طهران تعرض مساعدة القاهرة زراعيا ونوويا ولا تستبعد «عرقلة في تحسن العلاقات»

رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بمصر لـ«الشرق الأوسط»: موعد تسيير الطائرات بين البلدين لم يتحدد بعد

TT

عرضت طهران مساعدة القاهرة «زراعيا» و«نوويا»، غير مستبعدة في الوقت نفسه تدخل دول غربية لـ«عرقلة في تحسن العلاقات بين البلدين (المقطوعة منذ نحو ثلاثين عاما)».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس، قال رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بمصر، السفير مجتبي أماني، إن موعد إنفاذ اتفاقية تسيير الطيران بين البلدين، التي أشرف على توقيعها بمصر مؤخرا حميد بغائي، نائب الرئيس الإيراني، «لم يتحدد بعد، لكن سيبدأ في أقرب وقت». وتحدث السفير أماني أيضا عما قال إنه تطور متنام في العلاقات بين بلاده ومصر، رغم أن القاهرة كانت اشترطت لعودة العلاقات، تسليم أو طرد إيران لمصريين كانوا قد فروا إليها. وعلق أماني بقوله إن مثل هذه المواضيع يمكن بحثها بسهولة في إطار التشاور وعدم ربطها بموضوع إعادة العلاقات، قائلا عن المخاوف من تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة العربية وزيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للبنان، إن الزيارة تحمل رسالة واحدة هي «الثبات والأمن لدول المنطقة» لمواجهة التحديات. ولا توجد علاقات رسمية بين مصر وإيران منذ عام 1979، بسبب موقفيهما المتعارضين بشأن محاولات صنع السلام بالمنطقة. وتنظر الدول الكبرى إلى أي تقارب بينهما باهتمام بالغ. وعقب توقيع اتفاقية تسيير الطيران بين القاهرة وطهران، حثت واشنطن مصر على عدم المضي قدما في اتفاقات أعمال جديدة مع إيران في ظل الجدل الدائر حول برنامج الأخيرة النووي. وعما إذا كان يرى أن العلاقات بين بلاده ومصر في طور التحسن، قال السفير مجتبي أماني: «بالتأكيد هذه الصورة يمكن أن نقول من خلالها إن العلاقات في تحسن.. إيران ومصر لا بد أن تتحسن علاقتهما من أجل مواجهة تحديات المستقبل التي توجد أمام الطرفين». وعن الموعد المحدد لبدء تسيير رحلات الطيران بين القاهرة وطهران، قال رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في مصر، إن «التنفيذ يرتبط بالانتهاء من إجراء أعمال تنفيذية وروتينية تخص الناحية الفنية لتسيير الطائرات»، قائلا إنه بعد هذا الإجراء «سيبدأ تسيير عدد أقل من الطائرات، ثم يزيد مع تزايد عدد الركاب». وتابع السفير أماني قائلا: «من المفروض أن يبدأ تسيير الرحلات في أقرب وقت ممكن، لكن الناحية الفنية والروتينية والتنسيق مع الطيران العالمي، يحتاج إلى بعض الوقت، ولذلك لا أستطيع أن أحدد موعدا لبدء تسيير الطائرات». وفيما يتعلق بأهمية الاتفاق الأخير، واحتمال تطوره إلى تعاون سياحي بين مصر وإيران، قال السفير مجتبي أماني: «إذا تم فتح طريق السياحة سيواجه المسؤولون المصريون الكثير من طلبات الإيرانيين الذين يريدون القدوم إلى مصر لمشاهدة الآثار الدينية والتاريخية». وعما إذا كان يعتقد أن اتفاق تشغيل رحلات الطيران بين مصر وطهران يمكن أن يتعرض لضغوط لتعطيله من جانب أميركا، وخاصة أن بلاده تتعرض لعقوبات دولية، أجاب السفير مجتبي أماني بقوله: «خط الطيران ليس موجودا في أي عقوبات مزعومة وغير قانونية من الدول الغربية تجاه إيران». إلا أن السفير أماني لم يستبعد معارضة الدول الغربية لاتفاقية الطيران بين طهران والقاهرة، وقال إن «الاستكبار العالمي (يقصد الغرب) يريد أن يوسع سيطرته على كل شيء، ويمكن أن يعارض هذه الاتفاقية الأخيرة التي أبرمناها مع مصر، كما رأينا من المتحدث في وزارة الخارجية الأميركية حين أظهر الأسف في هذا الشأن، وهذه عادة من الأميركيين الذين يريدون التدخل في الشؤون الداخلية لكل بلدان العالم». وتثير وسائل الإعلام المحلية في البلدين موضوع العلاقات بين مصر وإيران من وقت إلى آخر، وكان من هذه المواضيع ما تحدث به وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط من اشتراط بلاده تسليم طهران لعدد من المصريين أو طردهم من إيران، لعودة العلاقات بين البلدين. وعن هذه النقطة قال السفير مجتبي أماني إن كل الأشياء التي تصب في طريق تحسن العلاقات بين البلدين يمكن التشاور حولها، على ألا تكون شرطا لعودة العلاقات الرسمية. وزاد أماني موضحا: «كل الأشياء لازم تتم في إطار التشاور وتبادل المعلومات والاتفاقات المحددة في هذا الشأن. والمهم ألا ترتبط هذه المواضيع بإعادة العلاقات الرسمية. كما قلنا، بالنسبة إلى مثل هذه المواضيع، يمكن أن تتم بسهولة، والمهم هو أنه لدينا مجالات كثيرة للتعاون». وعن موضوع آخر جرى الجدل حوله في مصر مؤخرا بشأن إمكانية استيراد مصر للقمح من إيران، أوضح السفير أماني أن قضية الاستيراد (من المفترض أن) تتم بين شركات خاصة، لكنه زاد موضحا: «أنا اقترحت موضوع القمح، ووجدت الصحف والإذاعات تتحدث فقط عن موضوع استيراد القمح الإيراني، لكن هناك موضوعا نهتم به كثيرا، وهو أن إيران لديها خبرة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، ويمكن أن تصدر هذه الخبرة لمصر والبلدان الإسلامية لكي تحقق هي الأخرى اكتفاء ذاتيا من إنتاج القمح». وجدد رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بمصر استعداد بلاده لمساعدة القاهرة في بناء برنامجها النووي للأغراض السلمية، وقال إن إيران «أعلنت مرارا أنها مستعدة لتقديم هذه المساعدات للبلدان الإسلامية، من حيث تقديم خبرات ومعلومات والوصول إلى الاستفادة من الطاقة النووية السلمية، لأن إيران ترى أن هذا الموضوع حق لكل شعوب العالم، بدلا من احتكار الدول التي تسمي نفسها بالكبرى لهذه العلوم». وفي رده على سؤال بشأن تحركات نجاد في المنطقة وما يمكن أن تسببه من تعكير لصفو العلاقات بين الدول العربية وإيران، قال السفير أماني: «أعتقد أن رسالة الرئيس أحمدي نجاد من سفره للبنان تهدف إلى الاستقرار والثبات وتحقيق الأمن للمنطقة».