مصادر غربية: إيران توصلت إلى تسوية لتشكيل حكومة موالية لها في العراق بمساعدة سورية وحزب الله

النجيفي لـ«الشرق الأوسط»: التدخل الإيراني لم ينجح والتحالف الموالي لطهران لم يجد مؤيدين

TT

كشفت مصادر غربية أمس، أن إيران نجحت في التوصل إلى تسوية سياسية من أجل تشكيل حكومة عراقية موالية لها، بعد محادثات سرية مع سورية وحزب الله اللبناني.

ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس، عن مصادر غربية، قولها إن نجاح طهران يعد «هزيمة استراتيجية» للأميركيين في العراق. وحسب المصادر، فإن إيران تدعم بقوة قيام حكومة ائتلاف بين رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.

وتؤكد أطراف سياسية عراقية على أن لإيران الدور الأكبر في التحالف الذي أفرز ترشيح المالكي لدورة ثانية، في حين ترى أطراف أخرى أن الصراع القائم في المنطقة بين المفهوم الغربي والشرقي هو وراء تلك التفسيرات ولا يلتفت أحد للإرادة العراقية التي أفرزت الكتل السياسية في اختياراتها لشكل الحكومة المقبلة ومن سيترأسها.

وأكد أسامة النجيفي رئيس تجمع «عراقيون» المنضوي تحت لواء القائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي أن إيران عزمت على أن تكون الحكومة المقبلة موالية لها، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «التدخل الإيراني في عملية تشكيل الحكومة واضح جدا، وقد أقنعت دولا أخرى بهذا الترشيح». ويؤكد النجيفي أن «المشروع الإيراني في العراق ليس في صالح العراق والعراقيين، والحكومة المقبلة إذا تشكلت بإرادة إيرانية ستكون ذات مفهوم حزبي وديني ضيق سيؤثر في امتداداته في عموم المنطقة ودولها، خاصة دول الخليج باعتبار أن العراق مركز مهم لها».

لكن النجيفي أشار إلى عدم النجاح في هذا المسعى باعتبار أن تحالف المالكي مع التيار الصدري لم يستقطب ومنذ أكثر من أسبوعين أي مؤيد له ولم تتقدم الكتل الأخرى نحوه، في الوقت نفسه الذي يتشكل فيه تحالف بين «العراقية» والمجلس الأعلى سيكون نواة لتشكيل حكومة عراقية تضم جميع القوى الوطنية والكتل من دون، استثناء حسب قوله.

ويرى علي الأديب القيادي في حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي أن النفوذ على الأرض في العراق هو النفوذ الغربي باعتبار أن أميركا ما زالت موجودة، معتبرا أي تلويح بأن لإيران اليد الطولى في تشكيل الحكومة هو رأي غربي لأن هناك صراعا على النفوذ في المنطقة بين الشرق والغرب، مؤكدا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «أغلب عناصر المعارضة العراقية كانت موجودة في إيران أيام النظام السابق، وأن كل الشيعة العراقيين في الجنوب ممن ضربوا على يد النظام السابق توجهوا إلى إيران، والأكراد أيضا عندما ضربوا توجهوا إلى إيران بعدما رفضتهم دول أخرى باعتبار أن إيران كانت على خلاف مع نظام صدام، فقامت باحتضانهم، وعند سقوط النظام تتجه الرؤى إلى أن أي قرار قد يتخذ سيكون بفعل إرادة إيرانية باعتبار أن الشخصيات التي تتخذ القرار كانت موجودة في إيران وأن التأثيرات الإيرانية قائمة عليها، وهذا الأمر غير صحيح بشكل مطلق لأن الإرادة الوطنية العراقية الصرفة هي من تتخذ القرار وليست إرادات أخرى»، مؤكدا على أن «العلاقة المتوترة بين الغرب وإيران تأتي بمثل تلك الافتراضات التي لا تقوم على أساس واقعي، بل إنها افتراضات تأتي من تحليلات بأن القرار يعود لجذور من كان يقيم في إيران أيام المعارضة، لذلك فإن القرار سيكون متجذرا من هناك».

وحول التحالف بين التيار الصدري والمالكي الذي برز مؤخرا بعدما رفض التيار تولي المالكي منصب رئاسة الوزراء الذي ترشح له، ونوع التأثير الإيراني على قرار التيار، قال الأديب: «لو نظرنا إلى الشخصيات المرجحة لتولي المنصب وهي المالكي وعادل عبد المهدي وإبراهيم الجعفري وإياد علاوي، لوجدنا أن الأقرب للتيار هو المالكي، وهو مرشح التسوية بديلا عن الجعفري قبل أربع سنوات، وأنه بأصواتهم رشح لهذا المنصب. لذلك، فهو الأقرب لهم، لكن تجربة السنوات الأربع في الحكم حصل فيها بعض التوتر، لكنهم عادوا ليجدوا أن المالكي هو الأصلح لهذا المنصب».

وتقول «الغارديان» إنها علمت من مصادرها أن إيران كانت بقوة وراء تشكيل ائتلاف بين نوري المالكي، الساعي نحو ولاية ثانية، والزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وتشير الصحيفة إلى أن الاتفاق، الذي تشارك فيه سورية وحزب الله اللبناني وبعض من أبرز القيادات الدينية الشيعية، يضع المالكي في مقدمة المتنافسين على منصب رئيس الوزراء العراقي مجددا، بعد نحو سبعة أشهر من التعثر في تشكيل حكومة بين الفرقاء السياسيين المتناحرين. وتضيف الصحيفة أن مسؤولين عراقيين بارزين أدلوا لها بتفاصيل عن نشاطات إيرانية حثيثة وراء الكواليس بدأت بقوة منذ مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي.