طالبان تحذر الحكومة الهولندية الجديدة من «تصعيد» سياستها المعادية للإسلام

مقتل 11 أفغانيا بينهم 3 مدنيين في هجومين للمتمردين جنوب وغرب أفغانستان

TT

حذرت حركة طالبان الحكومة الهولندية الجديدة التي تتمتع بدعم الحزب اليميني المتطرف (بي في في) بزعامة غيرت فيلدرز، من «هجوم» محتمل في حال «صعدت» من سياستها المعادية للإسلام، وذلك بحسب ما ورد أمس في صحيفة «فولكسكرنت».

وقال ذبيح الله مجاهد الذي تم التعريف عنه على أنه المتحدث باسم طالبان لغرب أفغانستان وشمالها في مقابلة نشرتها الصحيفة اليسارية الهولندية: «إذا ما صعدت هولندا سياستها المعادية للإسلام، من المؤكد أنهم سيكونون هدفا لهجوم تشنه مجموعة جهادية».

وكانت الحكومة الهولندية الجديدة بزعامة الليبرالي مارك روتي والتي استلمت مهامها الخميس الماضي وهي ائتلاف أقليات من يمين الوسط تضم ليبراليين ومسيحيين ديمقراطيين، توصلت إلى اتفاق مع الحزب المعادي للإسلام (بي في في). وحصل هذا الأخير مقابل دعمه للحكومة في البرلمان، على تشديد للتشريعات المتعلقة بالأجانب وخصوصا منع ارتداء النقاب.

وأكد المتحدث باسم طالبان أنه في حال نجح فيلدرز في «التلاعب» بالبرلمان الهولندي بغية إقرار قوانين جديدة معادية للإسلام، «فلن يكون هناك أدنى شك في أن مسلمين من بلدان أخرى سيقومون بتحركات لنصرة إخوتهم وأخواتهم المسلمين»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وغيرت فيلدرز، الذي بدأت محاكمته في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي بتهمة التحريض على الكراهية العرقية والتمييز ضد المسلمين، يطالب بوقف الهجرة الوافدة من الدول المسلمة.

وقال مجاهد «إننا حذرون جدا في علاقاتنا مع هولندا»، مضيفا: «إنه البلد الأول الذي قرر وقف احتلال بلدنا». وأدت مسالة إبقاء القوات الهولندية الموجودة في أفغانستان منذ أغسطس (آب) 2006 إلى ما بعد الصيف إلى سقوط الحكومة الهولندية في 20 فبراير (شباط) الماضي. وبسبب عدم التوصل إلى اتفاق داخل الحكومة، لم يتم تجديد هذه المهمة بعكس ما كان يأمل الحلف الأطلسي.

إلى ذلك، أعلنت السلطات المحلية الأفغانية مقتل 11 أفغانيا، هم 3 مدنيين و8 حراس في شركة أمنية خاصة، في أعمال عنف وقعت في جنوب البلاد وغربها. وصرح الناطق باسم حاكم الولاية داود أحمدي أن مقاتلين هاجموا قبيل الفجر نقطة مراقبة على طريق بولاية هلمند معقل طالبان جنوب البلاد. وأوضح أحمدي أن 8 حراس أفغان يعملون لحساب شركة أمنية خاصة قتلوا وجرح اثنان آخران في الهجوم الذي وقع في منطقة نهر سراج! مضيفا أن احد عناصر طالبان قد قتل أيضا.

وبعد ساعات قتل ثلاثة مدنيين وأصيب ثمانية أشخاص في انفجار عبوة يدوية الصنع قرب مركز شرطة في هراة (غرب أفغانستان).

وقال المتحدث باسم الولاية نقيب الله اروين: «قتل ثلاثة مدنيين وأصيب ثمانية أشخاص بجروح هم سبعة مدنيين وشرطي في الانفجار». وتقع هراة! التي تعتبر ثاني أكثر المدن الأفغانية ازدهارا، في الغرب وتعتبر أكثر استقرارا بالمقارنة مع مدن جنوب وشرق البلاد إلا أنها تشهد منذ أشهر تزايدا في أعمال العنف.

من جانبها، أعلنت طالبان في بيان لها أن عناصرها سيطرت على مركز للشرطة خلال الهجوم وقتلت الستة عشر رجل أمن الموجودين في الموقع. وأكدت أن جميع القتلى من قوات الشرطة.

وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة الأفغانية قررت حل جميع شركات الأمن الموجودة بالبلاد بحلول نهاية العام باستثناء تلك التي تتولى حماية القواعد العسكرية التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) والسفارات.