خلية الفلسطيني يحيى الهندي تمثل أمام محكمة مغربية الأسبوع الأول من الشهر المقبل

محاميه ينقل عنه عدم انتمائه إلى تنظيمات إسلامية.. وزيارته للمغرب كانت للزواج

TT

ستمثل خلية متهمة بالإرهاب، تعرف باسم خلية «الفلسطيني يحيى الهندي»، أمام محكمة مغربية في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، حيث ستتم متابعة أفراد الخلية، الذين اعتقلوا منذ أزيد من شهرين بتهمة التخطيط لعمليات إرهابية. وقرر قاضي التحقيق في محكمة الاستئناف في سلا المجاورة للرباط أول من أمس إنهاء التحقيق التفصيلي مع الزعيم المفترض للخلية وهو الفلسطيني يحيى الهندي، وإحالة الملف إلى محكمة سلا المجاورة للرباط المختصة في قضايا الإرهاب. وكانت السلطات المغربية قد أعلنت في يونيو (حزيران) الماضي عن تفكيك خلية إرهابية تضم 11 شخصا يتزعمها الفلسطيني يحيى الهندي، واتهمتهم بالتخطيط للقيام بأعمال تخريبية داخل المغرب، وقالت إن أفرادها يحملون فكرا تكفيريا جهاديا.

واستمع قاضي التحقيق لعناصر الخلية التي تشمل إلى جانب الفلسطيني ثمانية مغاربة. وسبق أن أفرجت النيابة العامة عن اثنين من الموقوفين بعد 15 يوما من اعتقالهم كما قال مصدر قضائي. ونفى الفلسطيني يحيى الهندي، المتهم «بتشكيل عصابة من أجل إعداد وتنفيذ أعمال إرهابية في المغرب»، أمام قاضي التحقيق هذه التهمة، مؤكدا براءته، طبقا لتصريحات محاميه محمد أقديم. وقال أقديم إن «يحيى الهندي يرفض الاتهامات ويدفع ببراءته» مشيرا إلى أن موكله أكد له أنه «ضد (القاعدة) والفكر التكفيري»، وأنه «لم ينتم قط إلى أي حركة إسلامية». وأشار أقديم إلى أن الهندي (25 عاما) وهو مهندس كمبيوتر جاء إلى المغرب «من أجل استكمال إجراءات الزواج بمغربية تعرف عليها عبر الإنترنت»، مشيرا إلى أنه التقى بموكله في سجن سلا واستمع إلى إفادته.

وقالت مصادر أمنية إن الخيوط التي أدت إلى تفكيك الخلية التي تضم 11 شخصا والتي أعلن عن تفكيكها بدأت على أثر قيام مغاربة بعدة زيارات لمناطق جبلية في الأطلس المتوسط، حيث كانوا يبحثون عن ملاذات آمنة في جبال شاهقة ذات تضاريس ومسالك وعرة. ولفتت تلك الزيارات انتباه السلطات المحلية، وهو ما أدى إلى تشديد الرقابة على المنتسبين إلى الخلية التي ضمت نشطاء من مدن الدار البيضاء وازيلال وبني ملال. وأفادت التحريات بأن استقطابهم جرى على دفعتين، الأولى تحت قيادة الفلسطيني محمود درويش المسمى يحيى الهندي الذي كان أقام في المغرب مند أشهر قليلة وكان يتردد على بلدان شرق أوسطية، والثانية تحت قيادة ناشط مغربي واستُقطب عبر شبكة الإنترنت. وأضافت المصادر أن الفلسطيني بعد استقراره بالمغرب بنية الزواج من مغربية تقرب من مستخدمي الشبكة المناصرين للقضية الفلسطينية واستغل تضامنهم مع القضية وأقنع بعضهم ببعض «الأفكار الجهادية» من أجل تنفيذ هجمات في البلاد. وكانت الخلية تخطط لتنفيذ هجمات واغتيالات تطال شخصيات مغربية وأخرى يهودية تتحدر من أصول مغربية، إضافة إلى مهاجمة منشآت سياحية ومراكز أمنية. وأشارت المصادر إلى أن الخلية موالية لتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن. غير أن المعلومات المتداولة لا تشير إلى مستوى ذلك الارتباط، سواء كان تنظيميا أو مجرد تعاطف. وأبانت التحقيقات حيازة بعض المعتقلين لوثائق مزورة.

يذكر أن السلطات المغربية أعلنت تفكيك أكثر من ستين خلية منذ قتل نحو 45 شخصا في سلسلة تفجيرات نفذها 14 شخصا انتحاريا في الدار البيضاء في 16 مايو (أيار) 2003، حيث هاجموا عدة أماكن سياحية ودينية يهودية، وكان آخرها الإعلان عن تفكيك خلية مكونة من 18 شخصا.