مقتل 6 أشخاص وإصابة 17 في هجوم استهدف البرلمان الشيشاني

عملية تحرير النواب والموظفين استغرقت ما بين 15 و20 دقيقة

TT

أعلنت مصادر الأجهزة الأمنية الروسية عن مصرع 7، منهم 3 من رجال الشرطة و4 من المقاتلين الذين حاولوا اقتحام مبنى البرلمان الشيشاني صباح أمس في العاصمة غروزني. وكشفت المصادر الأمنية عن إصابة 17 آخرين، منهم 6 من رجال الشرطة، و11 من المدنيين، ومنهم إسلام بايخاكوف رئيس الجهاز الإداري للبرلمان الشيشاني.

وقالت السلطات المحلية وشهود اتصلت بهم «وكالة الصحافة الفرنسية» إن مجموعة من أربعة متمردين هاجموا مقر البرلمان الشيشاني في غروزني. وأعلنت الحكومة الشيشانية أنها تمكنت من «تصفية» المهاجمين، بينما أعلنت وزارة الداخلية أن الهجوم أسفر عن مقتل 3 شرطيين مكلفين بأمن المبنى، إضافة إلى موظف في البرلمان.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف قوله: «إن عملية تصفية المهاجمين وتحرير النواب والموظفين استغرقت ما بين 15 و20 دقيقة».

وأضاف أن «جميع النواب أحياء وتم إخراجهم من موقع البرلمان وهم في أمان». وتباحث قديروف صباح أمس مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الذي كان شن في 1999 الحرب الثانية في الشيشان.

وأعطت لجنة التحقيقات في النيابة العامة رواية مختلفة قليلا. وقالت في بيان إن حصيلة الهجوم هي ثلاثة قتلى (شرطيان ومدني) و17 جريحا. وبحسب هذا المصدر فقد هاجم ثلاثة انتحاريين فجروا أنفسهم في البرلمان.

وأضافت اللجنة «دخل ثلاثة مقاتلين مجمع غروزني الحكومي وفجر أحدهم نفسه عند مدخل البرلمان. ودخل الباقيان المبنى وتحصنا بداخله.. وخلال هجوم قوات الأمن فجرا نفسيهما».

وهنأ وزير الداخلية الروسي رشيد نور غالييف الموجود منذ الاثنين في غروزني، قوات الأمن الشيشانية، بحسب وكالة «إيتار - تاس» الرسمية، معتبرا أن وزارة الداخلية الشيشانية تصرفت بشكل مهني.

وأكد ظليم ياخيخانوف المتحدث باسم رئيس البرلمان الذي كان موجودا في المبنى عند وقوع الهجوم، أن «كافة الإرهابيين تمت تصفيتهم»، مشيرا إلى أنه أحصى أربعة أو خمسة مقاتلين متمردين.

وأضاف «سمعنا عند الصباح إطلاق نار في الساحة وأدركنا أن هناك محاولة لأخذنا رهائن. وصعدنا للاحتماء في الطابق الثالث، حيث بقينا حتى نهاية العملية». وهذه العملية للتمرد الذي يدمي منطقة القوقاز الروسي ولم تتمكن موسكو من إنهائه منذ أكثر من 15 عاما، هي الأهم في الشيشان منذ هجوم كبير نهاية أغسطس (آب) على القرية التي ولد فيها الرئيس الشيشاني.

وبعد الحرب الأولى في الشيشان (1994 - 1996) بين القوات الروسية والقوات الاستقلالية، تنامى التوجه الإسلامي للتمرد الذي لم يقتصر على الأراضي الشيشانية وتحول في منتصف العقد الحالي إلى حركة إسلامية مسلحة تنشط في كامل مناطق القوقاز الشمالي.

وتشهد جمهوريات هذه المنطقة الجبلية في جنوب روسيا مثل أنغوشيا وداغستان والشيشان، هجمات وكمائن واعتداءات بشكل يومي تقريبا. وكانت الحكومة الروسية قررت في ربيع 2009 إنهاء «عملية مكافحة الإرهاب» القائمة في الشيشان منذ نحو عشر سنوات.

وتبنى التمرد الإسلامي الذي يطالب بإقامة إمارة القوقاز في هذه المنطقة، بالخصوص الاعتداء الانتحاري المزدوج في مارس (آذار) في مترو موسكو (40 قتيلا).

ومن جهتهم، ذكر زعماء الاتحاد الأوروبي، أمس، أنهم أصيبوا بـ«الهلع»، بسبب الهجوم «الإرهابي» الذي استهدف البرلمان الشيشاني في العاصمة غروزني وأسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل. وجاء في بيان صدر في بروكسل أن مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، شعرت بـ«الهلع بسبب الهجوم الذي استهدف مبنى البرلمان في غروزني هذا الصباح. ولا يمكن أن تبرر أي ظروف استخدام العنف الإرهابي والهجمات الانتحارية».