أجل الإفراج عنه

بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل في صورة جماعية مع أعضاء حكومته بالقرب من كيبوتس «دغانيا» حيث عقد أمس اجتماع خاص للحكومة الإسرائيلية بمناسبة مرور «مائة عام على قيام الحركة الكيبوتسية» (أ.ف.ب)
TT

مع الكشف عن استئناف المفاوضات بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس، حول صفقة تبادل الأسرى، خرج جد الجندي الإسرائيلي الأسير، تسيفي شاليط، بتصريحات شديدة اللهجة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وصفه فيها بـ«المجرم الذي يدير سياسة قد تؤدي عن وعي كامل إلى مقتل حفيده» الأسير، جلعاد شاليط.

وقال شاليط الجد: «إن العجز الذي يبديه نتنياهو عن إطلاق سراح شاليط ليس موضوعيا. إنما يستطيع أن ينهي هذه القضية بمكالمة هاتفية واحدة. لكنه يماطل ولا يبذل الجهد المطلوب، في حين تتدهور حالة ابننا جلعاد يوما بعد يوم في أسره عند حماس».

وكان نتنياهو قد أكد الأنباء التي صدرت عن حماس، وفيها كشف النقاب عن أن المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى (شاليط مقابل إطلاق سراح ألف أسير فلسطيني)، استؤنفت قبل أسبوعين. ورفض نتنياهو اتهامات تسيفي شاليط، وقال إن حكومته، ورغم أنها قررت عدم التفاوض مع إرهابيين، فقد قررت احترام ما وافقت عليه الحكومة السابقة برئاسة إيهود أولمرت، وأدارت المفاوضات ونجحت في جلب شريط يثبت أن جلعاد حي وبذلك كرست مسؤولية حماس عن حياته. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أمس، أن الاتصالات للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، تجددت مؤخرا، بعد نحو 10 شهور من رفض حماس لاقتراح رئيس الحكومة الإسرائيلية. ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن حركة حماس وافقت على تجديد المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى من النقطة التي توقفت عندها، وأن الوسيط الألماني وصل لإسرائيل وقطاع غزة قبل أسبوعين.

يذكر أن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، كان قد صرح بأن الوسيط الألماني جيرهارد كونراد قد التقى قبل أسبوعين مع قادة حماس في قطاع غزة بعد عدة لقاءات أجراها في إسرائيل. وأضافت الصحيفة، نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية، قولها إن وساطة الألماني كونراد تجددت في أعقاب موافقة حركة حماس على العودة إلى المفاوضات حول الصفقة من النقطة التي توقفت عندها، مع أنها كانت قد هددت بفرض شروط جديدة للتفاوض.

وقالت إنه منذ الثالث والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) 2009 توقفت الاتصالات، ولم ترد حركة حماس على الاقتراح الأخير الذي قدمته إسرائيل، والذي بموجبه يتم إطلاق سراح 450 أسيرا اختارتهم حركة حماس، و550 أسيرا تختارهم إسرائيل كبادرة حسن نية تجاه الرئيس المصري حسني مبارك، مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وبحسب الصحيفة فقد وافقت حكومة نتنياهو على إطلاق سراح 100 أسير فلسطيني كان لهم دور في مقتل نحو 600 إسرائيلي، وإصابة أكثر من 1500 آخرين.

وفي حينه، أصرت إسرائيل على عدم عودة هؤلاء الأسرى إلى بيوتهم في الضفة الغربية، وطلبت إبعادهم إلى غزة أو تركيا أو المغرب. وكان نتنياهو قد كشف في يونيو (حزيران) الماضي عن الخطوط الحمراء التي وضعتها حكومته خلال الاتصالات، ومن ضمنها أنها ترفض إطلاق سراح أسرى كان لهم دور في مقتل أكثر من 10 إسرائيليين، وبينهم المسؤولون عن العمليات التي وقعت في «مقهى مومنت» و«هيلل» في القدس، وفندق «بارك» في نتانيا. كما ترفض إسرائيل إطلاق سراح أسرى ممن تحولوا إلى رموز خلال الانتفاضة الثانية، مثل مروان البرغوثي، وآمنة منى، وعباس السيد، وعبد الله البرغوثي. كما ترفض إسرائيل إطلاق سراح أسرى «يحملون المواطنة الإسرائيلية»، وذلك في إشارة إلى أسرى القدس المحتلة وأسرى 48.

وفي حديث مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، قال نتنياهو، أمس، إن هناك «جهودا كبيرة تبذل، تشارك فيها عناصر كثيرة، إلا أن غالبيتها يجب أن تظل مجهولة». وكانت عائلة شاليط قد نظمت مظاهرة شارك فيها نحو 200 شخص، صباح أمس، بالقرب من كيبوتس «دغانيا» حيث يعقد اجتماع خاص للحكومة الإسرائيلية بمناسبة مرور «مائة عام على الحركة الكيبوتسية». وقال نتنياهو إن العمل يجري بشكل متواصل لإطلاق سراح شاليط بطرق مختلفة، بينها المفاوضات التي تجددت قبل أسابيع معدودة. يذكر أن تامي أراد، زوجة مساعد الطيار الإسرائيلي المفقود رون أراد، شاركت في إحياء ذكرى مرور 24 عاما على وقوع زوجها في الأسر في لبنان، وقالت إن المفاوضات حول صفقة التبادل التي وصفتها بـ«السوق» هي «أمر مخجل»، وقالت إن «السوق التي تدار اليوم حول حياة جندي أسير أرسلته الدولة ليحارب، هو مخجل.. ويذكر بما حصل قبل 24 عاما».

وعلق وزيران إسرائيليان على هذه المظاهرة، فقال وزير الشؤون العربية، أبيشاي برافرمان، من حزب العمل إن على الحكومة أن تتخذ قرارها بدفع الثمن المطلوب لإطلاق سراح شاليط، لكن وزير البيئة من حزب الليكود، جلعاد أردان، حذر من أن قيام حماس بتسريب النبأ عن تجدد المفاوضات هو محاولة مقصودة لاستدعاء الضغط على حكومة نتنياهو. وأضاف: «يبدو أنهم نجحوا في خطتهم، فها نحن نتصارع من جديد حول القضية».