فلتمان بحث مع مسؤولين مغاربة الإرهاب والهجرة غير المشروعة والمخدرات وإصلاح القضاء

محادثات المسؤول الأميركي في الرباط تطرقت إلى موضوع إبعاد مبشرين

TT

بحث جيفري فلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع مسؤولين مغاربة في الرباط، قضايا الإرهاب وتجارة المخدرات والهجرة، وكذا قضية إصلاح القضاء، التي ظلت تقف دائما حجر عثرة أمام نمو الاستثمارات الأميركية في المغرب. وقال فلتمان بعد محادثات مع الطيب الشرقاوي وزير الداخلية المغربي: «البلدان يوليان أهمية خاصة لمسألة محاربة الإرهاب، وسنواصل تعاوننا مع المغرب في هذا المجال».

ومن جانبها، قالت المصادر المغربية إن الشرقاوي بحث مع فلتمان «الوضع الأمني في منطقة شمال أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء». وعقب لقاء مع محمد الناصري وزير العدل المغربي، قال المسؤول الأميركي: «ننوه بعزم المغرب إصلاح القضاء، وهو ما سيعزز الشراكة بين البلدين»، وأضاف «المغرب يظل بلدا جذابا جدا للاستثمارات الأميركية». وقالت مصادر مطلعة: إن فلتمان تطرق كذلك في مباحثاته مع المسؤولين المغاربة، لمسألة إبعاد السلطات المغربية في وقت سابق، بعض الأجانب بعد أن وجهت لهم تهمة التبشير، ومن بين هؤلاء أميركيون. يشار إلى أن فلتمان التقى في الرباط كذلك مع بعض أعضاء جمعيات المجتمع المدني.

وفي سياق متصل، قالت المصادر المغربية: إن الطيب الشرقاوي قدم عرضا مسهبا لآخر تطورات نزاع الصحراء إلى فلتمان، وتجدر الإشارة إلى أن المسؤول الأميركي كان قد نفى في وقت سابق ما تردد بشأن احتمال العودة إلى خطة جيمس بيكر، وزير الخارجية الأميركي الأسبق، لتسوية النزاع، التي كان من بين خياراتها إجراء استفتاء في المنطقة. وأشار فلتمان خلال لقاء مع مجموعة من الصحافيين عقده في مقر السفارة الأميركية في الرباط الاثنين الماضي، إلى رسالة بعث بها كريستوفر روس المبعوث الخاص للصحراء الغربية للدول المعنية بنزاع الصحراء، التي يطلق عليها اسم «رسالة مجموعة أصدقاء الصحراء»، وقال إن تلك الرسالة دليل على اهتمام هذه الدول، ومن بينها أميركا، بالقضية، على الرغم من أن الرسالة سرية وتهم منظمة الأمم المتحدة والدول التي أرسلت لها، وقال إنها كذلك محاولة لقيام شراكة بين الدول المتنازعة لإيجاد حل للقضية. وقال فلتمان إن موضوع العودة إلى خطة جيمس بيكر بإجراء استفتاء في الصحراء لم يتم التطرق إليه، وأضاف: «أؤكد أن الموضوع لم يتم التطرق إليه»، مشيرا إلى ضرورة أن يكون هناك تعاون بين دول المنطقة، الأمر الذي لا يمكن أن يحدث في الوقت الراهن. وقال فلتمان في اللقاء نفسه: إن مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كحل لقضية الصحراء هو «اقتراح جدي ومعقول»، لكنه يحتاج إلى دينامكية أكثر من أجل الدفع به إلى الأمام لإيجاد حل دائم يهم جميع أطراف القضية، وقال إن المغرب تقدم عبر اقتراحه، خطوة إلى الأمام لتسوية النزاع. وأشار إلى أن الجزائر يمكن أن تلعب كذلك دورا إيجابيا لتسوية نزاع الصحراء. وحول مساعي الأمم المتحدة لإجراء جولة جديدة من المفاوضات بين المغرب والبوليساريو، قال فلتمان: «نأمل عقد مفاوضات جدية. نريد تحقيق تقدم لا أن نتراجع»، وأضاف «لا بد من المضي قدما وعدم العودة إلى الوراء». وبشأن قضية اعتقال مصطفى ولد سلمى مفتش عام البوليساريو، قال فلتمان: إن الإدارة الأميركية تتابع القضية، وتحاول إيجاد حل مناسب لها، مشيرا إلى أن كل قضية لا بد لها أن تمر عبر سلسلة من المفاوضات الفاشلة، لكنها لا بد أن تنتهي إلى النجاح في آخر المطاف. وفي سياق آخر، قال فلتمان إن الولايات المتحدة الأميركية تلعب دورا مهما في المنطقة من خلال مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن أميركا تطمح في أن يكون هناك تعاون بين دول المنطقة وتنسيق للجهود لمحاربة آفة الإرهاب، وأوضح أن أميركا تدعم مكافحة هذه الآفة حتى مع الدول التي تختلف معها في قضايا أخرى، وهذا ما تطمح إلى حدوثه في المنطقة.