بحث الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله مع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في حضور وزير الأشغال العامة، غازي العريضي، آخر التطورات السياسية الداخلية والإقليمية، والمساعي المبذولة لاستيعاب الأزمات والتحديات القائمة، وخصوصا المسعى السوري - السعودي. وتم التوافق على مواصلة الجهود المشتركة بين الحزبين على كل الأصعدة.
إلى ذلك اعتبر جنبلاط في حديثه لمجلة «الأنباء» التي تصدر عن الحزب التقدمي الاشتراكي، أن «الأصوات التي لا تزال تنظر لحياد لبنان تحت شعار عدم إدخاله في المحاور عجيبة، على الرغم من أن لبنان هو في قلب المنطقة وعلى تماس مباشر مع كل قضاياها رغما عنه بحكم التاريخ والجغرافيا»، مشيرا إلى أن «الشعارات الرنانة التي تتحدث عن التضامن العربي أثبتت عقمها بالتجربة الأخيرة في قمة سرت التي لم تخرج بالحد الأدنى المطلوب لمواجهة التحديات والمصاعب المتعددة». وشدد على أن «لبنان ملتزم باتفاقية الهدنة مع إسرائيل التي أكد عليها اتفاق الطائف وهي تعني تجميد حالة الحرب وليس الدخول في السلم، وهذا ما يحتم تعزيز القدرات الدفاعية للبنان في مواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل، والتجارب الإسرائيلية الوحشية ضد لبنان كثيرة وتكررت على مر السنوات الماضية، ولقد أدت إلى تدمير لبنان مرارا من دون طائل، إلا إذا كان المطلوب الخروج من الهدنة والذهاب نحو تسوية منفردة تذكرنا باتفاق السابع عشر من مايو (أيار) الذي أتى بالويلات على البلد».
رأى الزعيم الدرزي أن «زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى لبنان الأسبوع الفائت، التي رحبنا بها، تساهم في تعزيز الصمود ضد أي اعتداء، وكم كان الدعم المعنوي والمادي الكبير الذي قدمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية مهما للبنان وللجنوب ولصمود أهله الذين عانوا تاريخيا من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ومن المجازر والقتل في ظل عجز الدولة عن تأمين الحماية لهم والدفاع عن لبنان، بحيث استباحت إسرائيل كل المحرمات وضربت المرافق والمنازل والقرى مرات ومرات»، مؤكدا أن «هذا الدعم الإيراني عزز مقومات الصمود وساهم في تحرير الأرض».
وعن الوضع في المنطقة، لفت جنبلاط إلى «أننا نمر في لحظة دولية وإقليمية حرجة بحيث إن التوتر الإقليمي يتصاعد، وما يسمى مفاوضات التسوية في المنطقة تدور في حلقة مفرغة خصوصا بعد أن فرغتها رسالة الضمانات الجديدة التي بعث بها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي في الآونة الأخيرة». وقال «هذه الرسالة الخطيرة، التي لم تنل ما يكفي من الاهتمام الرسمي أو السياسي العربي». وعن لقائه مساعد وزيرة الخارجية الأميركية السفير جيفري فيلتمان، قال جنبلاط: «كان النقاش وديا وصريحا حول مختلف القضايا والتطورات، لا سيما حول المسائل الخلافية، وقد أبديت وجهة نظري وقلقي من أمور كثيرة تتصل بالصراع العربي - الإسرائيلي والشأن الداخلي اللبناني».
أثنى وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي، على أهمية لقاء الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله والنائب وليد جنبلاط الذي جرى في حضوره، وشدد العريضي على أنه «استكمال لمسيرة التشاور والتنسيق بين وليد بك والسيد نصر الله، ومناقشة التطورات في الفترة الأخيرة التي شهدتها الساحة اللبنانية»، مضيفا: «أستطيع أن أقول إن اللقاء كان إيجابيا ولمسنا إيجابيات من قبل سماحة السيد وحرصا على عدم التصعيد ومعالجة الأمور بالحوار وهذا أمر مهم جدا». وبالنسبة للمحكمة، فاعتبر أنها «الموضوع الأساسي الضاغط على الساحة اللبنانية ومدار نقاش البلد»، مؤكدا أنه «لا بد من التفاهم مع بعضنا البعض كلبنانيين، وهذا هو الأساس، وأساس هذا التفاهم التواصل بين الإخوة في حزب الله ودولة رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري والإخوة في تيار المستقبل»، وقال «حسنا فعل السيد حسن نصر الله بتكليف (معاونه السياسي) الحاج حسين الخليل الاتصال بالرئيس الحريري وطلب اللقاء به، وأعتقد أن اللقاء سيكون خلال الساعات المقبلة».