شافيز يصل إلى طهران ويسعى لتوقيع اتفاقيات في مجالات الطاقة والمصارف

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: هناك إمكانية كبيرة لتطوير العلاقات الثنائية

أحمدي نجاد يصافح تشافيز خلال حفل الاستقبال الرسمي له في طهران أمس (أ.ب)
TT

بدأ الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، الحليف الرئيسي لإيران في أميركا الجنوبية، محادثات أمس في طهران مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد، حول التعاون وخصوصا في مجالي الطاقة والتجارة، كما ذكرت وسائل الإعلام. ووصل شافيز في وقت متأخر من مساء أول من أمس إلى طهران، في زيارة هي التاسعة إلى الجمهورية الإسلامية، في إطار جولة دولية لتعزيز العلاقات التجارية لفنزويلا مع عدد من بلدان أوروبا الشرقية والشرق الأوسط.

وشدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أمس على «العلاقات الجيدة جدا» و«الإمكانية الكبيرة لتطوير العلاقات» بين طهران وكاراكاس. وترتبط إيران وفنزويلا، العدوتان اللدودتان لواشنطن، بعدد كبير من اتفاقات التعاون يناهز عددها الإجمالي 80 حسب سفير فنزويلا في طهران، خصوصا في مجالات الطاقة والمصارف والصناعة. ولا يوفر شافيز، زعيم اليسار الراديكالي في أميركا اللاتينية، مناسبة للتذكير بالعلاقات التي تجمع بلاده بإيران.

وقد تقربت فنزويلا كثيرا من إيران في السنوات الأخيرة، فكانت في عداد البلدان القليلة التي دافعت عن البرنامج النووي الإيراني المثير للخلاف. وزار أحمدي نجاد فنزويلا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2009. وقال موقع شبكة «برس تي في» الإيرانية الناطقة باللغة الانجليزية على شبكة الإنترنت، إن محادثات شافيز ستتمحور حول قطاع الطاقة، إذ يسعى البلدان إلى تطوير تعاونهما في مجالات النفط والغاز والبتروكيمياء.

وستتطرق المناقشات أيضا إلى مشروع إنشاء شركة بحرية لنقل النفط، ومشاركة فنزويلا في تطوير حقل الاوف شور ساوث بارس الإيراني العملاق الغاز. وتخضع إيران منذ الصيف لعقوبات اقتصادية دولية جديدة تستهدف خصوصا القطاع المصرفي وقطاع الطاقة الذي تقوم بالانسحاب منه كل الشركات الغربية الكبرى. وإيران وفنزويلا هما من جهة أخرى عضوان نافذان في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) التي ستتولى طهران رئاستها في الأول من يناير (كانون الثاني) المقبل للمرة الأولى منذ الثورة الإسلامية في 1979.

وبعد إيران، سيزور الرئيس الفنزويلي سورية وليبيا. وزار حتى الآن روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا. وقد وقع شافيز في موسكو مجموعة من الاتفاقات على صعيد الطاقة التي تنص خصوصا على أن تبني روسيا أول محطة نووية في فنزويلا. وأكدت الولايات المتحدة أنها تنوي مراقبة هذا الاتفاق «عن كثب». وأنجزت روسيا هذا الصيف بناء أول محطة نووية إيرانية في بوشهر (جنوب)، رغم احتجاج البلدان الغربية التي تشتبه في أن إيران تسعى إلى حيازة السلاح النووي. وحاولت طوال سنوات إقناع موسكو بالتخلي عن هذا المشروع.

ويشعر بعض السياسيين في الولايات المتحدة وأوروبا بالقلق من برنامج شافيز الذري الناشئ وشرائه للأسلحة وعلاقاته المقربة بأحمدي نجاد الذي ساعده رئيس فنزويلا على تفادي العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي. وهدأ شافيز هذا القلق وقال إن إيران تسعى للطاقة النووية لخدمة أغراض سلمية. ويدافع شافيز عن حقه في التجارة مع إيران حليفته التي تبيع الجرارات والسيارات إلى فنزويلا وتبني مساكن ومعامل لمنتجات الألبان.