نائبة وزير الخارجية الصيني: اطمئنوا نحن دولة نامية.. وعلى الأوروبيين أن يقبلوا بالتعدد الثقافي في العالم

موضوع «الصين» يهيمن على أشغال مؤتمر «السياسة العالمية» في مراكش

TT

طغى موضوع «الصين» على أشغال مؤتمر «السياسة العالمية» في يومه الثاني، وأثارت مداخلة ألقتها فو يونغ، نائبة وزير الخارجية الصيني دويا؛ حيث فندت، بلغة إنجليزية فخمة، الانتقادات التي يوجهها الغرب إلى الصين.. وقالت مشددة على كلماتها: «لا نرغب أن نصبح قوى كبرى، وما يهمنا هو فقط تحسين حياتنا».

وتشير توقعات أميركية إلى أن الصين ربما تتفوق حتى على الولايات المتحدة في جميع المجالات، في عام 2035. وقال الأستاذ الأميركي تيودور موران، المتخصص في الشؤون الصينية بجامعة جورج تاون: إن الصين ربما تصل إلى ذلك قبل التاريخ المشار إليه.

وقال موران، في مداخلة أمام المؤتمر حول الوجود الصيني في أفريقيا: «بكين تزحف بهدوء للسيطرة الكاملة على القارة السمراء، والقوى الأوروبية التقليدية ستخرج من هناك في فترة لن تتجاوز عقدا واحدا».

وقالت فو يونغ، في معرض نقدها لفكرة أن الصين تسعى لأن تصبح القوة الكبرى في العالم: إن 78% من الناس في الصين يعتقدون أن بلدهم مجرد بلد نام. وعززت فكرتها قائلة: «لدينا 6 ملايين خريج جامعي يبحثون عن عمل في الصين، ونصف السكان يعيشون في الأرياف».

وزادت قائلة: «عندما تشتري الصين ترتفع الأسعار، وعندما تبيع تنخفض الأسعار»، وهذه فكرة مشوشة. وأشارت إلى أن الغرب يركز على مسألة حقوق الإنسان في الصين، لكنه يعتمد على معايير خاطئة؛ لأنه يخلط في كثير من الأحيان بين «الجريمة والإضرار بالمجتمع وحقوق التعبير وحرية الحديث». ومضت تقول: «إذا كنت صينيا وتتابع التقارير حول الصين ستشعر بالإحباط؛ لأن الصين تبدو في يوم جيدة وفي يوم آخر سيئة للغاية».

وحول راهن العلاقات الدولية، قالت فو يونغ: «الحرب غير مقبولة سواء أكانت حارة أم باردة أم دافئة». وزادت قائلة: «علينا أن نحترم التعدد الثقافي في العالم، أنا منغولية، والثقافة المنغولية تزداد رسوخا في الصين، وهذا مجرد مثال على احترامنا التعددية الثقافية في بلادنا».

وفي لهجة انتقاد واضحة للأوروبيين قالت: «يجب على الأوروبيين أن يقبلوا بالتعدد الثقافي في العالم، عليهم أن يقبلوا ذلك، إلا إذا كانوا يريدون أن تبقى ثقافتهم هي الثقافة الوحيدة في العالم». واستدركت قائلة: «هم بالتأكيد لا يريدون ذلك، لكن يجب ربط الأقوال بالأفعال». وزادت: «نحن جزء من العالم ولا نريد أن نصبح قوة عظمى، نحن نبحث عن الاحترام من الشركاء الآخرين، والعالم سيكون مكانا رحبا إذا احترمنا بعضنا بعضا».

وبشأن العلاقة الصينية - الأفريقية التي تثير الكثير من الجدل، قالت فو يونغ: «لدينا علاقات واسعة وقديمة مع الأفارقة، نحن نساعدهم في تنمية بلدانهم، ولا نتدخل قط في شؤونهم الداخلية. وحول ما يُقال بشأن تورط شركات صينية في عمليات فساد، يمكننا أن نتخذ ضدها إجراءات صارمة، وعليكم أن تدركوا أنه بعد ثلاثة عقود من الإصلاحات في الصين يوجد فساد، نحن نعلن ذلك وليس لدينا أي مركب نقص، لكن صحافة الغرب لا تنشر مثل هذه الأخبار؛ لذلك لا تسمعوا بها».