مؤتمر منظمة التعاون الاقتصادي ينطلق في القدس الشرقية رغم دعوات السلطة لمقاطعته

المؤتمر السياحي تحول إلى عنوان للصراع السياسي على المدينة

TT

انطلق المؤتمر السياحي التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (دولية)، في القدس الشرقية أمس، على الرغم من الخلافات التي دبت بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، بسبب انعقاده في القدس الشرقية التي تنادي بها السلطة عاصمة للدولة المرجوة.

وقال وزير السياحة الإسرائيلي ستاس ميسجينيكوف، أمس، إن تبني النموذج المتبع في منظمة التعاون في الشرق الأوسط سيؤدي إلى ازدهار المنطقة لأن هذه المنظمة تمثل جسرا بين الشعوب. وأضاف، في افتتاح المؤتمر الذي حضره 28 دولة من أصل 33، أعضاء في المنظمة، أن «ثمة مصلحة مشتركة لإسرائيل والفلسطينيين في إقامة تعاون سياحي».

وكانت السلطة دعت الدول الأعضاء إلى مقاطعة المؤتمر الذي تحول إلى عنوان للصراع السياسي على المدنية المقدسة، وطالبت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بإلغاء المؤتمر في القدس حتى لا تفهم المشاركة فيه على أنها اعتراف دولي بسيادة إسرائيل في القدس، وهو ما أغضب إسرائيل التي عبرت عن أسفها لمحاولات السلطة تخريب المؤتمر، وقالت مصادر مقربة من وزير السياحة إن دعوة الفلسطينيين إلى مقاطعة المؤتمر لم تلق آذانا مصغية.

وفجر هذه الخلافات بشكل رئيسي، تصريحات نسبت إلى وزير السياحة الإسرائيلي ستاس ميسجينيكوف قال فيها إن عقد المؤتمر يعتبر بمثابة اعتراف بعاصمة إسرائيل (القدس الشرقية والغربية)، وأثارت جدلا كبيرا. واتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، ميسجينيكوف بالتباهي بأن استضافة مؤتمر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في القدس تمثل «موافقة رسمية» على ادعاء إسرائيل أن المدينة عاصمتها الموحدة، فأرسل الوزير الإسرائيلي، رسالة إلى المدير العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أكد فيها أن التصريحات التي أدلى بها مؤخرا لم تقصد جعل مسألة انعقاد المؤتمر في القدس قضية سياسية.

وكان مسؤول إسرائيلي أكد أن آنجيل جوريا الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية شكت لوزير المالية الإسرائيلي يوفال ستاينتس في وقت سابق في واشنطن من أن ميسجينيكوف يضفي على المؤتمر صبغة سياسية. وقالت جوريا في رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية: «من أجل التحرك للأمام يجب أن يصحح وزير السياحة المفاهيم الخاطئة التي أوجدها وأن يضع الاجتماع في منظوره الصحيح».

ودعا عريقات المجتمع الدولي لمقاطعة هذا المؤتمر، واتهم في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه، إسرائيل بالسعي «لانتزاع اعتراف غير قانوني بضم القدس الشرقية، وذلك من خلال استضافتها مؤتمر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في القدس». وأعرب عريقات عن شكره لجميع الدول التي قررت الانسحاب وعدم المشاركة في هذا المؤتمر، مؤكدا على عدم شرعية السيطرة الإسرائيلية على القدس، ومستشهدا بالدعوة التي وجهها مجلس الأمن إلى جميع الدول الأعضاء بعدم الاعتراف بالادعاءات الإسرائيلية على المدينة المقدسة.

واعتبر عريقات، أن عدم مشاركة الدول وعدم حضورها لهذا المؤتمر يحمل رسالة واضحة لإسرائيل مفادها أنها ليست دولة فوق القانون. وقالت السلطة إن دولا مثل بريطانيا وتركيا وإسبانيا استجابت لمقاطعة المؤتمر. وقالت إسرائيل إن بريطانيا وآيرلندا وآيسلندا ستتغيب عن المؤتمر لأسباب فنية. وأضاف عريقات: «تأتي دعوة وزير السياحة الإسرائيلي ستاس ميسجينيكوف، لهذا المؤتمر في القدس لتستخدمه إسرائيل في ترسيخ ممارساتها غير القانونية، ولتستغل نوايا الدول المشاركة لتثبيت حقيقة أن القدس هي عاصمة إسرائيل، خاصة أن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تحظى باحترام واسع».

وأكد عريقات، على تناقض إجراءات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، مع قيم هذه المنظمة ومع جميع المبادئ التي يؤمن بها أعضاؤها، فعقد هذا المؤتمر في القدس يخلق الانطباع بأن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية متواطئة مع تصرفات إسرائيل الاستفزازية وغير الشرعية في هذه المدينة المحتلة.

ورد، ميسجينيكوف أمس، بقوله إنه يأسف لتحرك السلطة الفلسطينية لعرقلة المؤتمر السياحي للدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وأضاف: «إنه مؤتمر مهني وغير مسيَّس ويهدف إلى زيادة الاستقرار والازدهار، مما يعود بالنفع على الفلسطينيين أيضا». ورحب ميسجينيكوف أمس، بالدول الـ28 من أصل الدول 33 الأعضاء في «OECD» التي شاركت في المؤتمر. وكانت إسرائيل انضمت إلى المنظمة في العاشر من مايو (أيار) وقبل ترشيح إسرائيل على الرغم من احتجاجات نشطاء حقوق الإنسان والجماعات المؤيدة للفلسطينيين.