مصادر لـ «الشرق الأوسط»: إرجاء إعلان تحالف بين علاوي والحكيم كي لا يتزامن مع زيارة المالكي لإيران

«العراقية»: الصدر سيؤيد اتفاقا بيننا وبين المجلس الأعلى والتحالف الكردستاني على ترشيح عبد المهدي

مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري لدى استقباله نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته في قم أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت مصادر مطلعة داخل الائتلاف الوطني العراقي أن المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم والقائمة العراقية بزعامة إياد علاوي قد أجلا إعلان تحالفهما الذي كان مقررا أول من أمس بسبب وجود نوري المالكي رئيس الوزراء المنتهية ولايته وزعيم ائتلاف دولة القانون في إيران الذي اختار توقيت زيارته مع البيان الذي كان سيصدر من الكتلتين لوضعهما في وضع محرج مع إيران.

وأشارت المصادر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» رافضة ذكر أسمائها أن «المالكي أراد أن يوصل رسالة إلى إيران بأن الكتل الشيعية متفقة على ترشيحه وأن المجلس الأعلى هو الوحيد الذي تخلف عن الركب ويريد الاتفاق مع العراقية، لكن المجلس الأعلى والعراقية اتخذا موقفا سريعا وأجلا إعلان تحالفهما لأنهما لا يريدان الدخول في مواجهة مع إيران أو مع أي طرف آخر يريد إضعاف هذا التحالف». وأكدت المصادر أن التيار الصدري الذي قرر قبول ترشيح المالكي مرشحا عن التحالف الوطني (المعلن سابقا بين الائتلاف الوطني وائتلاف دولة القانون) «غير متمسك بالمالكي وأن المهلة التي أعطاها التيار له ستنتهي نهاية هذا الشهر وأنها مهلة أكيدة سيكون بعدها التيار في حل من دعمه للمالكي وأن التيار قد أعطى قرارا أوليا بالانضمام إلى التحالف الجديد الذي يمثل جميع المكونات والقوى السياسية بما فيها التحالف الكردستاني». وأوضحت المصادر أن التيار الصدري أعلن تأييده للمالكي تحت ضغط خارجي (في إشارة إلى إيران التي أنهى المالكي زيارته لها أمس في إطار جولة عربية وإقليمية بدأت الأربعاء الماضي بدمشق).

وكان التيار الصدري قد أعلن عن تأييده لترشيح المالكي عن التحالف الوطني لشغل منصب رئاسة الوزراء مطلع هذا الشهر فيما أعلن المجلس الأعلى الإسلامي وحزب الفضيلة مقاطعتهما لاجتماع الترشيح معترضين على آليته واختيار المالكي في نهاية المطاف.

وعما إذا كان عادل عبد المهدي، مرشح الائتلاف الوطني، المنافس للمالكي سيكون مرشحا من جديد عن التحالف الجديد أكدت المصادر «أن القائمة العراقية كانت ستعلن في بيانها المؤجل عن تأييدها لترشيح عادل عبد المهدي وسيتم الإعلان عن الأمر في وقت لاحق».

إلى ذلك، دعا مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري إلى الإسراع بتشكيل الحكومة العراقية والعمل على إشراك جميع الأطراف فيها، فيما أكد مصدر مسؤول في التيار أن «التيار الصدري لن يشترك في حكومة لن تشترك بها جميع الكتل السياسية». ونقل مقرب من الصدر لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس، أن الصدر أبلغ المالكي في لقائهما في قم بإيران أول من أمس «بأنه لن يؤيد حكومة لن يشترك فيها ائتلاف العراقية وأنه (الصدر) يعتبر مشاركة العراقية والمجلس الأعلى الإسلامي والأكراد أساسية في تشكيل الحكومة وإلا فإنه سوف يسحب تأييد تياره للمالكي».

وقال نصار الربيعي، القيادي في التيار الصدري وعضو لجنة المفاوضات مع الكتل الأخرى، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» من بغداد أمس إن «علاقتنا مع ائتلاف العراقية متميزة للغاية، ونحن نجتمع معهم ونتحاور باستمرار ولم تنقطع لقاءاتنا بهم»، مشددا على أن «التيار يريد حكومة تستوعب جميع الأطراف والكتل الفائزة في الانتخابات من دون تهميش أي كتلة».

المقرب من الصدر قال إن «اللقاء بين السيد مقتدى الصدر والمالكي كان قصيرا ولم يتطرق فيه الطرفان إلى أي تفاصيل، كما لم يتسم بالمرونة التي سادت في لقاء الصدر وعلاوي الذي تم في دمشق والذي تبادل فيه الطرفان الابتسامات وبدت وجوه الحاضرين حتى خلال شاشات التلفزيونات ضاحكة»، مشيرا إلى أن «الصدر وتياره لن ينسوا دفاع علاوي والعراقية عن الصدريين والمعتقلين من أبناء التيار، كما لن ينسوا إشادة زعيم ائتلاف العراقية بوطنية التيار الصدري».

وأكد مصدر في «العراقية» أن علاوي «اتصل بالصدر هاتفيا خلال الأيام الثلاث الماضية، وأن الاتصالات الهاتفية بينهما متواصلة من أجل التنسيق للإسراع بتشكيل الحكومة».