نتنياهو يعلن أن إسرائيل ستواصل الاستيطان.. والقيادة الفلسطينية ستقرر البدائل الممكنة للمفاوضات خلال أيام

خلافات بين الجانبين بشأن رفع التمثيل الفلسطيني في دول العالم

TT

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس، التي عُقدت في كيبوتس دغانيا قرب بحيرة طبرية: إن إسرائيل ستواصل أعمال البناء في المستوطنات، وذلك، فيما يبدو، ردا على الانتقادات الفلسطينية والدولية، وحتى الأميركية، لخطة بناء وحدات جديدة في القدس الشرقية قبل يومين.

وعقدت الحكومة جلستها في كيبوتس دغانيا، للاحتفال بمرور مائة عام على حركة الكيبوتسات، القائمة على أفكار اشتراكية لتعمير الريف القروي في فلسطين. وتعتبر حركة الكيبوتسات (يوجد منها 250) رأس الحربة في الحركة الصهيونية؛ حيث استوعبت الكثير من المستوطنات الجماعية لمهاجرين يهود من أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية قبل سنوات من تأسيس إسرائيل عام 1948.

وجاءت تصريحات نتنياهو في كيبوتس دغانيا، في وقت ما زالت تنتظر فيه السلطة نتائج الجهود الأميركية لإقناع إسرائيل بتجميد البناء في المستوطنات لعدة شهور أخرى من أجل استئناف المفاوضات. ومن شأن تصريح نتنياهو أن يسرع أكثر في اتخاذ السلطة قرارات بشأن البدائل الممكنة للمفاوضات.

كانت القيادة الفلسطينية قد بدأت، السبت، سلسلة اجتماعات مفتوحة لدراسة جميع الخيارات السياسية المطروحة في ظل تعطل العملية السياسية. ويتوقع أن يوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الدعوة إلى المجلس المركزي الفلسطيني (أعلى مرجعية في المنظمة في حال انعقاده)، لاتخاذ قرار بالتوجه إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وتدرس قيادة منظمة التحرير، بالإضافة إلى التوجه إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، خيارات أخرى، من بينها طلب الوصاية الدولية على الشعب الفلسطيني.

وجددت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رفضها القاطع للمفاوضات في ظل الاستيطان، مشددة على أهمية وقف الاستيطان بالكامل إذا ما أريد للمفاوضات أن تبدأ من جديد، كما أكدت رفضها الاعتراف بيهودية إسرائيل.

وقال بيان للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير: «إن هذا الأمر (الاعتراف بإسرائيل) تم حسمه عام 1993 في وثيقة الاعتراف المتبادل، ولا داعي لفتح هذا الموضوع من جديد. من ناحية أخرى، فإن جوهر الصراع الدائر الآن هو الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية وبخط 4 يونيو (حزيران) عام 1967 كخط فاصل بين دولتي فلسطين وإسرائيل، وأن على إسرائيل والمجتمع الدولي تبني هذا الموقف، وتبني خارطة واضحة تبين الحدود الفاصلة بين دولتي فلسطين وإسرائيل حسما لهذا التناقض الأساسي؛ لأن جوهر الصراع هو صراع مع الاحتلال من أجل إنهاء الاحتلال».

كان نتنياهو قد اشترط تجميد الاستيطان باعتراف فلسطيني بيهودية الدولة، وبعدما رفض الفلسطينيون ذلك، أكد مكتب نتنياهو أن البناء الاستيطاني سيستمر في المناطق التي ستكون تحت السيادة الإسرائيلية في إطار أي اتفاق يتم التوصل إليه مع السلطة الفلسطينية. وردا على إعلان السلطة الفلسطينية أنها تدرس بدائل للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل، قال مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية: إن البناء محدود في الأحياء التي ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية في أي اتفاق سلام يتم اقتراحه، وإن ذلك لا يتناقض مع الرغبة في التوصل إلى سلام مع السلطة الفلسطينية.

وبسبب هذا الخلاف على موضوع الاستيطان، وصل التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى ذروته، واتهمت مصادر سياسية في إسرائيل، أمس، الجانب الفلسطيني باتخاذ خطوات أحادية الجانب على طريق إعلان الدولة، وقالت: إن الفلسطينيين يحاولون تغيير مكانة ممثلياتهم في العالم، لتكون على مستوى السفارة، مع أن الدولة الفلسطينية لم تُقَم بعد.

كانت جمهورية البرتغال قد رفعت مستوى التمثيل الدبلوماسي للسلطة الفلسطينية قبل أيام من مفوضية عامة إلى بعثة. وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، في تصريح صحافي مكتوب: إن رئيس البعثة الفلسطينية في لشبونة سيسمى سفيرا، وسيقدم اعتماده إلى الرئيس البرتغالي.

وأضافت أن رفع التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني جاء في أعقاب جهود بُذلت على مدى السنوات الثلاث الماضية، مشيرة إلى أنها تسعى إلى رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني في دول العالم عامة، لا سيما الدول التي لم يرتق مستوى التمثيل فيها إلى سفارة.