«القاعدة» تعزز استخدامها للغة الإنجليزية لتجنيد عناصر جدد من غير العرب

رسائل موجهة إلى المسلمين خارج الدول العربية لاستيراد ناشطين

TT

يستخدم إعلام تنظيم القاعدة اللغة الإنجليزية بشكل متزايد عبر شبكة الإنترنت في محاولة لتجنيد عناصر جدد من غير العرب، ما يعكس رغبة التنظيم في «استيراد» الناشطين بدل «تصديرهم».

وبعد أن أصدر العدد الأول من مجلته الإلكترونية الإنجليزية «إنسباير» قبل 4 أشهر، نشر «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» العدد الثاني منها، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

كان العدد الأول قد تضمن مقالات حول كيفية صناعة قنبلة في المنزل، وحول مستلزمات «الجهاد» من الناحية العملية، أما العدد الثاني، الذي صدر قبل أسبوع تقريبا، فيقع في 74 صفحة ويتضمن دعوات لتنفيذ هجمات على تجمعات بشرية في الدول الغربية بواسطة سيارات ضخمة رباعية الدفع يتم تزويدها بألواح معدنية حادة كالسكاكين.

وقال دومينيك توما، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط: «إنها المرة الأولى التي تحظى فيها «القاعدة» بمجلة باللغة الإنجليزية، ما يعكس توجها جديدا من دون شك».

وذكر الخبير، الذي يقيم في باريس، أن «الرسائل في هذه المجلة موجهة إلى المسلمين خارج الدول العربية».

من جهته، قال فيليب سيب، الأستاذ في جامعة كاليفورنيا الجنوبية، والذي شارك في وضع كتاب «الإرهاب العالمي والإعلام الجديد»: إن التنظيم تحول إلى «مؤسسة إعلامية».

وقال في هذا السياق: «آن الأوان لنتوقف عن اعتبار (القاعدة) منظمة إرهابية تستخدم الإعلام، ولننظر إليها على أنها مؤسسة إعلامية تلجأ إلى العمل الإرهابي».

وتنشر «القاعدة» مئات الأشرطة الصوتية والمرئية والبيانات عبر شبكة الإنترنت منذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، إلا أن المجلة بالإنجليزية تعتبر أمرا جديدا.

وقال مصطفى العاني، الخبير في شؤون الأمن والإرهاب في مركز الخليج للأبحاث ومقره دبي: «إنه تغيير في استراتيجية (القاعدة)» التي لم تكن تأبه كثيرا في الماضي بالقراء من غير العرب، على حد قوله. وأضاف: «إنه بُعد جديد في الحرب العالمية للتنظيم، وهو بعد يعكس رغبة (القاعدة) في تجنيد الأتباع على مستوى العالم بأسره».

وقال الخبير: «إنه في الماضي كانت (القاعدة) تصدر الناشطين، واليوم هي تحاول أن تستوردهم». كما اعتبر العاني أن «القاعدة» كانت تستخدم الإعلام «للإبلاغ» والآن هي تستخدمه «للتجنيد». لكن توما يرى أن ذلك يشكل «علامة على تشدد التنظيم أكثر منه حملة تجنيد».

وقال في هذا السياق: إن التحول الجديد في الاستراتيجية الإعلامية لـ«القاعدة» مرتبط خصوصا بالإمام اليمني الأميركي المتشدد أنور العولقي المختبئ في اليمن، وبالأميركي السعودي الأصل سمير خان الموجود هو أيضا في اليمن. وبحسب توما، فإن العولقي ليس عضوا فعليا في «القاعدة»، لكنه مقرب جدا من زعيم التنظيم في اليمن ناصر الوحيشي. وسبق للوحيشي أن تبنى العولقي في تسجيل صوتي! فيما نشر العولقي عدة رسائل أشاد فيها بـ«القاعدة».

والعولقي مطلوب حيا أو ميتا من قبل الأميركيين الذين يؤكدون أنه ضالع مباشرة في هجمات استهدفتهم.

وذاع اسم العولقي على المستوى العالمي بعد الكشف عن علاقته بالضابط الأميركي الفلسطيني الأصل نضال حسن الذي فتح النار داخل ثكنة عسكرية في تكساس عام 2009، ما أسفر عن مقتل 13 شخصا، كما أن العولقي كان على علاقة بالشاب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب، الذي حاول تفجير طائرة أميركية خلال رحلة بين أمستردام وديترويت يوم عيد الميلاد الماضي.

والعولقي، الذي له عشرات المنشورات المرئية والمسموعة والمحاضرات بالإنجليزية، دعا الأميركيين المسلمين في مايو (أيار) الماضي إلى أن يتشبهوا بنضال حسن، ما دفع بالسلطات الأميركية إلى إجازة قتله، الأمر الذي يعتبر نادرا بالنسبة لشخص يحمل الجنسية الأميركية. ويعتقد أن العولقي موجود في محافظة شبوة اليمنية، حيث يحظى بحماية قبيلته، العوالق. أما سمير خان الذي عاش في نيويورك وكارولينا الشمالية قبل أن ينضم إلى تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، فقال في العدد الثاني من مجلة «إنسباير» إنه فخور بأن ينظر إليه في الولايات المتحدة على أنه «خائن». ووفر القائمون على المجلة عناوين للاتصال بهم مرفقة ببرامج تشفير «للحيلولة دون رصد الرسائل من قبل المخابرات».

وذكر توما أن عدة دول غربية تشن حملة ضد الناشطين الإسلاميين الذين يستخدمون الإنترنت، كما تقوم بإغلاق المواقع الجهادية.