فرنسا تلزم الصمت إزاء إعلان إسرائيل تأجيل قمة السلام المصغرة في باريس

الإرجاء يهدد بنسف قمة الاتحاد المتوسطي في برشلونة الشهر المقبل

TT

التزمت باريس الصمت إزاء الإعلان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تأجيل القمة التي كانت مقررة في العاصمة الفرنسية «قبل نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي»، بحسب ما قاله الرئيس نيكولا ساركوزي عقب لقائه رئيس السلطة الفلسطينية في 27 من الشهر الماضي. ورغم أن فرنسا هي الجهة الداعية والمضيفة في آن، فإنها لم تصدر أي تعليق رسمي لا بخصوص التأجيل ولا بخصوص تحديد موعد جديد، في الوقت الذي «استهجنت» مصادر دبلوماسية عربية في باريس أن يعلن «تأجيل» القمة من إسرائيل، وأن تدعي السلطات الإسرائيلية أن ثمة اتصالات لتحديد موعد جديد.

وعزت مصادر واسعة الاطلاع صمت باريس إلى «الخيبة» التي ألمت بالدبلوماسية الفرنسية جراء قرار إسرائيل استئناف الاستيطان في كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة. وسد نتنياهو أذنيه للنداءات المتكررة التي وجهها إليه «صديقه» الرئيس ساركوزي. وعندما كشف ساركوزي مشروعه القاضي بالدعوة إلى قمة سلام «ضيقة» في باريس بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونتنياهو والرئيس المصري حسني مبارك ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، كان يراهن على توصل الأميركيين إلى «حل وسط» مقبول فلسطينيا وإسرائيليا يتيح استمرار المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع، وهو ما أدى إلى «تبرير» الدعوة إلى عقد قمة لـ«مواكبة» هذه المفاوضات والبحث عن «آلية» لتدعيمها فضلا عن التحضير لقمة الاتحاد المتوسطي في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في برشلونة. والحال أن انقطاع هذه المفاوضات يشكل تهديدا جديا لقمة برشلونة نفسها التي «أجلت» من يونيو (حزيران) الماضي إلى الشهر المقبل بسبب الطريق المسدود الذي وصلت إليه جهود السلام.

وبما أنه لم يحرز أي تقدم على هذا الصعيد، فإن عددا من الدول العربية لن يجد حافزا بالحضور إلى برشلونة وتقديم «منصة» دعائية لنتنياهو الذي سيستغل، كما فعل في واشنطن وشرم الشيخ، الموقف لأغراض سياسية محضة، ولإلقاء اللوم على الجانب الفلسطيني والعربي وتحميله مسؤولية توقف المفاوضات.

ولا تخفي المصادر الفرنسية «غيظها» من إعلان إسرائيل عن مشاريعها الاستيطانية الجديدة في القدس مباشرة عقب الزيارة التي قام بها وزيرا خارجية فرنسا وإسبانيا إلى المنطقة، وكان غرضها الأول دعوة إسرائيل إلى تجميد الاستيطان.

وجاء رد فعل باريس على لسان الناطق باسم الخارجية، برنار فاليرو، الذي أذاع بيانا عبر فيه عن «خيبة فرنسا العميقة» من القرار الإسرائيلي. ودعا البيان إسرائيل إلى «العودة عن قرارها» وإلى وقف كل عمليات الاستيطان.

وتعتبر المصادر الفرنسية التي لا تتردد في انتقاد «المنهج» الأميركي في موضوع المفاوضات، أن جهود واشنطن وصلت إلى «طريق مسدود» وأن إدارة الرئيس أوباما «تنتقل من تراجع إلى آخر» لأنه «خسر» عملية «لي الذراع» التي تواجه فيها مع نتنياهو حول المستوطنات.