صنعاء: الإعدام لـ«أخطر» عناصر «القاعدة» في اليمن

مسؤول أمني: 6 قتلى في مواجهات مودية بأبين

جندي يمني يرافق عضو «القاعدة» صالح الشاوش ليمثل أمام محكمة شديدة الحراسة في العاصمة صنعاء قبل الحكم عليه بالاعدام أمس (إ.ب.أ)
TT

بينما تجددت، أمس، في اليمن المواجهات بين قوات الأمن ومسلحين يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة في مديرية مودية بمحافظة أبين الجنوبية، أعلن مسؤول أمني سقوط قتلى في أوساط مسلحين من «القاعدة» خلال المواجهات في الأيام القليلة الماضية. أما في صنعاء فقد قضت محكمة أمن الدولة والإرهاب بإعدام صالح الشاوش، الذي تصفه السلطات اليمنية بأنه «أخطر عناصر تنظيم القاعدة في اليمن». وأصدرت محكمة أمن الدولة والإرهاب الجزائية المتخصصة حكما قضى بإعدام صالح عبد الحبيب الشاوش المكنى بـ«سالم الحضرمي» والذي تصفه بأنه «أخطر عناصر تنظيم القاعدة في اليمن»، وذلك بعد إدانته بـ«قتل جنود وتفجير منشآت نفطية ونقاط أمنية في محافظة حضرموت»، ورفض الشاوش استئناف الحكم الذي يعد ابتدائيا وعلق عليه بالقول لرئيس المحكمة، بما معناه، إن «القاعدة» ستنتصر، مستشهدا بما يجري في محافظة أبين حاليا.

واستند قرار المحكمة إلى ما تقدمت به نيابة أمن الدولة (الادعاء العام) في قرار الاتهام أمام هيئة المحكمة والذي جاء فيه أن الشاوش يعد «خبير متفجرات»، وإلى الأدلة واعترافات المتهم نفسه، وقال القرار إن الشاوش «اشترك خلال الفترة من (2007-2010) في عصابة مسلحة ومنظمة للقيام بأعمال إجرامية مع آخرين، سبق إصدار أحكام في حقهم، بهدف مهاجمة منشآت حيوية نفطية ذات نفع عام، ومعسكرات ونقاط أمنية ومصالح حكومية وأجنبية، وقيادات عسكرية وأمنية، وأفراد وسياح، وتعريض سلامة وأمن المجتمع للخطر».

وأضاف أنه «بحسب الأدلة والاعترافات، فقد قام المدان خلال تلك الفترة بعمليات إرهابية هاجم وفجر خلالها نقاطا أمنية تابعة لقوات النجدة في كل من منطقة المشهد بحضرموت والباطنة وإطلاق النار عليها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وقذائف (آر بي جي)، والقنابل، ونتج عنها استشهاد الجندي حسن العماد، وإصابة عدد من الجنود والمدنيين وإلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات»، وأيضا قيامه بـ«مهاجمة وتفجير نقاط أمنية في منطقة الجعيمة قرب شبام بحضرموت على الخط الرئيسي، ومنطقة العقاد مفرق وادي سر على الخط الرئيسي، بمواد متفجرة (تي إن تي)، نتج عنها إصابة عدد من الجنود، وإلحاق أضرار مادية بتلك النقاط، فضلا عن إحداث انفجار في أنبوب النفط الرئيسي التابع لشركة (توتال) الذي يضخ النفط من حقول الشركة في قطاع عشرة حزير، مما أدى إلى تسرب كميات كبيرة من النفط».

وأضافت نيابة أمن الدولة، حسب وكالة الأنباء اليمنية، أن المتهم قام، أيضا، بـ«إحداث انفجار في معسكرات قيادة أمن الوادي والصحراء بحضرموت، باستخدام سيارة نقل نوع (دينه) مفخخة، نتج عن ذلك استشهاد جندي حراسة بوابة المعسكر، وإصابة عدد آخر من الجنود والمدنيين وإلحاق أضرار مادية بالمعسكر»، بالإضافة إلى «تنفيذه عمليات إرهابية في مصاف لتكرير النفط بصافر بمحافظة مأرب، وفي الوقت نفسه حاول تفجير خزانات النفط في الشحر بحضرموت باستخدام صواريخ (كاتيوشا)، واستهداف مدير الأمن السياسي في حضرموت عبد الله الجريزع بعبوة ناسفة عن بعد، ومحاولته، 3 مرات، تفجير نقطة أمنية حدودية مع السعودية باستخدام عبوة ناسفة مؤقتة، وفشلت العمليات الثلاث لانتباه ويقظة أفراد النقطة».

