حزب باكستاني يضغط على إسلام آباد لوقف العنف في كراتشي

الحكومة تواجه أزمة مع القضاء وتمردا لطالبان وإعادة الإعمار بعد الفيضانات

TT

كثف أكبر حزب سياسي في كراتشي الضغوط على الحكومة الباكستانية لحماية أعضائه بعد أن أثارت أعمال عنف مخاوف من تفجر اضطرابات في العاصمة التجارية للبلاد.

وهددت الحركة القومية المتحدة بالانسحاب من الحكومة الائتلافية للرئيس آصف علي زرداري بعد مقتل 33 شخصا على الأقل في هجمات في مطلع الأسبوع تزامنت مع انتخابات تكميلية لاختيار عضو جديد في البرلمان من الحركة بعد مقتل العضو السابق في أغسطس (آب) الماضي.

وقد يؤدي هذا إلى أن تفقد الحكومة المركزية أغلبيتها في الجمعية الوطنية أو أن تنهار في حالة تحالف الحركة القومية المتحدة مع المعارضة. وتواجه الحكومة بالفعل سلسلة من المشكلات بما في ذلك احتمال حدوث أزمة مع القضاء وتمرد لطالبان ومهمة إعادة الإعمار بعد فيضانات الصيف التي تسببت في تشريد أكثر من 10 ملايين شخص ومن المرجح أن تسبب أزمة في الاقتصاد لسنوات.

وأصدرت الحركة القومية المتحدة تهديدات مماثلة قبل ذلك لكن مصادر في الحزب قالت إن أحداث العنف الأخيرة زادت من احتمالات الانسحاب من الحكومة. وذكرت الحركة القومية المتحدة أن عددا من أعضاء الحزب قتلوا.

وقال زعيم رفيع في الحركة: «نتعرض لضغوط هائلة من عمالنا وناخبينا لاتخاذ إجراء ما».

وأضاف قائلا: «لا يمكننا التهاون مع القتل المستمر لعمالنا وأصبحنا غير قادرين بشكل متزايد على تبرير وجودنا في حكومة أخفقت في حمايتنا». وتصاعدت التكهنات منذ أسابيع بأن المحكمة العليا بباكستان ستؤيد إلغاء قانون للعفو مما قد يفتح الباب أمام محاولات لمقاضاة زعماء الحكومة ومنهم زرداري. وأتاح هذا القانون لعدد من الساسة الحاليين منهم زرداري العودة لبلادهم بعد سنوات من المنفى. وألغت المحكمة العليا القانون في ديسمبر (كانون الأول) عام 2009 ولا بد أن تفصل حاليا في محاولة الحكومة إبطال هذا الحكم.

واتهمت الحركة القومية المتحدة حزب عوامي الوطني الذي يمثل البشتون بالمسؤولية عن حوادث القتل التي وقعت في مطلع الأسبوع وهو ما ينفيه الحزب.

وقالت الحركة مرارا إن الحكومة الإقليمية التي يهيمن عليها حزب الشعب الباكستاني الذي ينتمي له زرداري لم تتمكن من وقف العنف في مدينة كراتشي التي يسكنها 18 مليون نسمة.

وأظهرت نتائج غير رسمية اكتساح الحركة القومية المتحدة للانتخابات التي أجريت أول من أمس الأحد على مقعد خلا بمقتل رضا حيدر الذي تسبب اغتياله بالرصاص في أعمال عنف أسفرت عن سقوط 100 قتيل خلال أسبوع واحد.

إلى ذلك، لقي ثلاثة مسلحين حتفهم في اشتباك جديد مع قوات الأمن الباكستانية في منطقة سوات بإقليم خيبر باختونخوا، شمال غربي البلاد، في الساعات الأولى من صباح أمس.

وذكر الموقع الإلكتروني لقناة «سماء» الباكستانية الإخبارية أن قوات الأمن قامت، بناء على إخبارية تلقتها، بمداهمة منزل في قرية شاجاي، بمنطقة ماتا تحصيل في سوات، حيث كان يختبئ أشخاص يشتبه بأنهم مسلحون.

ورغم ذلك، فتح المسلحون النار على القوات الباكستانية، التي ردت عليهم بدورها، مما أسفر عن مقتل ثلاثة مسلحين. وتم مصادرة خمس قنابل يدوية وأسلحة ثقيلة من المنزل الذي داهمته القوات الباكستانية.