وقال الادعاء إن المواطن السعودي عبد الله الظاهري، كان شريكا له في بعض عملياته. واعتقل الشاوش في يناير (كانون الثاني) الماضي بحضرموت، وبدأت محاكمته الشهر الماضي، وتعد هذه المحاكمة سريعة مقارنة بالمحاكمات السابقة والحالية لعدد من عناصر تنظيم القاعدة في عدة محافظات يمنية.

في شأن التطورات في جنوب اليمن، قال شهود عيان في مودية لـ«الشرق الأوسط»، إن اشتباكات متفرقة شهدتها أكثر من منطقة في المديرية بين قوات الأمن والمسلحين، في الوقت الذي تواصل فيه القوات الأمنية فرض حصارها على مداخل ومخارج المدينة والقرى المجاورة لها، وذلك خشية تسرب بعض المسلحين المطلوبين وفرارهم من الحملة الأمنية. وتحدث شهود العيان عن تحليق محدود للطيران اليمني على بعض المناطق في مودية.

اتهم العقيد محمد الخضر محمد، نائب مدير أمن مديرية مودية، «العناصر الإرهابية» بـ«التحصن وراء النساء والأطفال في منطقة ثعوبة وآل الفطحاني»، وقال الخضر إن «الأجهزة الأمنية (بمساعدة وحدات عسكرية)، قد تمكنت من تدمير وتطهير عدد من أوكار ومخابئ أولئك الإرهابيين بمديرية مودية بشكل كامل». وذكر المسؤول الأمني في تصريحات لصحيفة «الميثاق» الناطقة باسم حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم)، أن المواجهات مع عناصر «القاعدة» أسفرت عن مقتل 6 منهم وفرار 20 آخرين إلى الجبال والشعاب، في حين ما زال البعض منهم يتحصن في منازل المواطنين.

على صعيد متصل بالتطورات الأمنية في اليمن، انضمت كوريا الجنوبية إلى فرنسا وأستراليا في إبداء مخاوفهما من الأوضاع الأمنية المتدهورة في اليمن، ومن إمكانية حدوث عمليات إرهابية ضد المصالح الكورية، ودعت السفارة الكورية في صنعاء رعاياها إلى توخي الحذر من أجل الحفاظ على سلامتهم، وأشارت إلى تنامي التهديدات الأمنية في اليمن، كما دعت السفارة مواطنيها إلى الاتصال بها أو بالجمعية الكورية (الجالية) في صنعاء، فور أن يتبين لهم وجود إشارات، من أي نوع، حول وجود مخاطر. ويأتي التحذير الكوري، حسب المراقبين، على خلفية الهجوم الانتحاري الفاشل الذي استهدف في أبريل (نيسان) 2009 وفدا أمنيا كوريا على طريق مطار صنعاء أثناء مغادرته البلاد، بعد مشاركته في تحقيقات مشتركة مع اليمن بشأن الهجوم الإرهابي الذي استهدف فوجا سياحيا كوريا في مارس (آذار) من العام نفسه بمدينة شبام بحضرموت، والذي قتل فيه 4 من السياح الكوريين الجنوبيين.

وقتل في اليمن، خلال الـ11 سنة الماضية، مواطنون أجانب على يد مسلحين من تنظيم القاعدة وجماعات جهادية أخرى، كـ«جيش عدن - أبين الإسلامي»، الذي كان يقوده أبو الحسن المحضار، ومن أبرز تلك الجنسيات: البريطانية، والأسترالية، والأميركية، والإسبانية، والكورية الجنوبية، والفرنسية، والبلجيكية، وغيرها من الجنسيات، وقتل في تلك الحوادث الإرهابية مواطنون يمنيون، أيضا.